كيف أهلك الله قوم مدين
كيف أهلك الله قوم مدين
بعث الله -تعالى- سيدنا شعيب -عليه السلام- لأهل مدين لدعوتهم لعبادة الله -تعالى-؛ لكنهم استكبروا وطغوا طغياناً عظيماً، فأهلكهم الله -تعالى- بأصنافٍ عديدة من العذاب، ووصف القرآن الكريم أصناف العذاب التي تعرض لها قوم مدين؛ فقد تعرضوا لأصناف ثلاثة من العذاب وهي كما يأتي:
- الرجفة
أرسل الله -تعالى- الرجفة على أهل مدين؛ وهي زلزال يضرب الأرض فترتجف الأرض من تحت أقدامهم من غير ثبات، قال -تعالى-: (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ).
- الصيحة
أرسل الله -تعالى- على أهل مدين الصيحة؛ وهي صوت شديد يخرج نتيجةً لانفجار شديد، أو زلزال، قال -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيبًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).
- الظلة
بعد أن أرسل الله -تعالى- الرجفة والصيحة على أهل مدين أرسل عليهم الحر الشديد لمدة سبعة أيام؛ وبعدها ظهرت سحابة ظل فظنوا أنها ستحميهم من الحر الشديد فاستظلوا بها، فاشتعلت ناراً وأحرقت جميع المكذبين بدعوة سيدنا شعيب -عليه السلام-، قال -تعالى-: (فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
نبي الله شعيب
شعيب عليه السلام نبي عربي، بعثه الله -تعالى- لأهل مدين من العرب العاربة، وتميز سيدنا شعيب بالفصاحة والنباهة، والذكاء، والقوة اللغوية الفريدة، وكان إذا ذُكر سيدنا شعيب -عليه السلام- أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- قال عنه: خطيب العرب، وأرسل سيدنا شعيب -عليه السلام- إلى قومه قبل سيدنا موسى -عليه السلام-.
وأُرسل سيدنا شعيب -عليه السلام- إلى قوم مدين؛ وهم عرب شمال الجزيرة العربية، حيث سنكت مدين المكان الذي يتوسط مكة وفلسطين، قريباً من منطقة تبوك الحالية، وعندما أصر قومه على الكفر والطغيان؛ رحل سيدنا شعيب -عليه السلام- ومن معه من المؤمنين إلى مكة المكرمة.
قال -تعالى-: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ وَلَا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ ۚ إِنِّي أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ* وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ ۚ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ* وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ).
قوم مدين
كان قوم مدين يطففون في الميزان والمكيال؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم سيدنا شعيب -عليه السلام- لعبادة الله -تعالى- وحده، وترك ما هم عليه من التطفيف في الميزان والكيل، فقد كان قوم مدين يعملون في التجارة، ولكن قوم مدين استكبروا واتهموا سيدنا شعيب بالضعف؛ فأرسل الله -تعالى- عليهم العذاب الشديد جزاء كفرهم وتطفيفهم بالميزان والمكيال.
قال -تعالى-: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا ۖ إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ* وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ ۖ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ).