كيف تتحدث بثقة أمام الناس
الحديث بثقةٍ أمام الناس
يسعى الإنسان الطموح لتكوين شخصيةٍ متكاملةٍ، تتميز بصفاتٍ عديدة، من أهمها القدرة على الحديث أمام الناس بكل ثقةٍ، واتزان، وإيصال الفكرة التي لديه إلى المستمعين، ومن المفيد أن يعتمد في ذلك على أساسٍ قوي، وهو معرفة مفتاح احتياجات الناس ومتطلباتهم ورغباتهم ومخاطبتهم من خلالها، فالرغبات، وحب الحياة، والنجاح، والسعادة والرفاهية، كلها أمور حياتية تُريدها الناس، وهذا الأمر يُسهل على الإنسان التحدث بثقةٍ أمام الناس.
نصائح للحديث بثقة أمام الناس
تُذكر في حقل التنمية البشرية مجموعةٌ من النصائح والطرق التي تعزز ثقة الإنسان بنفسه أثناء الحديث مع الناس، ومن هذه النصائح ما يلي:
- اختيار موضوع الحديث: إذا أراد الإنسان أن يكون متحدثاً واثقاً من نفسهِ، عليهِ أن يحدد الموضوع الذي سيطرحه، وأن يختاره بذكاء، موضوع يمكنه الحديث عنه بسهولة متمكن من معلوماته وحيثياته.
- التخطيط للحديث: فإذا وضع الإنسان خطةً لحديثهِ، وبيّن فيها البداية، والمتن والنهاية بشكلٍ واضحٍ، عرف طريقه بشكله الصحيح، وحدّد كيفية الوصول إلى مبتغاه من النجاح، وكذا هو الحال بالنسبة للمستمعين فإنّهم يكونون مع المتحدّث خطوةً بخطوة حتى النهاية، دون أن يضلّوا الطريق، ومن فوائد وضع المتحدّث خطةً له، استكمال أفكار الموضوع الذي طرحه، فلا يُنهي حديثهُ أو يختتمه قبل أن يقول كل ما لديه من أفكار.
- اتقان لغة الحوار: فللغة أهميةٌ كبيرة في حياة الإنسان؛ ذلك أن 80% من يومه يقوم على الكلمة المنطوقة مع الآخرين، فهي تصدر بأساليب وطرق عديدة، كالتفسير أو الإقناع، أو إصدار الأوامر، أو توجيه النصائح، وغير ذلك من طرق التواصل الإنسان الشفوي مع الآخرين، وكلما كان الإنسان أكثر براعةً في استعمال اللغة، أو التعبير عما يفكر فيه بوضوح ودقة ازداد نجاحاً وتأثيراً في الآخرين.
- اللباقة في الحديث: وتعتمد اللباقة على انتقاء الموضوع المناسب في الحديث، ذلك أن لفت انتباه الطرف الآخر للحديث يعتمد بالدرجة الأولى على مدى اهتمامه أصلاً بالموضوع الذي تمّ طرحه في تلك الجلسة. ومن اللباقة أيضاً اختيار البداية الصحيحة للحوار، وتجنب الكلمات المعتادة؛ كالسؤال عن الحال مثلاً، فالطرف الآخر ينتظر شيئاً مثيراً ويمكن معرفة ذلك الشيء المثير إذا علم المتحدث اهتمامات المستمع وميوله، والأمور التي يُفضل الحديث فيها مع الآخرين.
- التحكم في سير المحادثات: يمكن للإنسان زيادة قدرته على التأثير في الآخرين والتحكم بالمحادثة وتوجيه سيرها لصالحه، إذا استطاع أن يفهم السلوك البشري، ويكتشف الأسباب التي تكمن وراء أقوال وأفعال الآخرين، وإذا استطاع أن يحلل هذه الأفعال والأقوال، ليعرف المحفزات التي تدفعهم لذلك التصرف كل هذه الأمور تجعل الإنسان أكثر تحكماً في سير المحادثة، وأكثر لباقةً وقدرةً على الحديث أمام الآخرين بثقة.
- التمتع بقوة الشخصية: إن من تعلّم كيفية استخدام المحادثة بشكلٍ صحيح، وتوجيهها للحصول على ما يُريد يُصبح إنساناً ذا شخصية جديدة لها تأثير في الآخرين، وهذه الشخصية التي يرغب الجميع أن يتصف بها لشجاعتها وقدرتها على الحديث بثقةٍ أمام الآخرين.
- التّعرف على وجهة نظر الخصم: ذلك أنّه قد يجد الإنسان بين المستمعين من يؤيّد رأيه، ومنهم من يعارضهُ، وبالتالي إن لم يكن واثقاً مما لديه فإنّه سرعان ما يفقد السيطرة على الحديث، وتأتي ثقته القويّة من خلال توافر الأمور الآتية في حديثهِ:
- تقييمهِ لأسباب الرأي الذي يتبعهُ.
- استخدامهِ للحقائق التي تؤيّد رأيهُ.
- دراسة الموضوع دراسة مستفيضة.
مفهوم الثقة بالنفس
تعريف الثقة بالنفس: يمكن تعريف الثقة بالنفس بأنّها: اعتقاد الفرد بأنّه قادر على إنجاز العديد من الأعمال الجيدة. وليس شرطاً أن يكون ما يعتقده الفرد مطابقاً للواقع، ولكن يكفي وجود الاعتقاد لديه ليكون دافعاً وحافزاً له على الإقدام والنجاح.
يسعى الإنسان لزيادة ثقته بنفسه، لما لها من فوائد عظيمة، ولذلك فإنّ الواثق بنفسه يبذل قصارى جهده؛ لرفع مستوى ثقته بنفسه، فيُردد ويُذكّر نفسه دائماً بأنّه شخصٌ متميّز وناجحٌ، يَثق بنفسه، ولديه الإمكانيّات الخاصة والمهارات العديدة، التي تجعله كذلك؛ فمن خلال هذه الثقة العالية، يتيقن أنّه قادرٌ على فعلِ أمورٍ قد لا يَستطيع غيره فعلها، كما أنه يستطيع التحدّث إلى الآخرين بكلِ ثقةٍ.
اكتساب الثقة بالنفس
ويذكر بعض مدربي التنمية البشريّة مجموعةً من النصائح والأعمال التي تزيد من الصورة الإيجابية لدى الفرد، وتجعلهُ أكثر ثقةً بنفسهِ، ومن المهم جداً أن يحرص الإنسان على خلق العديد من الأمور في حياتهِ أو إلغاء العديد منها إذا أراد أن يتحرك بثقةٍ أمام الناس، ومن هذه الأمور ما يلي:
- إسقاط كل ما هو سلبي في حياة الإنسان وخاصّة الأشخاص السلبيين: وهذا يتطلب من الإنسان نظرةً متفحصةً لكل ما يُحيط به، ولا بد من التساؤل إذا كان المحيطون به يبثون فيه طاقةً إيجابية أو تفكيراً إيجابياً أم لا، فإن كانوا لا يبعثون في نفسه وتفكيره طاقةً تدفعه إلى النجاح فهم من يُسمُّون بمصاصي الحياة، أو الطفيليين، الذين يعملون على تدني ثقة الفرد بنفسه، بعد امتصاص طاقته، ولذلك على الشخص اتخاذ القرار الحازم بالبعد عنهم والتحرك نحو الأمام.
- رؤية الأمور على حقيقتها: فعلى الإنسان أن يُدرك أن الحياة فيها الكثير من التحديات التي قد تعترض مسيرة حياتهِ، فإن حدث وواجه الصعاب قابل الأمور بكلّ هدوءٍ وثقةٍ، ولم يسمح للمشاعر السلبية أن تؤثّر فيه؛ فهناك الكثير من الأمور الجيدة التي بإمكانهِ أن يُتقنها، كرعاية الآخرين، وتقديم المساعدة والدعم لهم، وبإمكانهِ فعل الكثير من الإيجابيات في حياتهِ مع تجاوزه للسلبيات التي مرّت به بكلِّ ثقةٍ.
- مواصلة التعلّم: لأنّ في التعلّم طاقة التجديد، فعلى من أراد أن تكون ثقتهُ بنفسهِ عاليةً أن يُبرهن لنفسه أولاً أنّه يستطيع أن يبدع، ولديهِ القدرة على التعلّم، وخلال فترةٍ قصيرةٍ سيصبح خبيراً بذلك المجال، ولذلك من المهم جداً أن يُحدد الشخص ما يُريد تعلّمهُ، والأفكار التي يسعى لتوسيعها وأهمّ الإنجازات التي يتوقعها من مواصلة عملهِ، فإن وجد أنّه يحتاج لتعلّم لغةٍ ما فليتعلمها، أو أن يأخذ دورةً معيّنةً تقويّه في مجالٍ ما فليفعل، وهكذا.
- تقييم الذات وتقبّلها: وهي المرحلة التي يبدأ فيها الانسان بمراجعة ما لديهِ من نقاط القوة والضعف، والأمور التي يرغبها والتي لا يرغبها، ويبدأ بالتعامل مع نفسهِ بكلِّ صدقٍ وحيادية؛ فلا يوجد إنسانٌ كاملٌ يخلو من الضعف، ولذلك فعليه البدء بالعمل على نقاط الضعف الموجودة لديه وتقويتها بحسب الأهمية التي تشكلها.
- مراجعة القيم والمبادئ: فوجود القيم والمبادئ التي يعتمد عليها الشخص في حياتهِ هي بمثابة الأرض الصّلبة التي يقف عليها؛ فإن لم يكن ممن يمتلكونها أصبح من السهل أن يسيطر الآخرون عليهِ ويستغلونه، لتحقيق أهدافهم الخاصة.
- المغامرة المدروسة: وذلك من خلال التفكير الواعي الذي يرتكز عليه الإنسان في مخاطراتهِ فيقلل منها، ويبحث عن البدائل لذلك الأمر، وهذا لا يعني عدم الإقدام على خوض تجربةٍ جديدةٍ، وخصوصاً إذا كانت احتمالات النجاح فيها واردةً له.
- التعلّم من الفشل: يمرّ الإنسان بحالاتٍ من الفشل، ولكن عليهِ أن يُدرك أنّ هذا الفشل ما هو إلا مرحلة وستنتهي ولن تدوم، ومن الجيّد أن يتعلّم الانسان منها، ويستخدم ما تعلّمه في تحدٍّ جديدٍ، بهذه الطريقة سيزداد الفرد قوّةً، وسيجد النجاح طريقهُ إليهِ.
- العيش في المستقبل: فهذه النظرة الإيجابيّة هي التي تُعطي الإنسان العزيمة والقوّة لإحداث الإنجازات العديدة، وليس بالنظر إلى تجارب فاشلةٍ مرّت بهِ سابقاً أو إنجازات سابقةٍ، فهو يعيش الآن في زمنٍ جديدٍ يحتاج منه إلى إنجازٍ ونجاحٍ جديدين.
- اختيار التأثيرات الإيجابية: وذلك بعدم هدر الوقت مع الأشخاص السلبيين الذين يقللون من شأن الفرد وإنجازاتهِ، أو من تربطه بهم علاقات هدّامة تؤدي به إلى الفشل ، ولذا فإنه من الأفضل له انتقاء كل ما هو إيجابي في حياتهِ من أشخاص وأشياء.
- المطالبة بالاحترام: فمن يحتاج إلى أن يتكلّم بثقةٍ مع الآخرين يحتاج بالضرورة أن يجد منهم مقداراً من الاحترام والتقدير كالذي يقدمه هو لهم، فإذا لم يتعامل الناس مع الشخص باحترامٍ وتقديرٍ فعليهِ أن يرفض ذلك، ويخبرهم أنه لم يعد بإمكانهم التقليل من شأنه بعد اليوم، عند ذلك سيتوقفون عن محاولة عدم احترامهِ، وسيبدأ مرحلةً جديدةً من حياتهِ.