كيف أعزز ثقة ابنتي بنفسها
طرق تعزيز ثقة الابنة بنفسها
مدح السلوك بدلاً من الصفات
يُحاول الوالدان مدح بناتهم لتعزيز ثقتهنّ بأنفسهن، ولكن قد يقعان بخطأ ينتج عنه ضعف ثقة الابنة بنفسها، وهو التركيز على مدح الصفات الشخصيّة أكثر من السلوك؛ فإذا كان المدح يُركّز على مظهر الفتاة بدلاً من تصرّفاتها وجهدها المبذول فسوفَ تصلها رسالة خاطئة مفادها أنّ مظهرها أهمّ من تصرفاتها، كما بيّنت الدراسات أنّ تركيز مدح صفة الذكاء قد ينعكس سلباً على سلوك الابنة؛ لأنّ ذلك سيُولّد لديها الخوف من الفشل، وبالتالي ستكون أقلّ قدرةً على التعامل مع الانتكاسات التي قد تواجهها.
التصرف كقدوة
تتخذ الابنة والديها قدوةً لها في جميع مناحي الحياة وتعتبرهما المثل الأعلى لها؛ لذلك يجب على الوالدين الانتباه لتصرّفاتهما أمام بناتهم لأنّهنّ يتأثّرن بها بشكلٍ كبير، ويُمكن استخدام هذه الوسيلة الفعّالة للتأثير على ثقة الابنة بنفسها من خلال إظهار الوالدين لثقتهم بأنفسهم، ونظرتهم لأنفسهم بطريقة إيجابيّة، وقبولهم لذواتهم، وتجنّب العبارات الانتقاديّة السلبيّة للذات، والتحدّث مع الابنة عن المواقف التي حدثت معهما وتُبيّن مدى شجاعتهما، ولتنشئة فتاة واثقة من نفسها ومُعتزّة بذاتها لا بدّ من مساعدتها على اكتشاف نفسها وميولها وزيادة حبّها لنفسها.
تشجيع الابنة على اكتشاف مواهبها
يُمكن أن يُعزّز الوالدان ثقة ابنتهما بنفسها من خلال تشجيعها على اكتشاف مواهبها بغض النظر عن قدراتها ومدى تناسبها مع الموهبة؛ إذ يلجأ بعض الأهل لمحاولة إبعاد بناتهم عن ممارسة موهبة ما لإدراكهم أنّ ابنتهم غير موهوبة في هذا المجال، إلّا أنّ ذلك التصرّف خاطئ إذ يؤدّي إلى تراجع ثقة الابنة بنفسها وصعوبة تقبّلها للفشل ومواجهته، لذا لا بدّ من تقديم الدعم للابنة من خلال التركيز على مدح الجهود المبذولة بدلاً من النتيجة التي قد لا تكون بالمستوى المطلوب، وإظهار الوالدين قبولهم لابنتهما مهما تغيّر ميولها واختلفت اهتماماتها ممّا يُعزّز من ثقتها بنفسها.
تعزيز التواصل الجيد بين الأهل والابنة
قد تُظهر الابنة عدم اهتمامها برأي والديها بها وبتصرّفاتها على عكس ما تشعر به حقّاً؛ إذ تحتاج كلّ فتاة لدعم والديها ونصائحهما واهتمامهما؛ لذلك ينبغي على الوالدين تعزيز التواصل مع ابنتهم وإظهار اهتمامهم بما تحب، والاستماع لحديثها عن الأشياء التي تهتم بها، وقضاء الوقت معها، وممارسة الأنشطة التي تُحبّها لزيادة قوّة العلاقة معها.
يُنصح بالوقوف إلى جانب الابنة عند تعرّضها للمواقف الصعبة في حياتها، ودعمها بشكلٍ غير مباشر حتّى تتمكّن من التعامل مع الضغوط التي قد تتعرّض لها في المستقبل، ويُمكن تعزيز الرابطة بين الأهل وابنتهم من خلال متابعة نشاطها الإلكتروني ودعم شغفها لتجنّب خلق فجوة في التواصل.
مشاركة الابنة بنشاطات متعددة
تُساهم مشاركة الابنة بنشاطاتٍ متعدّدة وتعلّم مهارات جديدة في تعزيز ثقتها بنفسها، كما أنّ ممارسة الأنشطة تُشجّعها على الحدّ من الاستخدام المُفرط للأجهزة الذكيّة؛ لذا يُنصح بمشاركة الابنة ببعض الأنشطة؛ كالمشي لمسافاتٍ طويلةٍ، والسباحة، والتنزّه في الهواء الطلق للاستمتاع بالطبيعة، كما يُمكن تعلّم مهارات جديدة معها؛ كالخياطة، أو لعب التنس، أو غيرها من المهارات، ويُمكن تشجيع الابنة على التطوّع في الأعمال الخيريّة بشكلٍ دوريّ بهدف تعزيز شعورها بثقتها بنفسها عند مساعدتها للمحتاجين.
أهمية تعزيز ثقة الابنة بنفسها
تتعرّض البنات في الوقت الحالي لضغوطات عديدة تؤثّر على ثقتهنّ بأنفسهن؛ حيث تعرض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة صورةً نمطيّةً مزيّفةً عن الفتاة المثاليّة، وتُحدّد شروطاً معيّنة لشكل الفتاة وشخصيتها، وهنا تكمن أهمية توعية الوالدين لابنتهما بحقيقة هذه الصور غير الواقعيّة، وزيادة ثقتها بنفسها، وقدرتها على التعلّم والتطوّر والتعامل السليم مع ضغوط الحياة.