كم عدد ركعات صلاة المغرب
عدد ركعات صلاة المغرب
يؤدّي المُسلم فرض صلاة المغرب ثلاث ركعاتٍ، يجهر الإمام والرِّجال في قراءتهم للقرآن الكريم في الركعتين الأوليين، ويُسرّوا في الركعة الأخيرة، ويجلس المُصلّي للتشهّد في الركعتَين الثانية والثالثة، ولا تختلف صلاة المغرب في السَّفر عنها في الحضر، ويُسَّن للمسلم أن يُصلّي ركعتَين بعد الانتهاء من فرض صلاة المغرب؛ لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي للهِ تعالى في كلِّ يومٍ ثِنْتي عشرةَ ركعةً تطوُّعًا غيرَ فريضةٍ إلا بنى اللهُ تعالى له بيتًا في الجنَّةِ، أو: إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنَّةِ: أربعًا قبلَ الظهرِ، و ركعتَين بعدَها، و ركعتَين بعد المغربِ، و ركعتَين بعد العشاءِ، و ركعتَين قبلَ صلاةِ الغَداةِ).
هَدْي النبيّ في القراءة في صلاة المغرب
كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يقرأ في صلاة المغرب بقِصار المُفصّل وطِواله، لذلك تُعتَبَّر القراءة بهذه السُّور من السُنَّة، والمداومة على القراءة من قِصار المفصَّل دون طواله تُعتَبَّر خلاف السُنَّة، ويبدأ المُفصّل من سُورة الحُجرات إلى آخر سورة النّاس، إذ ورد عن مروان بن الحكم: (أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ: ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ! قلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ: الأعراف)، ويؤيد ذلك ما ورد عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللَّهِ قرأَ في صلاةِ المغربِ بسورةِ الأعرافِ فرَّقَها في رَكعتين)، وقد نقل أبو عمر بن عبدالبَرّ أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قرأ في صلاة المغرب بقِصار المُفصّل، وعددٍ من السُّور؛ منها: الأعراف، وسورة الصافات، وسورة الدُخَان، وسورة الأعلى، وسورة التين، وسورة المُرسلات، والمعوذتَين.
عدد ركعات الصلوات الخمس
تواتر النَّقل عن أهل العلم أنَّ عدد الصلوات التي كان يصليها الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- خمس صلواتٍ، كما ثبت عدد الصَّلوات بأنّه خمسٌ في القرآن الكريم، والسُّنة النبوية، والإجماع، قال -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ)، فالصَّلوات وردت بلفظ الجمع، وبيّنت الآية أنّ لها وُسطى، ممّا يدلّ على أنّ الجمع خمسٌ، كما قال الرّسول -عليه الصلاة والسلام- في بيان ما فرضه الله من الصَّلوات: (خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ)، أمّا عدد ركعاتها فتختلف بحسب حال المُصلّي إن كان مُقيماً أو مُسافراً؛ فالمُقيم تجب في حقّه كلّ يومٍ وليلةٍ سبعة عشر ركعةً: ركعتا الفَجْر، والظُّهر والعَصْر والعِشاء أربعاً لكلٍّ منها، والمغرب ثلاثاً، وقد ذُكر ذلك مُجملاً في القرآن الكريم؛ كالحجّ، والزَّكاة، وفسَّره فَعْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال بالنسبة للصلاة: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)، أمّا المسافر؛ فقال الجمهور بقَصْر كلّ صلاةٍ رُباعيّة إلى ركعتَين، وتجب الصَّلوت في حقّه كالمُقيم عند الإمام الشافعيّ، وقد أجمع أهل العلم على عدد ركعات الصلاة للمُقيم كما نقله ابن المنذر.