كيف تؤثر الكائنات الحية على حياتنا
الكائنات الحيّة
مفهوم الكائن الحي هو أحد المفاهيم الأساسيّة في علم الأحياء ، ويمكن وصف الكائن بأنّه حيّ إذا توفّرت فيه الخصائص المميّزة للكائنات الحيّة، كأن يتكوّن جسمه من خليّة أو عدّة خلايا، ويمتلك القدرة على النّمو، وإنتاج أفراد جُدُد، والحفاظ على التّوازن الدّاخلي في الجسم، والاستجابة للمؤثرات الدّاخليّة والخارجيّة، والقدرة على التكيّف مع البيئة . تتوزّع جميع الكائنات الحيّة التي تعيش على الأرض ضمن ستّ ممالك، وهي: البكتيريا، والبكتيريا القديمة، والطّلائعيات، والفطريات ، والنّباتات، والحيوانات.
تأثير الكائنات الحيّة على حياتنا
تُعدّ البيئة المكان الذي يعيش فيه الإنسان وغيره من الكائنات الحيّة على اختلاف أنواعها، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الكائنات الحيّة لها تأثير كبير على حياتنا؛ فبعضها مفيد لنا، والبعض الآخر ضارّ، وبعضها قد تكون مفيدةً وضارةً في الوقت ذاته، ونظراََ لأنّ أعداد الكائنات الحيّة كبيرة جداََ، ولا يمكن حصر مدى تأثيرها على حياتنا، لذا سنتناول تأثيرها على الإنسان عن طريق تقسيمها إلى الممالك السّت التي تتوزّع فيها جميع الكائنات الحيّة.
البكتيريا
من الآثار الإيجابيّة للبكتيريا على حياة الإنسان، ما يأتي:
- تحلّل بقايا الكائنات الميتة، وتعيد إلى التّربة الكربون والنّيتروجين اللّازمَين لتغذية النّباتات ، وبذلك يمكن النّظر للبكتيريا على أنّها بداية السّلسلة الغذائيّة ونهايتها؛ لأنها تزوّد النّباتات بالعناصر الغذائيّة اللازمة لبدء السّلسلة الغذائية، كما تحلّل المواد العضويّة في نهايتها.
- تساعد البكتيريا الإشريكية القولونية (بالإنجليزيّة: E. coli) التي تعيش في أمعاء الإنسان على هضم الطّعام، وتساهم في إنتاج الفيتامينات.
- تساهم بعض أنواع البكتيريا في المحافظة على البيئة؛ وذلك لدورها في تحلّل البقع النّفطيّة في البحار، ومعالجة مياه الصّرف الصّحي والنّفايات الزّراعيّة، وتنظيف النّفايات النّوويّة، وتحليل المبيدات.
- تساعد البكتيريا المثبّتة للنيتروجين على تحويل النّيتروجين الجوي إلى نترات وأمونيا؛ لتتمكّن النّباتات من استخدامهما لتصنيع البروتينات.
- تساهم البكتيريا في تصنيع بعض المواد الغذائيّة، مثل: اللّبن، والمخللات، والخل، والجبن.
وفيما يأتي بعض الآثار السّلبيّة للبكتيريا على حياتنا:
- تتسبّب بموت مئات الآلاف من البشر كلّ عام؛ وذلك بسبب الأمراض البكتيريّة، مثل: الكزاز، وحمى التّيفوئيد، والالتهاب الرّئوي، والزّهري، والكوليرا .
- تسبّب الأمراض للماشية التي يعتمد عليها الإنسان في غذائه، مثل: مرض الجمرة الخبيثة.
- تسبّب الأمراض للمحاصيل الزّراعيّة ، مثل: مرض تبقّع الأوراق، ومرض اللّفحة النّاريّة، ومرض الذبول البكتيري
الفطريات
الفطريات كائنات حيّة لها دور كبير في المحافظة على البيئة، كما أنّها مفيدة للإنسان؛ وذلك لأنّها:
- تحلّل بقايا النّباتات والحيوانات بعد موتها، ممّا يساعد على تنظيف البيئة، ويعيد المواد العضويّة، مثل: الكربون إلى التّربة؛ ليعاد استخدامها من قبل النّباتات.
- تزوّد بعض أنواع الفطريات، مثل: الكمأة، وبعض أنواع فطر عيش الغراب الإنسانَ بموادّ مغذّية، على سبيل المثال: يزوّد فطر عيش الغراب بفيتامين B ، وبعض المعادن، مثل: البوتاسيوم، والفسفور، والحديد، كما تدخل الخميرة في إنتاج الخبز.
- يُستخلَص من نوع من الفطريات اسمه (بالإنجليزيّة: Blue-green mold)، المضاد الحيويّ البنسلين الذي يمنع نموّ البكتيريا، فأنقذ حياة ملايين البشر منذ أن اكتشفه ألكسندر فليمنغ عام 1928م.
- تُستخدَم للسيطرة على نموّ بعض الآفات، مثل: الدّيدان، والحشرات ، والفطريات الأخرى.
أمّا التّأثير السّلبي للفطريات على حياتنا، فيتمثّل بكونها:
- تتسبّب بعض أنواع فطر عيش الغراب السّامة التي قد يأكلها البعض بالخطأ بالأمراض، أو حتّى موت من يتناولها.
- تسبّب للإنسان بعض الأمراض، مثل: مرض قدم الرّياضي، والالتهابات الرّئويّة الفطريّة، والقوباء الحلقيّة (داء السعفة).
- تسبّب الأمراض للمحاصيل الزّراعيّة، مثل: مرض التفحّم، والعفن الفطري، والصّدأ .
- تسبّب تعفّن الأطعمة، والملابس، والخشب، وغيرها.
الطّلائعيات
تُعدّ العوالق النباتيّة التي تنتمي للطلائعيات المصدر الرّئيسي للأكسجين في المحيطات، كما تزوّد الكائناتِ الحيّةَ البحريّةَ الأخرى بالغذاء والطّاقة، وبذلك تساهم في تغذية الإنسان بشكلٍ غير مباشر، إلا أنّ بعض الأوليّات التي تنتمي للطلائعيات تسبّب للإنسان بعض الأمراض، مثل: الملاريا.
النّباتات
لا يخفى على أحد التأثير الإيجابيّ للنباتات على حياة البشر، وذلك لأنّها:
- تعدّ مصدراََ مباشراََ وغير مباشر لغذاء الإنسان؛ فهي تزودنا بأكثر من 7000 نوع من النّباتات القابلة للأكل.
- تساهم النّباتات في دورة الماء في الطبيعة ؛ فهي تنقل الماء من التّربة إلى الغلاف الجوي عن طريق النّتح.
- تُستخدَم النّباتات ومشتقاتها لتصنيع ما يقارب ربع الإنتاج الإجمالي للأدوية، كما أنّ 80% من سكان العالم يعتمدون على النّباتات للرعاية الصحيّة الأوليّة.
- تزوّدنا بالأكسجين الذي نتنفّسه، والذي تُنتجه عن طريق عملية البناء الضّوئي، وتستهلك ثاني اكسيد الكربون الذي ينتج عن حرق الوقود الأحفوري.
- تزوّدنا ببعض المواد الضّرورية، مثل: الورق، والأخشاب اللازمة لأعمال البناء.
- تساعد على تحسين مزاج الإنسان؛ إذ تتميّز الأشجار والنّباتات المزهرة بجمالها، ممّا يجعل من النّظر إليها، والاستمتاع بالرّوائح الشذيّة التي تفوح من الأزهار متعةً للعين، وسعادةً للقلب.
الحيوانات
الفوائد التي نحصل عليها من الحيوانات عديدة، ولا يمكن حصرها، لذلك سنكتفي ببعض الأمثلة على تأثير الحيوانات على حياتنا، ومنها:
- تزوّد الإنسان باللحوم، مثل: لحوم الدّجاج، والأبقار، والخراف، والأسماك، كما تزوّدنا ببعض المنتجات الحيوانيّة، مثل: البيض، والحليب، والزّبدة، والأجبان، والعسل.
- تساعد بعض الحيوانات، مثل: دودة الأرض، والنّمل الأبيض، على تهوية التّربة وتدوير المواد المغذيّة، ممّا يزيد إنتاجيّة المحاصيل الزراعيّة، ويمكن تقدير الفائدة التي تعود على البشر من النّمل فقط من نتائج الدّراسة التي أُجرِيت في عام 2011م؛ حيث تشير إلى زيادة محصول القمح في المناطق الجافّة بنسبة 36%، نتيجةً لنشاط النّمل والنّمل الأبيض.
- تساعد بعض الحيوانات، مثل: الخفافيش ، والضّفادع ، والطّيور، على السّيطرة على أعداد الآفات الزّراعيّة، فتزيد بذلك إنتاج المحاصيل الزّراعيّة، وتقلل الحاجة لاستخدام المبيدات الضّارة بالبيئة.
- تساهم بعض الحيوانات، مثل: الخفافيش، والنّمل، في انتشار بذور النّباتات من الأماكن المزدحمة إلى أماكن جديدة، ممّا يعزز نموها وإنتاجيتها.
- يزوّد روث الحيوانات التّربة بحاجتها من الأسمدة الطّبيعيّة.
- تساهم بعض الحيوانات، مثل: الحشرات، والخفافيش، في تلقيح النّباتات.