كيف أقضي يومي في طاعة الله
كيفية قضاء اليوم في طاعة الله
إن طاعة الله -سبحانه وتعالى- واجبة على كل مسلم، حتى وإن خالفت هواه، أو ما يرغب به، وحتى إن خالفت الواقع وما يتطلبه، وإن من مستلزمات طاعة الله -سبحانه وتعالى- طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- باتباع سنته، والعمل بما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، فكله مندرج تحتَ مفهوم التشريع الإسلامي، يقول -تعالى-: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ).
وإن من أعظم ما يمكن للمرء أن يعمله أن يغتنم يومه بأن يقضيه في طاعة الله -تعالى-، فإن الطاعة ليست مقصورة على العبادة فقط، بل يمكن للمسلم أن يحول كل عمل إلى طاعة بالنية الصالحة، كأن ينوي إعمار الأرض بعمله، وينوي طلب العلم بدراسته، وغير ذلك.
وقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْه).
وأما عن كيفية قضاء اليوم في طاعة الله، فيمكن أن تكون عن طريق ما يلي:
قراءة الأذكار اليومية
إن من أعظم ما يمكن للمرء أن يقضي يومه به ويكون في طاعة لله؛ ملازمة الأذكار اليومية والدعاء لله، وهذه الأذكار تشتمل على أذكار الصباح والمساء، وأذكار ما بعد الصلاة، وأذكار ما قبل النوم، وغير ذلك من الأذكار المختلفة خلال اليوم، وإن ملازمة هذه الأذكار مما يحفظ الإنسان من الشيطان، ويبعد وساوسه عنه، ويقربه من الله -تعالى-، ويرفع درجاته.
يقول الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ).
أداء الصلاة في وقتها
إن مما يجب على المسلم الحرص عليه، الصلوات الخمس المفروضة في كل يوم وليلة، سواء أكان حاضرًا أم مسافرًا، ذكرًا أم أنثى، ولا بد أيضًا من أدائها على الوقت الذي فرضها الله فيه، فهي واجبة عليه، وبذلك فإن المسلم يقضي يومه في طاعة الله من خلال عمل الصلوات التي افترضها الله عليه.
يقول -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، ويقول -تعالى- أيضًا: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
الإحسان في العمل
إذا كان الشخص صاحب عمل، أو كان يعمل في منشأة ما، فإن من أعظم ما يمكن أن يفعله في يومه أن ينوي الإحسان والإتقان في عمله، فإن الإحسان أجره عظيم عند الله -تعالى-، وقد حثّ الدين على إتقان العمل وتجويده، فالإنسان في عمله يؤدي مهمته الأساسية وهي إعمار الأرض، وبذلك فإنه يحقق الكمال الإنساني بإتقان عمله والإحسان فيه، وهذا الإحسان يعد طاعة لله.
تصحيح نية طلب العلم
إذا كان الشخص طالب علم، وسواء أكان علمًا شرعيًا أو دنيويًا، فإنه يمكن بالإخلاص أن يحول طلبه للعلم إلى عبادة يومية، فإن طلب العلم من أعظم العبادات التي يؤجر عليها الإنسان، وقد وردت عدة أحاديث ترغب في طلب العلم وتعليمه.
ومن أبرز هذه الأحاديث، قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (مُعلِّمُ الخيرِ يستغفرُ لَهُ كلُّ شيءٍ حتَّى الحيتانُ في البحرِ).
الإكثار من النوافل قدر المستطاع
إن مما يمكن للشخص أن يحتسبه طاعة لله في يومه أيضًا، أن يكثر من النوافل التي تكون قبل وبعد الصلوات المفروضة، فإنها تقرب من الله عز وجل، وأن يجتهد كذلك للإحسان في أداء العبادات، وأن يتقنها، ومن أمثلة هذه النوافل اليومية أيضًا صلاة الضحى.
والسنن المستحبة اليومية لا تقتصر على الصلوات فقط، فيمكن أن يكثر من الصدقات، أو الكلمات الطيبة أو السعي في قضاء حوائج الآخرين أيضًا، وكلها لها أجر عظيم
القيام بالواجبات تجاه المسلمين
يمكن للمسلم أن يقضي يومه في طاعة الله في حال قيامه بالواجبات التي تكون تجاه المسلمين، والتي تربط بعضهم ببعض، وذلك في حالِ وجودها، ومن أمثلتها: رد السلام على من يعرف ومن لا يعرف، وتشميت العاطس بقول (يرحمك الله) له، واتباع الجنائز أيضًا، وعيادة المريض، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإجابة دعوة الشخص إذا دعا أخاه إلى فرح أو وليمة أو غير ذلك.
وقد جاء في الحديث النبوي: (حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلَامِ، وعِيَادَةُ المَرِيضِ، واتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وإجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وتَشْمِيتُ العَاطِسِ).