كيف أستغفر الله
تعريف الاستغفار
الاستغفار في اللغة مصدر من الفعل استغفر، وهو طلب المغفرة والعفو من الله -تعالى-، أمّا الاستغفار اصطلاحاً: فهو لا يخرج عن معناه اللغوي بأن يعمد العبد إلى طلب المغفرة والعفو والصفح والعون من الله -تعالى-، ويعدّ الاستغفار من أفضل وأعظم أنواع الذكر لذا حثّ الله -تعالى- عليه عباده في كتابه العزيز كقوله -تعالى-: (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) .
عدد مرات الاستغفار
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد بأنَّه كان يستغفر في اليوم الواحد مئة مرّة، وحثَّ على قراءة بعض صيغ الأدعية ثلاث مرات، ولكن هذا يُعد من باب التكثير لا الحصر؛ فيستغفر المسلم ربه قدر ما شاء وفي أي وقت كان.
وقت الاستغفار
للمسلم أن يستغفر الله -تعالى- في كلِّ الأوقات، ويكون واجباً عليه عند صدور الذنب منه، ويُستحبُّ منه ذلك عند فعل الصالحات والطاعات، وذلك لجبر أيّ خللٍ قد صدر منه. ويعتبر الاستغفار في الأسحار وفي قيام الليل وفي السجود وبعد الصلوا المكتوبة، من أفضل أوقات الاستغفار.
صيغ الاستغفار
تعددت صيغ الاستغفار الواردة في القرآن والسنة النبوية، منها ما يأتي:
- قال -تعالى-: (رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي).
- قال -تعالى-: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
- قال -تعالى-: (رَبَّنَا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).
- قال -تعالى-: (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ).
- قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أستغفِرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هوَ الحيُّ القَيومُ وأتوبُ إليهِ).
- صيغة سيد الاستغفار: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ).
- قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهمَّ اغفِرْ لي، وارحَمْني، وتُبْ علَيَّ، إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ).
- روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (إن كنَّا لنعدُّ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ، إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ).
- قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بين التشهد والتسليم: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَسْرَفْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ).
آداب الاستغفار
يستحب للمسلم عند الاستغفار مجموعة من الآداب؛ بيانها فيما يأتي:
- الإخلاص في الاستغفار لله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
- التضرع والتذلل واستشعار الذنب، مع استشعار عظمة الله ومغفرته، قال -تعالى-: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).
- إخفاء الاستغفار وعدم الجهر به، قال -تعالى-: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً).
- الإلحاح في الاستغفار وتكراره.
- البدء بالثناء على الله -تعالى-، كما فعل سيدنا يونس -عليه السلام-: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).
- الاستغفار في الأوقات مظنة الإجابة.
- الاستغفار بالصيغ الواردة في الشرع.
- شمول المؤمنين والمؤمنات في الاستغفار، قال -تعالى-: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ).