كيف أتعامل مع مديري في العمل
فن التعامل مع المدير
يُعتبر التعامل الجيد والحسن بين الموظف والمسؤول أمراً في غاية الأهمية؛ حيث تنعكس آثاره على جودة العمل، وعلى سعادة العامل في أداء وظيفته ورغبته في المُبادرة وأدائها على أكمل وجهٍ، وهُنالك بعض المعايير المهمة التي تدعم علاقة كل منهما وتُعززها، وأبرزها الاحترام المُتبادل، حيث يُنصح بتعزيز العلاقة الإيجابيّة القائمة على الاحترام والمودة بما يُحقق المصلحة العامة للعمل، ويُحافظ على نجاحه واتزانه، كما يُمكن أن تنشأ صداقة قوية وهادفة بينهما بغض النظر على عدم تكافؤ مستوياتهما ومواقعهما، إلا أنّ التعامل الطيب والمُبادرة الحسنة كفيلة بتوطيد الروابط ودعم المودّة والألفة بينهما بطريقةٍ تُريّح الطرفين وتُسعدهما بالتواصل معاً داخل وخارج موقع العمل.
كيفية التعامل مع المدير في العمل
يُنصح بأخذ النقاط الآتية في عين الاعتبار والتي توضّح الطرق الإيجابيّة للتعامل بين المدير والعامل وهي:
المُبادرة الطيّبة والتعامل بذوقٍ واحترام
يُعزز التعامل الودي من الروابط الطيبة بين العاملين ببعضهم، وبعلاقاتهم مع رؤسائهم والمسؤولين عنهم أيضاً، ويخلق بيئةً مُريحةً في العمل ، ويكون ذلك بالطرق الآتية:
- إلقاء التحيّة بشكلٍ مُهذّب على زملاء العمل، وعلى المدير عند مُشاهدتهم في الصباح أو عند المُغادرة، إضافةً للحوارات البسيطة واللطيفة التي تُظهر اهتمام العامل واحترامه، لكن بشكلٍ غير مُتطفّل وباختيار الأوقات المُناسبة لذلك.
- استخدام إشارات وإيمائات لغة الجسد العفويّة التي تُظهر الاهتمام وتُعبّر عن مشاعر الودّ والمحبّة للمدير، كالانفتاح أثناء الحوارات والتواصل البصري الهادف، والابتسامة اللطيفة التي تُشعر من أمامه بالراحة أكثر عند التعامل معه.
- تجنّب الثرثرة أمام المدير بأمورٍ غير هامة، أو التحدّث بشكلٍ غير لائقٍ عن باقي زملاء العمل بهدف الظهور كأنموذجٍ حسن أمامه، إضافةً لعدم التذمر والشكوى بصفةٍ دائمة.
- تقديم المجاملات اللطيفة، والتي لا تكون بطرقٍ مُبالغ بها، بحيث تُظهر اهتمام العامل وصدق مودّته لمديره، بالإضافة لحفظ الأسرار والخصوصيات التي تتعلق بالعمل، أو بالعلاقة الخاصة بينه وبين مُديره، وأي حوارات أخرى قائمة بينهما.
تحمّل مسؤوليّة العمل وإدارته على أكمل وجهٍ
يجب على الموظّف أن يجتهد في سبيل كسب موثوقيّة واحترام مديره وباقي زملاءه في العمل، وذلك يعتمد بصورةٍ أساسيّة على شخصيّته الحكيمة والقويّة والمسؤولة، ومراعاته الأمور الآتية:
- جدولة المهام ووضع أولويّةٍ للأمور الأساسيّة التي تخدم وتُنظّم طريقة سير العمل وتتناسب بنفس الوقت مع حاجاته ومع المهام التي وضعها المدير للموظف وأوكله بها.
- التعلّم الإيجابي الذي يُنمي قدرة ومهارات الموظف، ويُوضح استجابته السريعة لمُتطلّبات العمل، ودعم شخصيّته وقدرته على التواصل والإقناع ، وتنميّتها للارتقاء بعمله وجعله مُتميّزاً، وذلك بتلقي الدورات المُكثّفة والمُفيدة التي تواكب كل ما هو جديد في العمل، وتقبّل نقد المدير البناء والاستفادة منه باستمرارٍ بدلاً من الإنزعاج والتذمر.
- التكيّف مع الموظفين والزملاء الآخرين في العمل، ومع المدير المسؤول عن الشخص، وذلك بالتأقلم السريع ومحاولة إيجاد طرق تواصل صحيحة وهادفة تراعي اختلاف الشخصيات والمستويات وتُحافظ على الحوار الإيجابي والعمل المُتناغم بينهم.
