كيف انسى شخص تركني
النسيان بعد انتهاء العلاقة
يمر الأشخاص بمُختلف فئاتهم العمريّة بضغوطاتٍ نفسيّة واضرابات عاطفيّة سببها علاقات غير ناجحة وارتباط بأشخاص غير مُناسبين لهم، لتنتهي الرواية بالخذلان وخيبة الأمل على خلاف ما تمنوه، فيبدو الأمر طبيعيّاً لكن بمُجرد الانفصال والانقطاع عن هؤلاء الأشخاص يبدأ سيل الذكريات بالانسياب، مُخلفاً وراءه أذىً بالغاً في نفوسهم، وقد يؤثر على حياتهم وعلى علاقاتهم المُستقبليّة في حال الانسياق خلفه وعدم استيعاب وتقبّل حقيقة الأمر وأن الحياة يجب أن تستمر رغم الألمِ، والانزعاجِ، والحزن، وبالتالي يجب عليهم السيطرة على مشاعرهم بعد أخذ الوقت الكافي، والبدء بالنظر للمُستقبل والتفاؤل من جديد، واستعادة توازنهم، وفهم الحقيقة التي تنص على وجوب نسيان من يُسبب لهم الألم مهما بلغت مكانته في قلوبهم، حيث إن حب النفس واحترام مشاعرها يجب أن يفوق أي حبٍ آخر، كما أنّ السعادة حق ودافع يتطلب إيجاده البحث والاجتهاد، والابتعاد عن الأشخاص المُحبطين، والأفكار السلبيّة التي تقف عائقاً أمام تحقيقها.
طرق نسيان شخصٍ ما
هُنالك العديد من الطرق التي تُساعد المرء على نسيان شخص ما تركه أو حبيب انقطعت علاقته به، ومنها ما يأتي:
قطع الاتصال بالشخص بشكلٍ نهائيّ
يصعب نسيان شخصٍ يقف كعثرة في طريق المرء بشكلٍ مُتواصل، ولكنه لا يرغب بالاستمرار معه في نفس الوقت، فالنسيان قرار يتطلب مُجاهدة النفس على الابتعاد عنه تماماً كما فعل هو بالمُقابل، الأمر الذي يتطلب قطع الاتصال الجسدي به وتجنّب الالتقاء وجهاً لوجه بصورةٍ مُباشرة نتيجة الأنشطة والأعمال اليوميّة في حال كان قريباً من مكان إقامته أو عمله، إضافةً لقطعه وإن كان غير مُباشر من خلال تتبعه ومُشاهدته على مواقع التواصل الاجتماعيّ المُختلفة والبحث عن أخباره من خلال الأصدقاء المُشتركين، وأفراد العائلة، أو أي طريقةٍ أخرى تجعل هذا الشخص عالقاً في ذهنه، وتُعيق تحقيق غايته، وتُصعّب موقفه وتؤذي مشاعره أكثر.
الاهتمام بالنفس وجعلها أولويّةً
يقضي المرء وقتاً طويلاً في التفكير في شريكه ومُحاولة إسعاده بينما كانا على علاقةٍ معاً، ولكن انتهاء العلاقة بينهما لا يعني أن الشريك سيتوقف عن الاعتناء بنفسه وسيبقى جريحاً وأسيراً لتلك العلاقة، بل سيواصل حياته ويبحث عن سعادته وراحته الشخصيّة بعيداً عمّن تركه خلفه، خاصةً إذا كان هو من أقدم على خطوة الانفصال، وسيكون من غير اللائق وغير العادل إطلاقاً أن يبقى الطرف الآخر يُفكر به ويُحاول استعادته وتذكّره رغم ابتعاده، بل عليه أن ينتبه إلى نفسه ويعتني بقلبه وبمشاعره ويُحاول علاجها من الداخل وترميم جروحها، والعمل على إسعادها وإرضاءها تماماً كما كان يُبادر اتجاه شريكه السابق، لكن المُبادرة هذه المرة ستكون لنفسه التي لن تخذله، والتي تستحق الحب ، والرعاية، والاهتمام، وتفضيلها على الآخرين.
تجنّب الأفكار السلبيّة المُحبطة العالقة والتخلّص منها
يجب على الشخص الذي يطمح بالنسيان أن يتوقف عن التأمل والسير وراء أحلام اليقظة التي قد تُرادوه في لحظات ضعفه، فتُهيء له فرصاً وهميّةً بالعودة لشريكه الذي تخلى عنه، أو تمنح أملاً كاذباً وتجعله يتبعها على أمل استرجاع علاقتهما المقطوعة والعودة معاً في حين أنها غير واقعيّة وتستنزف طاقته ومعنوياته وقوّته العقليّة عند التفكير مطوّلاً دون فائدة، ويُمكن التخلّص من هذه الأفكار باتباع الخطوات الآتية:
- إزالة أي عناصر قديمة تخص الشريك السابق مهما كانت سواء أكانت صور، أو هدايا تذكاريّة، أو أي شيء آخر.
- محاولة التفكير بشيءٍ آخر مهم عندما يطرء على بال المرء اسم شريكه أو أي شيءٍ يخصه من ذكريات أو معلومات، أو غيره، والاجتهاد في طرد هذه الأفكار بعرقلتها واستبدالها بشيءٍ شديد الأهميّة، أو نشاط يسرق عقله وتفكيره ويُلهيه عنها.
- برمجة العقل على أن الشريك السابق كان الأول ولكنه ليس الأخير والنظر في سبب التعلّق به كما لو أنه شيء سطحي، مع ضرورة النضج والوعيّ لحقيقة أن هُنالك أشخاص آخرين غيره يُمكنه تقبّل وجودهم بجانبه، وأن سبب ارتباطه بشريكه لم يكن دافعاً قويّاً كما كان يظنه في بداية العلاقة، وسيجده شيءاً عادياً كلما مر وقت أطول من ابتعاده عنه.
تقبّل الدعم من الأشخاص المُقربين
يحتاج المرء لدعم من يُحبونه بصدقٍ في المواقف الصعبة التي تؤذي مشاعره، كانفصاله عن شخصٍ كان يعني له الكثير، فلا حياءَ ولا مُشكلة في التحدّث مع الأصدقاء المُقربيّن الذين يعلمون بمشاعره ويفهمون طريقة تفكيره، ويُحاولون قدر الإمكان مواساته ورفع معنوياته؛ حتى يتخطى تلك الصدمة ويواصل حياته بوجودهم إلى جانبه، كما يُمكنه طلب استشارة أخصائي نفسي إذا كان الأمر صعباً عليه وفي حال تأثره بشدّة وعدم قدرته على النسيان وتعرّضه للإجهاد النفسيّ والعصبيّ، الأمر الذي يجعل ماضيه يُلاحقه ويُشكل خطراً يُعيق حياته ويمنعه من مواصلتها بأريحيّةٍ واتزان، أو التعامل مع الآخرين بمرونةٍ كسابق عهده
ممارسة أنشطة جديدة لملء وقت الفراغ
قد يشعر المرء أحياناً بالحنين والفقدان لشريكه السابق بسبب وجود وقت فراغ كبير في حياته، وقد يكون السبب في ذلك اعتياده على إمضاءه معه وبقاءهما سويّاً، الأمر الذي جعله يشغل مساحةً كبيرةً من تفكيره وروتينه، وبالتالي يُمكنه ممارسة أنشطة جديدة والبحث عن هوايات مُفيدة تُساعده على ملء وقت فراغه، كتعلّم مهارات هادفة، أو لغات جديدة، والقراءة، وتصفّح المواضيع المُختلفة، أو سماع الموسيقى المُريحة والمُسلية، أو غيره.
نصائح للأحبة بعد الانفصال
يُوصى باتباع النصائح والإرشادات الآتية التي تُساعد الأحبة على النسيان وتجاوز الألم بعد الانفصال، أو تعرّضه للإساءة والخذلان من الشريك، ومنها ما يأتي:
- الاستفادة من التجربة الماضيّة رغم ألمها وانتهائها بالانفصال عن الشريك والنظر لها على أنها درس مهم يُفيد المرء في علاقاته القادمة، وعدم النظر لها على أنها تجربة قاسيّة وأن العلاقات جميعاً مُتشابهة أو بتلك النظرة السلبيّة.
- محاولة النسيان بالمُسامحة والصفح دون كره الشريك السابق وتحوّل المشاعر الداخليّة نحوه من عاطفة لأخرى؛ لأن الكره قد يكون سبباً لبقاء مشاعر داخليّة مُتناقضة تُرهق المرء في التفكير بسببها وبطريقةٍ تحوّلها، في حين أن المُراد هو نسيانه تماماً وعدم التفكير به وبطريقة انتهاء العلاقة معه، وشفاء الجروح والأوجاع، وتحقيق السلام الداخليّ بسرعةٍ دون مُعاناة.
- التعبير عن المشاعر التي تنتاب المرء أياً كانت من ألم وحزن بعدّة طرق ككتابتها مثلاً؛ حتى يتمكن من تقييم نفسه بين فترةٍ وأخرى ويتحقق من شفاءه تدريجيّاً مع مرور الوقت عندما يقرأ ما كتبه ويجد أنه لم يعد يكترث كالسابق، شرط أن يكون ذلك بشكلٍ صحيح دون أن يُرهق نفسه وهو يُحاول المُقاومة رغم الشعور بالألم.