كيف اعتنى الإسلام بالصحة البدنية
كيفية اعتناء الإسلام بالصحة البدنية
يقول -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)، فقد اعتنى الإسلام بصحة وسلامة الجسد وجعل ذلك من العبادات التي يتقرّب بها العبد إلى الله -تعالى- امتثالاً لسنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، والعناية ب الصحة البدنية تعد من حقوق الجسد على صاحبه، ومن أمثلة عناية الإسلام بالصحة البدنيّة ما يأتي:
الحث على الاقتصاد في المآكل والمشارب
يقول الله -تعالى-: ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾، ينهى الله -تعالى- عن الإسراف في المأكل والمشرب لأنّ ذلك ممّا يسبب الضرر في البدن ويكثر فيه الأمراض، وقد بيّن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- المقدار المناسب من الطعام فقال: (ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه).
التداوي والعلاج
يُعد أمر التداوي والعلاج من أمثلة رعاية السنة النبوية للصحة البدنيّة، حيث قال -صلّى الله عليه وسلّم-:(يا عبادِ اللهِ تداوُوا)، وقد أرشد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الأمة إلى بعض العلاجات، فقال عن علاج الحمّى: (الحُمَّى مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ، فابْرُدُوها بالماءِ).
وأرشد -صلّى الله عليه وسلّم- إلى علاج عام للأمراض وهو الحبة السوداء فقال: (إنَّ هذِه الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ، إلَّا مِنَ السَّامِ. قُلتُ: وما السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ)، ومن العلاجات التي بها الشفاء -بإذن الله تعالى- الحجامةُ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أفْضَلَ ما تَداوَيْتُمْ به الحِجامَةُ).
ممارسة الرياضة وتعلمها
يقول الله -تعالى-:(وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾، وقد فسّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- القوة بأنّها الرمي فقال -عليه الصّلاة والسّلام-: ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ)، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ)، ولا يُمكن أن يكتسب المرء قوة في بدنه بدون أن يبذل جهداً جسدياً في التدريب والرياضة مثل: الرمي بالرمح ، أو السهم، أو السلاح الحديث.
وممارسة الرياضة أمر مباح مادام لا يلهي عن العبادة الواجبة أو الواجب الدنيّوي، وكذلك يكون نفس الحكم للنساء لطن بعدّة شروط ، منها: ستر العورة، وعدم الاختلاط، وأن تكون مناسبة لطبيعة المرأة الخَلقية، وأن لا تكون الرياضة ممّا يلحق الأذى والضرر بها، وأن لا تكون من الرياضات الخاصة بالرّجال أو بغير المسلمين.
وقد ثبت أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يسابق عائشة أمّ المؤمنين -رضيَ الله عنها- في الركض فسبقته في مره وسبقها في مرة ثانية فقد قال -صلّى الله عليه وسلّم- لها مرة في سفر: (تعالَيْ أُسابقُكِ فسابقتُه فسبقتُه، فلما كان بعد خرجتُ معه في سفرٍ وقد حمَلتُ اللحمَ فقلتُ وكيف أُسابقُكَ يا رسولَ اللهِ وأنا على هذه الحالِ فقال لَتفعَلِنَّ فسابقتُه فسبقَني فقال هذه بتلكِ السَّبقةِ).
الامتناع عن بعض المأكولات والمشروبات
يقول الله -تعالى-:﴿ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ﴾، نظّم الإسلام طعام الإنسان بالحلال، ونهى عن بعض الطعام والأشربة لضررها على صحة الإنسان وهذا من رحمة الله -تعالى- أن يمنع الإنسان عما يضره.
وقد ينهى الإسلام عن بعض الأطعمة والأشربة مع ما فيها لذة في الأكل ولكن ضررها كبير على الجسد مثل تحريم لحم الخنزير لأضراره الكبيرة، و حرّم الميتة لأنّ النفس الإنسانية السوية تعافها، و شرب الخمر لأنّه مفسدة للعقل، وقد يخفى على الإنسان سبب التحريم، وتبقى محرّمة ومن الخبائث، فالإنسان مطالب باتّباع النص الشرعي حتى ولو لم يصل إلى حكمة التحريم وسببه.
تشريع الصوم
يُعد تقوى الله -تعالى- هو الفائدة الأولى التي يحقّقها الصائم، وهذا لا يعني عدم وجود فوائد أخرى للصيام منها الفوائد الصحية للجسد ومن أمثلتها ما يأتي:
- ينظّم الصيام فترات الطعام .
- ينظّم عملية الهضم.
- الصيام يساعد على التخلّص من العادات الغذائية الضارة بالجسد.
- الصيام يساعد في معالجة السمنة.
- يخلص الجسد في التخلّص من الدهون والشحوم الضارة.
- يقهر الطباع الغذائية السيئة ويحد من الشهوة.
- يساعد على علاج بعض الأمراض المستعصية.
- يساعد في التخلّص من السموم التي تنتج عن بعض الأدوية والأغذية.