كيف أعرف اتجاه القبلة عن طريق الشمس
معرفة اتجاه القبلة عن طريق الشمس
تختلف مشارق الشمس ومغاربها باختلاف منازلها، ففي الشتاء تكون الشمس متوسّطة لقِبلة المصلي، أمّا في الصيف فالشمس تكون مُحاذية لقبلة المصلّي حال كون المصلّي في بلاد الشام، وفي البلاد التي تقع شمالي الكعبة فإن القبلة تكون بأن يقف المصلي في الاتّجاه الذي تكون الشمس فيه على يساره حال شروقها، وكونها في يمين المصلي حال غروبها وهكذا، ومعرفة الجهة التي تشرق الشمس وتغرب منها مهمٌ جداً في تحديد القبلة، حيث يستطيع الشخص تحديد الجهات الأربع من خلال ذلك ثمّ تحديد اتّجاه القبلة ويلتفت إلى الجهة التي فيها قبلته، كما يمكن تحديدها من خلال معرفة الوقت الذي تمرّ فيه الشمس بمكّة المكرمة في الصيف والشتاء؛ فهي تمرّ بها مرّتين في السنة؛ الأولى عندما تتحرك إلى شمال خط الاستواء، والثانية عند رجوعها منه.
ومكّة تقع في الجزء الشماليّ لخط الاستواء، وفي هذا الوقت تكون الشمس عاموديّة على مكّة في وقت دخول صلاة الظهر حسب توقيت مكّة المكرمة، وتكون القبلة بنفس اتّجاه نظر المصلي إلى الشمس، إلّا أنه يصعب الاستفادة من هذه الظاهرة لمن لا يرى الشمس في هذه اللحظة، وقد حددّ الوقتان بتوقيت جرينيتش؛ فالأوّل هو في اليوم الثامن والعشرين من شهر مايو في الساعة التاسعة صباحاً وثمانية عشر دقيقة، والوقت الثاني هو في اليوم السادس عشر من يوليو الساعة التاسعة صباحاً وسبعٍ وعشرين دقيقة.
التعريف بالقِبلة
القِبلة لغةً هي الجهة، وقبلة الشيء ما تستقبله من جهته، والقِبلة في الاصطلاح الشرعيّ هي الوجهة التي يستقبلها المسلمون بوجوههم عند أداءهم للعبادة، وقد دلّت نصوص الكتاب والسنّة على مشروعية القِبلة وكونها شرط من شروط صحّة الصلاة ، وهذا محلّ إجماع المسلمين؛ فمن القرآن الكريم قوله -تعالى-: (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ)، وقد وردت في السنّة النبوية من قول عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: (بيْنَما النَّاسُ في صَلَاةِ الصُّبْحِ بقُبَاءٍ إذْ جَاءَهُمْ آتٍ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّامِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ).
أهمية استقبال القبلة
لاستقبال القبلة حكم كثيرة منها ما أظهر الله -تعالى- ومنها ما لا يعلمه إلّا هو، ومن هذه الحكم أنّ استقبال القبلة فيه تمييز للأمّة الإسلامية عن غيرها من الأمم، والتمييز تمثّل بجعل المكان الذي يتجه المسلمون للصلاة إليه مخصص لهم بتصوّره ومنهجه، وفي ذلك تنمية لشعور تميّز المسلم وتفرّده عن غيره، وقد نهى الله -سبحانه- عن مشابهة المسلمين لغيرهم في خصائصهم الدينيّة، قال -عليه السلام-: (خَالِفُوا المُشْرِكِينَ)، وتأكيد ذلك يُربي المسلم على روح التفرّد والاستقلالية والتميّز، كما أنّ استقبال مكة المكرمة فيه تربية للمسلم ليتخلّص من العصبية والنعرات والعنصريّة؛ فقد كان العرب يعظّمون الكعبة ويعتقدون أنّها مصدر مجدهم، فاستخلص الإسلام هذا التفكير وجعلها قِبلة المسلمين جميعهم من عرب وعجم وجعل ارتباطهم بها سببه الإسلام وليس أيّ شيئ آخر، والامتثال لأمر الله -تعالى- في استقبال القبلة يميّز المسلم من المنافق، ويصطفي القلوب ويجرّدها، كما أنّ ذلك سبيل من سبل توحيد الأمّة الإسلامية .