كم عدد ركعات صلاة التراويح والقيام
كم عدد ركعات صلاة التراويح والقيام؟
عدد ركعات صلاة التراويح
تعددت آراء أهل العلم في عدد ركعات صلاة التراويح، وبيان أقوالهم كما يلي:
- القول الأول
صلاة التراويح ثماني ركعات، وهو قول المحدثين والمحققين، مستدلين على ذلك بحديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً؛ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا).
- القول الثاني
صلاة التراويح عشرون ركعة، وهو قول أئمة الفقه الثلاثة؛ الإمام أبو حنيفة، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، مستدلين على ذلك بالآثار المروية عن عمر بن الخطاب وبفعله -رضي الله عنه-.
- القول الثالث؛ صلاة التراويح ست وثلاثون ركعة، وهو قول الإمام مالك بن أنس.
عدد ركعات صلاة القيام
إن ركعات صلاة قيام الليل لم تقيّد أو تخصّص بعدد معين، حيث لم يثبت نص شرعي يحدد عدد ركعات صلاة القيام، فللمسلم أن يصلي ما شاء من الركعات، فأقله ركعتان، ولا حدّ لأكثره، استدلالاً بالحديث النبوي: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى فإذا خشِيَ أحدُكمُ الصُّبحَ صلَّى رَكعةً واحدةً توترُ لَهُ ما قد صلَّى).
ومما ينبغي الإشارة إليه أنه يفضّل للمسلم أن يجعل قيامه مقتصراً على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة استحباباً؛ وذلك امتثالاً واقتداءً بفعله -صلى الله عليه وسلم-، استدلالاً بالحديث النبوي الذي روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي فِيما بيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِن صَلَاةِ العِشَاءِ، وَهي الَّتي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ، إلى الفَجْرِ، إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بوَاحِدَةٍ)،
والحديث النبوي الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً).
فضل صلاة التراويح والقيام
تعد صلاة القيام سواء في شهر رمضان أو في غيره من الشهور من أعظم النوافل، وأفضلها عند الله -عزّ وجلّ-، إذ إن قيام الليل أفضل النوافل بعد الفرائض، وهو دليل واضح على صدق العبد وإخلاصه، وعلامة بيّنة على إيمانه وتقواه.
كما ويعد قيام الليل سبب للقرب من الله تعالى، ومحو الذنوب والسيئات، وطرد الأمراض والأدواء عن الجسم؛ للحديث الصحيح: (عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، و قربةٌ إلى اللهِ تعالى، و منهاةٌ عنِ الإثمِ، و تكفيرٌ للسيئاتِ، و مطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ).
ويترتب على صلاة التراويح الفضل العظيم، إذ إنه من أدى صلاة التراويح في ليالي رمضان بصدق وإخلاص؛ كُتب له الأجر الكبير بمغفرة ما تقدم من ذنوبه، مصداقاً لقول النبي -صلى الله عليه وسلم: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).