الفرق بين الإعلال والإبدال
ما الفرق بين الإعلال والإبدال؟
يمكن التفريق بين الإعلال والإبدال في ثلاثة أمور؛ هي: التعريف، والأنواع، والتأثير على بنية الكلمة، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
الفرق بين الإعلال والإبدال من حيث التعريف
إنّ معنى الإعلال هو التّغيير الذي يصيب حروف العلّة الألف أو الواو أو الياء للتخفيف، وذلك بتسكينه أو قلبه أو حذفه، بينما يُعرّف الإبدال بأنّه الإتيان بحرفٍ مكان حرفٍ آخر؛ وذلك للتّخفيف ودفع الثّقل.
الفرق بين الإعلال والإبدال من حيث الأنواع
للإعلال ثلاثة أنواع، هي كالآتي:
الإعلال بالتسكين
وهو ما يُصيب الفعل أو الاسم الذي ينتهي بحرف علّة، بأني يأتي واو ساكنة في نهاية الكلمة وما قبلها مضموم، وذلك على نحو: يدعُو، أو أن تأتي ياء ساكنة وما قبلها مكسور، وذلك على نحو: يجنِي.
الإعلال بالقلب
للإعلال بالقلب أشكال عديدة، منها ما يأتي:
- تقلب الألف ياءً في موضعين
فإمّا أن يُكسر ما قبلها، مثل جمع مصباح على "مصابيح"، أو أن تأتي بعد ياء التّصغير، وذلك على نحو: غلام/ غُلّيِّم.
- تقلب الواو ياءً في عدّة مواضع هي:
- أن تأتي متطرّفة بعد كسر: وذلك على نحو: الغازي، فإنّ الياء هنا كان أصلها واو من "غزو"، ولكنّها قلبت ياءً لأنّها تطرّفت بعد حرف مكسور.
- أن تأتي قبل تاء التّأنيث مسبوقة بحرف مكسور: وذلك على نحو: غازية، فالياء هنا أيضًا أصلها واو، والكلمة مأخوذة من "غزو" وقد قلبت واوًا لأنّها جاءت قبل تاء التّأنيث وسبقها حرف مكسور.
- أن يسبقها حرف مكسور: فتأتي قبل ألف ونون زائدتين، وذلك على نحو: "غزِيان" من "الغزو".
- أن تأتي عينًا لمصدر فعل: وهنا تسبق بحرف مكسور ويليها ألف، وذلك على نحو: صِيام، من "الصوم".
- أن تأتي الواو ساكنة بعد حرف مكسور: وذلك على نحو: إيجاد، من الفعل "أوجد".
- تقلب الألف واوًا
إذا ضُمَّ ما قبلها، وذلك على نحو: بُويع، وضُورب، من "باع، وضرب".
- تقلب الياءً واوًا في عدة مواضع، منها:
- أن تأتي الياء ساكنة بعد حرف مضموم: وذلك على نحو: مُوسر، ومُوقن، من "يسرَ، ويقنَ"
- تقلب الياء واوًا إذا ضمّ ما قبلها وكانت لام الفعل "فَعُلَ": وذلك على نحو: "نَهُوَ" وهذا الفعل يُصاغ للتعجّب.
- تقلب الياء واوًا إذا كانت لامًا لـ "فَعلَى" بفتح الفاء: وكانت اسمًا لا صفةً، وذلك على نحو: تَقوَى، وشَروى، عدْوَى.
- تقلب الياء واوًا إذا وقعت الياء عينًا لـ "فُعلى" بضم الفاء: وذلك على نحو: طُوبى.
- تقلب كلٌّ من الواو والياء ألفًا
إذا جاءتا متحرّكتين بعد حرف مفتوح، وذلك على نحو: قال من "قَوَل"، ورمى من "رَمَيَ"، ويُجنى من "يُجنَيُ".
الإعلال بالحذف
وهو أن يُصيب أحد أحرف العلّة حذفٌ لسببٍ ما، وهذه الحالات كالآتي:
- تحذف لام الفعل من الفعل المعتل الآخر
وذلك إذا كانت علامة جزم للمضارع أو بناء لفعل الأمر، وذلك على نحو: ارمِ، ولم يرمِ.
- تحذف لام الفعل من الفعل المعتل الآخر
إذا وليها ضمير متّصل ساكن منعًا من التقاء السّاكنين، كواو الجماعة وتاء التأنيث السّاكنة، وذلك على نحو: رمَوا، ورمَتْ.
- تحذف عين الفعل المعتل العين
إذا ما صيغ الفعل المعتل بصيغة الأمر، وذلك منعًا من التقاء السّاكنين، وذلك على نحو: قُلْ من "ٌقال".
- تحذف فاء الفعل المعتل المثال
إذا ما صيغ بصيغة الأمر، وذلك على نحو: جِد من "وجد"، وكذلك أيضً إذا ما صيغ بصيغة المضارع، وذلك على نحو: يجد من الفعل "وجد".
أمّا الإبدال فله أنواع عديدة، ومنها ما يأتي:
- ما يبدل إبدالًا شائعًا للإدغام
وهو جميع الحروف إلّا الألف.
- ما يبدل إبدالًا نادرًا
وهو الحاء والخاء، والعين المهملة، والقاف، والضاد والذال المعجمتان.
- ما يبدل إبدالًا شائعًا لغير إدغام
وهي اثنان وعشرون حرفًا مجموعة في قولهم: "لجدٍّ صرفُ شكسٍ أمنَ طيَّ ثوبِ عزّتهِ".
بينما تكثر حالات الإبدال، وهي أن تُبدل الواو والياء والهمزة، ولها مواضع كثيرة، منها ما يأتي:
- أن تتطرّفا بعد ألف ساكنة
وذلك على نحو: سماء، من "سمو"، وقضاء، من "قضي"
- أن تكونا عينًا للفعل في اسم الفاعل
وذلك على نحو: قال/ قائل، وعاد/ عائد، وقاد/ قائد.
- أن تأتيا بعد ألف "مفاعل" وما يشبهه
وذلك على نحو: صحائف، وقبائل، من "صحيفة، وقبيلة"
- أن تأتيا بعد حرفين لينين
سواء أكانا ياءين أو واوين، وذلك على نحو: "نيائف، وأوائل"، من "نيف، وأول"
- تبدل التاء طاءً في صيغتي "افتعل، وافتعال"
وذلك إذا سبقتا بأحد أحرف الإطباق، "الطاء أو الصاد أو الضّاد أو الظّاء"، وذلك على نحو: اصطبر من "صبر"، واضطرّ من "ضرّ"، اطّلع من "طلع"، والأصل فيما سبق أن يقال: اصتبر، واضترّ، واطتلع.
- تبدل تاء "افتعل" دالًا إذا جاءت بعد الزاي
وذلك على نحو: ازدهر من "زهر" والأصل أن يقال: ازتهر.
- تبدل فاء الفعل المعتل المثال تاءً إذا جاءت في صيغة "افتعل"
وذلك على نحو: اتّصل من "وصل"، واتّحد من "وحد" والأصل بها: اوتحد، واوتصل.
الفرق بين الإعلال والإبدال من حيث التأثير على بنية الكلمة
يؤثّرُ كلٌّ من الإعلال والإبدال تأثيرًا مباشرًا في الكلمة، فالإعلال مثلًا قد يؤثّر في تصاريف الفعل، فيغيّر ويبدّل فيه وفقًا لقواعد معيّنة، وهذا بالتالي يؤثّر في الوزن الصّرفي للفعل وفي ترتيب حروفه أحيانًا.
قد يصيب الكلمة الواحدة أكثر من نوع من الإعلال، وذلك على نحو كلمة "سامٍ" ففيها إعلال بالحذف لأنّه اسم منقوص، وإعلال بالقلب إذ قلبت الواو ياء، وإعلال بالتّسكين؛ إذ جاءت الياء المتطرّفة ساكنة بعد حرف مكسور.
بينما يكون الإبدال بورود نوعٍ واحدٍ في الكلمة، وهذا الإبدال أيضًا يؤثّر في تصاريف الكلمة الأخرى ، فإذا قيل "اضطرب" فقد أبدلت التاء طاءً، وهذا الإبدال سيلحق التّصاريف الأخرى للكلمة، وذلك على نحو: اضطراب، ومضطرِب، ومُضطرَب، وغير ذلك من الكلمات.
أمثلة على الإعلال والإبدال
فيما يأتي بعض الأمثلة على الإعلال والإبدال:
- {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.
تنسوا: إعلال بالحذف، فقد حذفت الألف من آخر الفعل منعًا من التقاء السّاكنين.
- قال أبو تمّام: بيضُ الصَفائِحِ لا سودُ الصَحائِفِ في ** مُتونِهِنَّ جَلاءُ الشَكِّ وَالرِيَبِ
الصّفائح: إبدال، فقد أبدلت الياء همزة، لأنّها جاءت بعد الألف في صيغة ما يشبه "فعائل". الصّحائف: إبدال، فقد أبدلت الياء همزة، لأنّها جاءت بعد الألف في صيغة ما يشبه "فعائل".
- إنّ السماءَ صافيةٌ جميلةٌ.
السماء: إبدال، أبدلت الواو همزة لأنّها تطرّفت بعد ألف زائدة.
- ترد هذه الأسئلة في الامتحان باستمرار.
ترد: إعلال بالحذف، حذفت فاء الفعل المعتل المثال "ورد" لأنّها جاءت على صيغة المضارع.
- حكم القاضي للمظلوم فأعاد له حقّه.
القاضي: إعلال بالتّسكين، لأنّه تطرّفت ياء ساكنة بعد حرف مكسور.
- اضطرب علم البلاد في السّماء.
اضطرب: إبدال، أبدلت تاء "افتعل" طاءً لأنّها جاءت بعد أحد أحرف الإطباق وهو الضاد.
- اتّحد العربُ ضدّ العدو الغاصب.
اتّحد: إبدال، أبدلت الواو من الفعل المعتل المثال تاءً لأنّها جاءت فاءً في صيغة افتعل. العدو: إعلال بالتّسكين، لأنّها جاءت واو ساكنة وما قبلها مضموم.
- قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ}.
ميقات: إعلال بالقلب، قلبت الواو ياءً لأنّها جاءت ساكنة بعد حرف مكسور.
- قال الرجل قولًا كريمًا.
قال: إعلال بالقلب، قلبت الواو ألفًا لأنّ الواو جاءت متحرّكة بعد حرف مفتوح.