كيف تبني نفسك
بناء النفس
إنّ أهمّ مسألة يجب أن ينشغل فيها الإنسان بحياته هي بناء النفس، فكلما استطاع الإنسان بناء نفسه بالطريقة السليمة كلما تفتحت أمامه السبل، وكلما اجتاز العقبات بسهولة ويسر، والانشغال بهذه المسألة منذ الصغر أفضل من التنبه إليها عند الكبر، ولكن هذا لا يعني أن يفقد الإنسان الأمل، ويعتبر أنّه قد كبر وفات الأوان، فكيف تبني نفسك؟
كيفيّة بناء النفس
إنّ بناء النفس يتطلب مراعاتها من جميع الجوانب، روحياً، وجسدياً، وعقلياً، وذلك ما خلال ما يلي:
بناء النفس روحيّاً
عندما يحافظ الشخص على طهارة روحه، ونفسه من كل دنس، سيحصل على تلك الطمأنينة التي يتمناها كل إنسان، وبالتالي يكسب دنياه وآخرته، ويكون باتباع ما يلي:
- أداء الواجبات الدينية المفروضة: إنّ تأدية الفرائض والواجبات الدينية عنصر مهم من عناصر بناء النفس روحياً، ذلك أنّ الإنسان عندما يؤدي الواجب الديني الذي عليه ترتاح نفسه، وتطمئن روحه، وارتياح النفس واطمئنانها عامل رئيس في بنائها.
- الابتعاد عن أوقات الفراغ: ذلك أنّ أوقات الفراغ قد تقود الإنسان إلى التفكير بالأمور السيئة والسلبية، وبالتالي تهييج النفس والانحراف بها نحو أهوائها وملذاتها، وهذا لا يعني أن يقضي الإنسان وقته مع الأحاديث والتسلية بالأمور غير المفيدة، فعليه أن يستغل أوقات فراغه بشكل مفيد وجيد.
- التحلي بالصفات الكريمة والأخلاق الحميدة: يجب أن يعوّد الشخص نفسه على التحلي بالصفات الجيدة وأن يكون خلقه صالحاً مع جميع من حوله من الناس؛ كالأقارب، والأصدقاء وكذلك الغرباء، فمن يبني نفسه على ذلك سيستمر به الحال طوال حياته، أما من يبني نفسه منذ البداية على الصفات السلبية، ستصبح جزءاً منه ويصعب عليه التخلص منها.
بناء النفس جسديّاً
الاهتمام بالجسد جزء هام من الاهتمام بالنفس، فلن يستطيع الشخص أن يعمل جيداً، ولا أن يشارك في عملية بناء المجتمع، ولا تكوين العائلة، إلا عن طريق بنائه لجسده بالطريقة السليمة، ويكون بمراعاة ما يلي:
- ممارسة الرياضة: على الشخص أن يُخصّص ساعات محددة من يومه لممارسة التمارين الرياضية، كالمشي، والجري، والتمارين التي يستطيع ممارستها في مكانه في البيت.
- تنظيم مسألة الأكل: على الشخص أن ينظم جيداً طريقة أكله من خلال الوجبات الثلاث في اليوم، وطبيعة الطعام، والشراب اللذين يتناولهما، بحيث لا يُدخل إلى جسده إلا الطعام الصحي والنافع.
- راحة الجسد: ويتم ذلك من خلال عدم إجهاد الجسم بالاستمرار في العمل، أو السهر، فينتظم الشخص في نومه واستيقاظه، ويُعطي مجالاً لجسده حتى يرتاح.
بناء النفس عقليّاً
العقليّة المثقفة هي التي توصل الشخص إلى الأفكار الصحيحة التي بالنتيجة ستساعده على بناء نفسه بناءً صحيحاً، على عكس العقلية الجاهلة، التي ستورد النفس إلى المهالك، ويكون بناء النفس عقلياً عند مراعاة ما يلي:
- المؤهّل العلمي: على الشخص أن يستمر في دراسته مهما حصل، ويحاول الحصول على المؤهلات العلمية بأعلى مستوياتها؛ فبناء النفس على الصعيد العقل يتطلب من الشخص أن يطلب العلم باستمرار.
- الثقافة: ولا يأتي ذلك إلا بالمطالعة المستمرة والدؤوبة، فعلى الشخص أن يحرص على مسألة القراءة، وتثقيف نفسه باستمرار من خلال قراءة الصحف، والكتب، ومعرفة أخبار الناس، وأحوالهم.
- مخالطة أصحاب العلم: على الشخص مخالطة من هم أعلى منه شأناً على المستوى العلمي، وذلك حتى يستفيد منهم ويحذو حذوهم؛ وبالتالي يصل بنفسه إلى الغاية التي يريدها، والتي يطمح للوصول إليها.