كم عدد ركعات صلاة الشروق
عدد ركعات صلاة الشروق
أقلّ ما تُصلّى به صلاةُ الشُروق ركعتان، وأكثرُها اثنتا عشرة ركعة، مع التّسليم من كُلّ ركعتين، وأكملُها يكون بصلاتها ثمان ركعاتٍ، وأوسطُها بصلاتها أربع أو ستُّ ركعاتٍ، وقد تعدّدت آراءُ الفُقهاء في ذكر أقلّ وأكثر ما تكون به صلاة الشروق، فقد ذهب المالكيّة والحنابلة إلى القول بأنّ أكثرها هو: ثماني ركعات، وذلك لما روته أُمّ هانئ عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: (قالَتْ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ)، وقد ذهب المالكيّة إلى كراهة الزّيادة عن ثمان ركعات.
ويرى الحنفيّة والشافعيّة بأنّ أكثرها هو: اثنتا عشرة ركعة، وقد استدلّوا بحديثٍ ضعيفٍ، فيه أنّ من صلّى الضّحى اثنتا عشرة ركعة بُني له قصرٌ في الجنة، وقد ذهب العُلماء إلى جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وقال الحصكفي من الحنفيّة: إنّ أوسط صلاة الشُروق هو ثمان ركعات، وهو أفضلُها، لِثُبوت ذلك بقول وفعل النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-، وقال بعض الشافعيّة: إنّ أكثرها ثماني ركعات، كما جاء في كتابيّ التحقيق والمجموع، وأقلُّها ركعتين، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- لأبي هُريرة -رضي الله عنه-: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ).
هل صلاة الشروق نفسها صلاة الضحى
تُسمّى صلاة الضُحى بصلاة الشُروق أو الإشراق، وقد وردت هذه التّسميّة في المعجم الكبير للإمام الطبرانيّ، وذكرها بعضُ فقهاء الشافعيّة في كُتبهم باسم صلاة الإشراق أثناء حديثهم عن صلاة الضحى، فقد قال القليوبي: الضحى هي صلاةُ الأوابين وصلاة الإشراق، وهو قول الرّمليّ والزّياديّ، وشرح بعض العُلماء لفظ صلاة الإشراق؛ بأنّها الصلاة التي تُصلّى عند ارتفاع الشمس، وذلك بعد زوال وقت الكراهة.
وعند تتبّع الظاهر من كلام المُحدّثين والفُقهاء؛ فيظهر أنّهم يجعلون صلاة الضُحى والإشراق بمعنى واحد، حيثُ إنهم لم يُفرّقوا بين وقتيهما، وقيل: إنّ صلاة الإشراق غير صلاة الضُحى، ووقتها يكون بعد طُلوع الشّمس وإشراقها قيد رمح، وهي بعد رُبع ساعة من طُلوعها.
وفي سُنن التّرمذي حديث فيه أنّ من جلس بعد الفجر إلى طُلوع الشّمس وصلّى ركعتين كان له من الأجر كأجر الحج والعُمرة ، وقال الطيبيّ عنه عند شرحه لهذا الحديث: إنّها الصلاة التي تُصلّى بعد زوال وقت الكراهة بعد ارتفاع الشّمس بمقدار الرمح، وتُسمّى بصلاة الإشراق، وهي أوّل صلاة الضُحى، وقال الشيخ مُحمد بن العثيمين إنّ سُنّة الإشراق هي الضُحى، فمن صلّاها مُبكّراً بعد شُروق الشمس بمقدار رمح فتُسمّى الإشراق، ومن صلّاها في وسط الوقت أو آخره فتُسمّى صلاة الضُحى، ولكنهُما بمعنى واحد.
حكم صلاة الشروق
تُعدّ صلاة الضُحى أو الإشراق من السُنن المُستحبة، وقد بوبّ الإمامُ مُسلم في صحيحه باباً وسمّاه: بابُ استحباب صلاة الضُحى، وهو قول جُمهور الفُقهاء، وقد قال المالكيّةُ والشافعيّة إنّها من السُّنن المؤكدة، ويجوزُ للمُسلم أدؤها في جماعة، والأفضل صلاتُها مُنفرداً؛ لأنّها من النوافل التي لا يُشرعُ لها الجماعة.
فضل صلاة الشروق
إنّ لِصلاة الشُروق العديد من الفضائل ، ومنها ما يأتي:
- تعدلُ الصدقة عن جميع مفاصل جسم الإنسان، وذلك لِقول النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
- كِفاية وحفظ من الله -تعالى- للمُسلم الذي يُصلّيها إلى آخر النهار، لما ورد عن النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام-: (إنَّ اللهَ يقولُ: يا ابنَ آدمَ اكفْني أوَّلَ النَّهارِ أربعَ ركعاتٍ، أكْفِكَ بهنَّ آخرَ يَومِكَ).
- وصف النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- لمن يُحافظُ عليها بالأواب.
- تعدلُ أجر الحج والعُمرة لمن صلّى الفجر وجلس حتى تطلُع الشمس ثُمّ صلى الضُحى، كما ورد ذلك في سُنن الترمذي.