أضرار التلوث الكيميائي
أضرار التلوث الكيميائي
يمكن أن يحدث التلوث الكيميائي بسبب العديد من المواد الكيميائية التي تأتي من مصادر متنوعة ومختلفة، ويمكن أن يتسبب ذلك في ظهور مجموعة من الآثار والمشاكل الصحية، بداية من مشاكل الجهاز الهضمي البسيطة إلى التسمم الكيميائي الذي قد يصل إلى الوفاة، وتتوقف ظهور هذه المشاكل ودرجة حدتها على الكمية المتعرض لها من المواد الكيميائية.
ويمكن أن يتعرض البشر للتلوث الكيميائي عن طريق الطعام أو الماء الملوث بالمواد الكيميائية، أو عن طريق الهواء الملوث ، وقد تظهر آثار وأضرار التلوث الكيميائي إما على الفور أو متأخرة قليلًا بعد عدة أسابيع أو أشهر، ويتوقف هذا على نوع الملوثات والكمية التي يتم التعرض لها، ويمكن تلخيص أضرار التلوث الكيميائي على جانبين، وهما موضحان فيما يأتي:
أضرار التلوث الكيميائي على البشر
ينتج العالم أكثر من 250 مليار طن من 150,000 مادة كيميائية مختلفة كل عام، وهذه المواد الكيميائية تجد طريقها للدخول إلى جسم الإنسان بشكل أو بآخر، مما تؤثر عليه بطريقة سلبية، ومن أهم أضرارها ما يأتي:
السرطان
يمكن أن تسبب المواد الكيميائية إصابة الإنسان بالسرطان، إذ اكتشف العلماء بعد أن قاموا بأخذ عينة من دم الحبل السري للأطفال حديثي الولادة، أن هناك حوالي 200 مادة كيميائية صناعية موجودة في الدم، وهذا يعني أن الأطفال يتعرضون لهذا التلوث الكيميائي قبل الميلاد، وأن 180 مادة من هذه المواد تسبب السرطانات.
انخفاض الخصوبة
تقول الإحصائيات أن التلوث الكيميائي تسبب في انخفاض كبير في عدد الحيوانات المنوية عند الذكور، بما يقارب من 50% من أعدادها السابقة، إذ أن المواد الكيميائية تسبب اضطرابات في الغدد الصماء، كما أن الحيوانات المنوية التي ينتجها الرجال الأصحاء آخذة في التدهور.
العقم
يزيد التلوث الكيميائي من احتمالية الإصابة بالعقم بمعدل 20 ضعفاً، حيث يعاني 100 رجل من كل 1000 رجل في الوقت الحالي من العقم ، وهذه النسبة أعلى 15 مرة مما كانت عليه في عام 1939م.
وقد اكتشف العلماء أن الرجال الذين يعانون من العقم يتعاملون مع مبيدات الآفات أكثر 10 مرات من الرجال الذين لا يعانون من العقم، وللأسف ما زال استخدام المبيدات الحشرية في ازدياد على مستوى العالم.
الحساسية والالتهاب
تسبب المواد الكيماوية تغير في مجتمعات الميكروبيوم، والذي يؤدي لعدم توازن عدد الكائنات الحية الدقيقة في الجسم، الأمر الذي يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالحساسية والالتهاب.
ضعف وظيفة الجهاز العصبي
يمكن أن تصل المواد الكيماوية المتطايرة في الهواء إلى الدماغ، من خلال حاسة الشم، وهذا يمكن أن يتداخل مع قدرة الشخص على الإدراك، ويضعف من وظيفة جهازه العصبي.
أضرار التلوث الكيميائي على البيئة
يمكن أن يؤثر التلوث الكيميائي على البيئة، إذ تؤثر المواد الكيماوية على الحياة البحرية والبرية على حد السواء، وتؤدي إلى تدهورها، كما أن انبعاثات المنشآت الصناعية يمكن أن تصل للغلاف الجوي، وتنتج الأمطار الحمضية التي تتلف الحياة النباتية، وتؤدي لتراكم المعادن السامة في التربة، وتؤثر على الحيوانات البحرية.
ويمكن أن يسبب التعرض طويل الأمد للملوثات الكيماوية ل ظاهرة الاحتباس الحراري ، التي لها تأثيرات خطيرة على البيئة، تتمثل في ذوبان الجليد في القطبين، ارتفاع مستوى سطح البحر، وفقدان العديد من الأنواع بسبب عدم قدرتها على التكيف.