- تجنّب الخلافات والصراعات مع المدير وباقي الموظفين، وجعل الحوار السلمي طريقةً راسخة للنقاش والمُحادثة مهما اختلف أطرافها في وجهات النظر، وبشكلٍ خاص في الاجتماعات الهامة التي تضم أفراداً آخرين من شركاتٍ أخرى؛ لإظهار الولاء والاحترام للوظيفة والمدير والزملاء القائيمن عليها، إضافةً لاحترام أوامر وتوجيهات المسؤول وعدم النقد والمكابرة دون هدفٍ واضحٍ ومنطقيّ.
- الاعتذار عند الخطأ بالشكل الصحيح وحل المشكلات بشكلٍ منطقيّ، وتجنّب لوم الآخرين أو الإساءة لهم عند الغضب، بل تقبّل فكرة الخطأ في العمل، والاجتهاد في سبيل تصحيحه حتى لا يضر بطريقة سير الوظيفة وأداء العامل.
طلب التغذيّة الراجعة والاستفادة من خبرات المدير
يُمكن للعامل أن يسأل مديره عن مستواه الوظيفي وعن طريقته في أداء العمل وحول إذا ما كان يؤدي عمله بالشكل الصحيح وضمن المُستوى المطلوب، إضافةً لطلب تقييم مهاراته وسلوكياته واستجابته لتداعيات وحاجات الوظيفة بين الحين والآخر؛ حيث إن هذا يُظهر للمدير اهتمامه الواضح بعمله واجتهاده في الارتقاء بمستواه الوظيفي، ولا مانع من طلب نصحه واستشارته في طريقة تحسين العامل من نفسه وطريقة عمله وتطويرها وجعلها أفضل.
الظهور كنموذجٍ للعامل المُتميّز
حيث إن اجتهاد العامل وظهورة كنموذج متميّز للموظف المُلتزم والمُثابر يُساعده على كسب محبة واحترام مديره في العمل، ويكون ذلك باتباع الإرشادات الآتية:
- تجنّب التأخير بشكلٍ مُكرّر والوصول في الموعد المحدد مُبكراً؛ حيث إنه يوضح التزام العامل وإخلاصه واحترامه لعمله مما يرفع من مكانته ويزيد من احترام المدير له.
- الحفاظ على النظام والترتيب في العمل، وذلك بفهرسة الملفات وتنظيمها بالشكل الصحيح، والاهتمام برسائل البريد الإلكتروني، والردّ عليها وعدم مراكمتها وإهمالها، بالإضافة لترتيب سطح المكتب الخاص به، وإظهاره بصورةٍ أنيقة تعكس شخصيّة وأناقة صاحبه.
- الاستجابة لتداعيات وضروريات العمل، وبالتالي قبول الأعمال الإضافيّة، وتحمّل ضغط العمل والمُساعدة عند الحاجة، ويشمل ذلك قضاء المزيد من الوقت في موقع العمل، والمُشاركة في المشاريع الخاصة التي يحتاجه المدير أو أحد الزملاء بها والتي تخدم مصلحة العمل، ومد يد العون لهم عند حاجتهم له.
- العمل بشكلٍ مُريح ، والحفاظ على الهدوء، والابتسامة، والمواقف الإيجابيّة التي تُظهر حبه الصادق لوظيفته ورغبته في العطاء والإنجاز، وتجنّب الغضب، والعمل بوجهٍ مُنزعج غير بشوش يُبين أنه مُستاء وضجر ويقوم بعمله من باب رفع الكلفة والواجب وليس الرغبة والمُبادرة والولاء من الداخل.
تعزيز نقاط الضعف واستغلال نقاط القوة للعامل
حيث إن جميع العاملين يمتلكون بعض نقاط القوة التي تُحفّز أدائهم وتُبرز مهارتهم الوظيفيّة العاليّة وتجعلهم يحظون بالإعجاب والاهتمام من قبل مُدرائهم، لكن ذلك لا يعني كمال شخصيّاتهم وطريقتهم في العمل، فلا بد من وجود بعض نقاط الضعف التي قد تُعيق قدرتهم على إنجاز العمل بالصورة التي يتمنونها، والتي بدورها لا بد من تعزيزها ودعمها باستخدام نقاط القوةّ الأخرى، وتخطيها من خلال دراسة قدرة العامل الحقيقة، ومحاولته واجتهاده لتحسين شخصيّته وتقويّة نقاط ضعفه وتجاوزها، الأمر الذي يزيد من احترام المدير له وإعجابه بمثابرته وتفانيه لخدمة مصلحة العمل.