بحث عن خفرع
الملك خفرع
وهو أحدُ أبناءِ الفرعونِ خوفو الأصغر سنّاً، والذي عاش، وذاع صِيته خلال القرن 26ق.م، كما أنّه الملك الرابعُ من الأسرة الرابعة التي حكمت مصرَ خلال الفترة ما بين (2575-2465ق.م)، حيث إنّهُ خَلَف أخاه غير الشقيق دجيدف رع (بالإنجليزيّة: Djedefra) في الحُكم، وسار على نَهجه في بيانِ أهمّية عبادةِ إلهِ الشمس (رع)، ولقَّبَ نفسَهُ (ابنَ رع)، وقد حكم مصر في الفترة ما بين (2558-2532ق.م)، وهو الذي بَنَى الهرمَ الثانيَ من أهراماتِ الجيزة ، ومن الجدير بالذكر أنّه كان قد تزوَّج من أربعِ زوجاتٍ، منهُنَّ: خا مرر نبتي (بالإنجليزيّة: Khamerernebti)، ومرس عنخ الثالثة (بالإنجليزيّة: Meresankh III).
وعلى الرغم من أنّ معظم أقارب الملك خفرع دُفِنُوا في مقابرَ رخيصةٍ إلى حَدٍّ ما (فعلى سبيلِ المثال بنى أخوه دجيدف رع قبرَهُ في منطقةِ أبو رواش)، إلّا أنّ خفرع لم يرضَ بأن يُدفنَ في مقبرةٍ غير مُميَّزةً، فانتقل إلى الجيزة ، وبنى لنفسه قبراً بجوار قبرِ أبيه، وهو هرمُ خفرع؛ أحدُ أهرامات الجيزة الثلاث، وممّا ذُكِر في المصادر التاريخيّة أنّ مرس عنخ الثالثة إحدى زوجاتِهِ كانت قد دُفِنَت في مقبرةٍ عظيمةٍ بالقُربِ من قبرِه، وتظهرُ على الجُدران عند قبرها مشاهد تُصوِّرها بشعرِها القصيرِ، وبلباسِها الذي كانت ترتديه من جلدِ الفهدِ، كما تظهر أمّها الملكة حتب حرس الثانية (بالإنجليزيّة: Hetepheres II) إلى جانبِها، وفي هذا المشهدِ تجسيدٌ لقُوّةِ هاتين المرأتين، ودورهِما البارزِ أثناءَ حُكمِ الملكِ خفرع.
هرم خفرع
وهو هرمٌ مُماثلٌ لهرمِ خوفو، إلّا أنّه أصغرُ منه بفارقٍ بسيطٍ جدّاً يكادُ لا يُلاحَظُ بالعينِ المُجرَّدةِ، إذ يبلغ ارتفاعه 142,7م، أمّا ضلعه فيبلغ طوله 214,5م، وزاويةُ انحداره هي 53 درجةً، وبالرغمِ من أنّه أصغرُ حجماً، وأقلّ ارتفاعاً من هرمِ خوفو، إلاّ أنّه يظهرُ (من بُعد) أعلى منه؛ نظراً لكونِهِ بُني على ارتفاعٍ أعلى من ارتفاعه، علماً بأنّه يُمكن الدخول إليه عن طريق مدخلِهِ الواقع على الجهة البحريّة على ارتفاع 11م عن مستوى سطح الأرض، ومن المَدخل يُمكن الوصول إلى دهليزٍ طويلٍ في نهايتِهِ غرفةٌ فيها تابوتٌ مَبنيٌّ من الجرانيت، والذي يُعتقَد بأنّ الفرعونَ خفرع دُفِنَ فيه، كما تُغطّي الجزءَ الأعلى من الهرمَ طبقةٌ من الحجرِ الجيريّ، أمّا الجزء الأسفل من الهرم فتُغطّيهِ طبقةٌ من الجرانيت.
معبد وادي خفرع
وهو مَعبدٌ بُنِيَ من حجارةِ الجِرانيت إلى جانب الهرم، حيث يمتدُّ جسر يربط بينه، وبين الهرم ، وفي داخله تُوجَد عدّةُ تماثيلَ للملكِ خفرع، والإلهِ حورس المعروفِ ب(الإله الصقر)؛ لأنّه يأخذُ شكلَ الصقر، علماً بأنّ هذه التماثيل مَبنيّةٌ من حجارةِ الديوريت التي كانُوا يأتُون بها من الصحراء النوبيّة، وإلى جانب المعبد يُوجَد تمثال أبو الهول الذي يَعتقِدُ الكثيرون أنّه يحملُ صفاتِ الملكِ خفرعَ نفسها في مظهرِهِ، ومن الجدير بالذكرِ أنّ معبدَ الوادي التابعِ لهرمِ خفرعَ هو الوحيدُ من معابد الدولة القديمة الذي لا يزالُ قائماً، وكاملاً إلى يومنا هذا، وقد كَشَفَ علماءُ الآثارِ عن وجودِ طريقَينِ أمامَ مدخلِ المعبدِ يتَّصِلان بالمرسى الخاصّ بالقناة القديمة الواقعة مباشرةً أمام البناءِ القديمِ، وقد عُثِرَ هناك أيضاً على أحواض يُعتقَدُ بأنّها تابعةٌ لخيمةِ التطهيرِ الماثلةِ أمامَ معبدِ الوادي، والتي كانوا يضعونَ فيها جُثّةَ الملكِ؛ ليُطهِّروه بمياهِ القناة.
تمثال الملك خفرع
صُنِعَ هذا التمثالُ من حجارةِ الديوريت؛ لِمَا عُرِفت بِهِ من الديمومةِ؛ إشارةً إلى أبديّةِ المُلكيّة للملك خفرع، أمّا شكلُ التمثالِ فهو يُصوُِر جسداً رياضيّاً لشخصٍ في مُقتبَلِ العمر بغَضِّ النظر عن عُمره الحقيقيّ، وقد جاء في وصفِ التمثالِ -بأَخْذ مَقطعٍ جانبيٍّ مِنهُ- أنّ على رأسِهِ غطاءٌ ملكيٌّ شبيهٌ بغطاءِ رأسِ أبو الهول، بالإضافة إلى وجودِ لحيةٍ اصطناعيّةٍ، وهي مظهرٌ ملكيٌّ لأغلبِ الفراعنةِ، حتى الإناث منهم؛ إذ تُوجَد اللحية نفسها في تمثالِ الملكةِ حتشبسوت، ويجلس الملك خفرع كما صُوِّرَ في التمثالِ على عرشِ مصرَ الذي تُحيطُ بِهِ الأسودُ القويّةُ، ورموزٌ أُخرى من رموزِ مصرَ، مثل ورق البردي، أمّا الإله الصقر حورس، فهو يجلسُ على العرش خلفَ رقبةِ الملك، وفي هذا تصويرٌ إلى مدى ارتباطِ الملكِ خفرعَ بهذا الإلهِ.