كيف أبعد الشيطان عني
الطرق المعينة على إبعاد الشيطان
حذّر الله -عزّ وجلّ- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- عباده المؤمنين من إغواء الشيطان للناس، ومن اتّباع وساوسه التي تُذهب بالإنسان إلى التهلكة وغضب الله وعذابه الشديد، ومن أهمّ ما يُعين العبد على اجتناب وساوس الشيطان ما يأتي:
عدم الاسترسال مع الوساوس
على المسلم أن يُجاهد نفسه بعدم الاسترسال والانسياق وراء وساوس الشيطان ، ولا يستفتي في الأمور التي لا يحتاج لها، والتي يجرّ كثرة السؤال فيها إلى السؤال عمّا لا يجوز، فالوسوسة بدايةً للوقوع في مكائد الشيطان وحباله، لذا يجب الابتعاد عنها وتجنّبها ما أمكن للمسلم ذلك.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يأتي الشَّيطانُ أحدَكُم فيقولَ: مَن خلقَ كذا وَكَذا؟ حتَّى يَقولَ لَهُ: مَن خلقَ ربَّكَ؟ فإذا بلغَ ذلِكَ، فليَستَعِذْ بالله ولينتَهِ) وفي رواية أخرى للحديث: (فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله).
الاستعاذة بالله من الشيطان
إنّ استعانة المسلم بالله -عزَّ وجلّ- واللّجوء إليه دائما واستعاذته به من شرِّ الشيطان وشركه ووساوسه من أكثر ما يُعين على طرد الشيطان واجتناب وساوسه، وتكون الاستعاذة بقول المسلم: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وقد كان من دعاء النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (اللهمَّ فاطرَ السمواتِ والأرضِ، عالمَ الغيبِ والشهادةِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ، ربَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَه، أعوذُ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطانِ وشرَكِه، وأنْ أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرَّهُ إلى مسلمٍ).
التأمّل في عظمة الله تعالى
إنّ انشغال المسلم بالتفكّر في عظمة الله -عزَّ وجلّ- في خلقه للسماوات، والأرض، والجبال، والبحار، وإبداعه في خلق الليل والنهار، والشمس والقمر، وإعجازه في خلق الإنسان، وغير ذلك من الحقائق اليقينيّة الثابتة والتي تظهر قدرة الله في ذلك؛ كل ذلك يُساعده على إبعاد الشيطان عنه واليقين بالله وقدرته.
المُداومة على ذكر الله
إنّ مِن أشدّ الأمور على الشيطان سماعه لذكر الله -تعالى-، حيث ينفر ويخنس بسبب ذلك، وتعدّ تلاوة القرآن الكريم من ذكر الله -تعالى- أيضاً، والحرص على الذّكر وتلاوة القرآن من أكثر ما يُعين على إبعاد الشيطان واجتناب وساوسه.
ولعلّ من أهمّ الأذكار النّافعة في ذلك: أذكار الصباح والمساء ، فالمحافظة على قولها في الصباح والمساء سببٌ لحفظ الإنسان وتحصينه من الشيطان، ومن هذه الأذكار:
- قراءة سورة الإخلاص والفلق والنّاس ثلاث مرات.
- قراءة آية الكرسي.
- قراءة آخر آيتين من سورة البقرة.
- (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ)، ثلاث مرات.
- (بسمِ اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليم)، ثلاث مرات.
- (أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ).
قراءة سورة البقرة
إنّ الإكثار من تلاوة القرآن الكريم وخصوصاً سورة البقرة يطرد الشياطين، ولا يَدخل الشيطان البيت الذي تُقرأ فيه كما جاء في الحديث النبوي، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ، إنَّ الشيطانَ يِنْفِرُ من البيتِ الذي تُقرأُ فيه سورةُ البقرةِ).
التحذير من وساوس الشيطان
يهدف الشيطان إلى أن يعصي الإنسان ربّه، ويُمارس الفواحش، ويقتل ويسرق ويفعل أي شيء نهى الله عنه، ويُزيّن طريق الكفر والعصيان في عين الإنسان، حتى لا يُطيع أوامر الله، ولا يدخل الجنّة التي وَعد الله بها كلّ مؤمنٍ تقيّ وحرّمها على الشيطان بعد أن رفض الامتثال لأمر الله في السجود لآدم لما خلقه بيديه.
وقد كان دافع رفضه التكبّر والغرور؛ فقال مخاطباً الله -عز وجل-: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)، فجاءت العقوبة من الله -سبحانه وتعالى-: (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ).
وحينها توعّد إبليس بإغواء نسل آدم انتقاماً لإخراجه من الجنة، حيث قال: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ* ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ* قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ).
لذا فإنه يتوجب على الإنسان دائما أن لا يصغي إلى وساوس الشيطان، فهو دائماً ما يحاول إغراءه كي يبتعد عن دينه، ويكفر بربّه ويُشرك به، ولكي يستطيع الإنسان اجتناب خطوات الشيطان ويكون قادراً على مُقاومة وساوسه المتكرّرة عليه أن يتقرّب إلى الله ويحافظ على أذكاره وعلى تلاوة القرآن ويفعل ما يُعينه على ذلك ما ذكرناه سابقاً.