متى يجب الاغتسال من الاحتلام؟
ما هو الاحتلام؟
الاحتلام هو: رؤيا الجماع في الحُلُم ويرافقه نزول المني غالباً، وهو ماءٌ غليظٌ يخرج عند اشتداد الشهوة، والاحتلام حدثٌ أكبر وأحد موجبات الغُسل ، وقد ذُكِر الاحتلام في نصوص القرآن باعتباره علامةٌ من علامة البلوغ، قال -تعالى-: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، فدلّت الآيات على أنَّ الاحتلام علامة رُشدٍ وإدراكٍ يُحاسب فيها المسلم شرعاً على التكاليف الشرعية.
متى يجب الاغتسال من الاحتلام؟
يجب الاغتسال من الاحتلام عند الاستيقاظ من النوم ورؤية المني والماء، والمرأة والرجل في ذلك سواء، أمّا حال الاحتلام دون رؤية الماء أو المني عند الاستيقاظ فلا يجب الاغتسال حينها، أي أنّ الاغتسال من الاحتلام لا يجب إلّا حين رؤية المني أو الماء، ولا يجب عند تذكّر الاحتلام وعدم رؤية المني أو الماء، أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أمّ المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها-: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا).
صفة الاغتسال من الاحتلام
الصفة المجزئة الواجبة
يؤدّى الغسل بالصفة والكيفية المجزئة الواجبة بعقد النية أولاً على التطهّر والاغتسال من الاحتلام، ثمّ تعميم الماء على كامل الجسد.
الصفة الكاملة المسنونة
يؤدّى الغُسل من الاحتلام بالصفة والكيفية الكاملة المسنونة كما ثبتت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعقد النيّة ابتداءً على رفع الحدث والتطهّر من الاحتلام، ثمّ غسل اليدَين ثلاث مراتٍ، ثمّ تطهير وغسل الفرج وموضع الأذى، ثمّ أداء الوضوء كاملاً كوضوء الصلاة بشروطه وأركانه، ثمّ غسل الرأس ثلاث مراتٍ مع الحرص على إيصال الماء إلى أصول الشَّعر،، ثمّ غسل سائر الجسد بدءاً بالشقّ الأيمن ثمّ الأيسر، والدليل على الكيفية السابقة ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-: (وَضَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وضُوءًا لِجَنَابَةٍ، فأكْفَأَ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بالأرْضِ أوِ الحَائِطِ، مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَضْمَضَ واسْتَنْشَقَ، وغَسَلَ وجْهَهُ وذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ أفَاضَ علَى رَأْسِهِ المَاءَ، ثُمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ، ثُمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ قالَتْ: فأتَيْتُهُ بخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا، فَجَعَلَ يَنْفُضُ بيَدِهِ)، وما أخرجه أيضاً عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، غَسَلَ يَدَيْهِ، وتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بيَدِهِ شَعَرَهُ، حتَّى إذَا ظَنَّ أنَّه قدْ أرْوَى بَشَرَتَهُ، أفَاضَ عليه المَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ).