كم عدد السور في القرآن
القرآن معجزة النبي محمد
أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء -عليهم السلام-؛ لدعوة الناس إلى الإيمان بالله -تعالى- وحده، وتعليمهم أمور دينهم، فقد اصطفى الله -عزّ وجلّ- لكلّ قومٍ رسولاً من بينهم، وقد أيّد الله -تعالى- رسله بالمعجزات والدلائل التي تُثبِت صدق دعوتهم، ولتكون حجَّةً على من يدعونهم، ومن حكمته -عزّ وجلّ- أن تكون معجزة كلّ رسولٍ متناسبةً مع ما اشتهر به قومه المرسَل إليهم؛ ليكون ذلك أدعى لإقامة الحجّة عليهم؛ فكانت -مثلًا- معجزة سيدنا موسى -عليه السلام- العصا التي تحوّلت إلى حيةٍ تسعى متناسبةً مع براعة قوم فرعون به، ومعجزات عيسى -عليه السلام- في إبراء الأكمه والأبرص تناسبت كذلك مع براعة بني إسرائيل فذلك الوقت بالتطبيب، وتُعتبر كلّ معجزات الأنبياء -عليهم السلام- مؤقتةً، ومناسبةً لأقوامهم في تلك الفترة من الزمان، في حين كانت حجَّة ومعجزة النبيّ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- معجزةً خالدةً، صالحةً لكلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم القيامة، وهي معجزة القرآن الكريم.
والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على سيدنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام-، وهو معجزٌ؛ أي لا يستطيع أحدٌ الإتيان بمثله، وقد تحدّى الله -تعالى- العالمين من الإنس والجنّ على الإتيان ولو بآيةٍ مثله، ولم يستطيعوا، رغم اشتهار العرب زمان النبيّ بالفصاحة والبلاغة؛ فجاء هذا القرآن متحديّاً لهم ولقدراتهم، والقرآن الكريم مُتعبَّدٌ بتلاوته؛ أي أنّ تلاوته عبادةٌ، ولا تصحّ صلاة المسلم دونها، كما أنّه منقولٌ إلينا بالتواتر؛ أي نقله جمعٌ عن جمعٍ بحيث يمتنع اتفاقهم على الكذب منذ زمن النبيّ حتى وصلنا.
عدد سور القرآن الكريم
يبلغ عدد سور القرآن الكريم مئةً وأربع عشرة سورةً، مجموعةً بين دفّتي المصحف الشريف، ومبثوثةً في ثلاثين جزءًا، وتُقسم سور القرآن الكريم باعتبار زمن نزولها إلى قسمين، هما السور المكيّة والمدنيّة، ويقصد بهما بحسب تعريف جمهور العلماء:
- سورٌ مكيَّةٌ: وهي السور التي نزلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة المنوّرة.
- سورٌ مدنيَّةٌ: وهي السور التي نزلت على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة إلى المدينة المنوّرة.
جمع القرآن الكريم
كان القرآن الكريم ينزل على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام-؛ فيلقنه القرآن، ويحفظه النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في صدره، ويقرؤه على الصحابة ويُفهمهم إياه؛ فيحفظونه، كما اختار -صلى الله عليه وسلم- عددًا من الصحابة المتقنين للكتابة؛ ليكتبوا ما يمليه عليهم من القرآن الكريم، وكانوا يكتبونه على سُعف النخل.
وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وخلافة أبي بكر -رضي الله عنه- ارتدّ أقوامٌ عن الإسلام؛ فحاربهم أبو بكر الصديق، واستشهد في هذه الحروب عددٌ من حفظة القرآن الكريم؛ فخاف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من ضياع القرآن؛ فاقترح على أبي بكر بأن يجمع القرآن الكريم في مصحفٍ واحدٍ، فرفض أوّل الأمر ثمّ استجاب لرأي عمر -رضي الله عنه-، وكلّف أبو بكرٍ زيد بن ثابتٍ -رضي الله عنه- بجمع القرآن الكريم؛ فجمعه بعد التأكّد من صحف كتبة الوحي والحفظة.