كم عدد أيام التشريق
عدد أيّام التّشريق
أيّام التّشريق؛ ثلاثة أيّامٍ، تبدأ باليوم الحادي عشر من شهر ذي الحِجّة، وتنتهي باليوم الثالث عشر منه، أيّ أنّها الأيّام الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من ذِي الحِجّة.
وقيل: إنّ أيّامُ التّشريق أربعة أيّامٍ، من ضِمنها يوم النحَّر، وهو يوم العيد، ولو تَفرّد باسمٍ خاصٍّ، فكلّ يومٍ من أيّام التّشريق يحمل اسماً آخراً؛ فيُقال لليوم الحادي عشر من ذِي الحِجّة: يوم القَرّ ، ويُقال لليوم الثاني عشر: يوم النَّفْر الأوّل، ويُقال لليوم الثالث عشر: يوم النَّفْر الثّاني، كما أنّها كلّها تسمّى أيّام مِنى؛ بسبب مبيت الحُجّاج في مِنى في تلك الأيّام.
تعريف أيّام التّشريق
أيّام التّشريق هي: الأيام الثلاث التي تعقب يوم النّحر، من شهر ذِي الحِجّة، وتُعرف أيضاً بالأيام المعدودات، كما ورد في قَوْل الله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، وسُميّت بأيّام التّشريق ؛ لأنّ النّاس كانوا يجفّفون لحوم الأضاحي فيها، ويقدّدونه، وقِيل: إنّها سُميّت بأيّام التشريق لأنّ الأُضحية لا تُذبح إلّا بعد شروق الشّمس.
فَضْل أيّام التّشريق
تترتّب العديد من الفضائل على أيّام التّشريق، كما تمّ بيانها في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، وفيما يأتي ذكر بعضها:
- ذُكرت أيّام التّشريق في القرآن الكريم بلفظ الأيّام المعدودات، قال -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّـهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ)، فيُكثر المسلمون في أيّام التّشريق من ذِكْر الله -تعالى-، ومن صور ذِكْره: التكبير بعد أداء الصلوات، والتسمية والتكبير عند ذَبْح الأضاحي والهَدْي، وذِكْر الله المُطلق، وتكبيرات الحج ، وذِكْر الحجّاج لله في منى، فقد قال الله -تعالى-: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ).
- أخرج الإمام مُسلم في صحيحه أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، فالأكل والشُّرب ممّا يُعين على ذِكْر الله، وذلك من تمام شُكْر وحَمْد الله -تعالى-.
حُكم صيام أيّام التّشريق
اتّفق العلماء على عدم جواز صيام أيّام التّشريق لغير الحاجّ، وذكر أقوالهم فيما يأتي:
- الحنفيّة: قالوا بكراهة صيام أيّام التشريق كراهةً تحريميّةً؛ أي إن صامها المسلم انعقد صومه مع الإثم، وإن شرع في الصوم ثم أفطر فلا يلزمه القضاء.
- المالكيّة: حرّموا صيام أوّل يومَين من أيّام التّشريق، واستدلوا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).
- الشافعيّة والحنابلة: عدم جواز صيام أيّام التّشريق، واستدلوا بعدّة أدلّةٍ؛ منها: ما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه، عن كعب بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهُ وَأَوْسَ بنَ الحَدَثَانِ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، فَنَادَى أنَّهُ لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلَّا مُؤْمِنٌ وَأَيَّامُ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، وما ورد عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: (فَهَذِهِ الأيَّامُ الَّتي كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يأمرُنا بإفطارِها، ويَنهانا عن صِيامِها، قالَ مالِكٌ: وَهيَ أيَّامُ التَّشريقِ).
حُكم صيام أيّام التّشريق للحاجّ المتمتّع والقارِن
تعددت أقوال العلماء في حكم صيام الحاجّ المتمتّع أو القارِن لأيّام التشريق، كما يأتي:
- المالكية والحنابلة: جواز صيام أيّام التّشريق للحاجّ المتمتّع والقارِن، حال عدم توفّر الهَدْي؛ لسببٍ ما، استدلالاً بِما أخرجه الإمام البخاريّ في صحيحه، عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وابن عمر -رضي الله عنهما-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ، إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ)، وبِقَوْله -تعالى-: (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ)، وما روته أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رخَّصَ للمتمتعِ إذا لم يجدِ الهديَ ولم يصمْ الثلاثةَ في العشرِ: أن يصومَ أيامَ التشريقِ)
- الحنفية والشافعية: حُرمة صيام أيّام التّشريق للحاجّ المتمتّع أو القارِن، وقد استدلّ الإمام الشافعيّ بما أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ)، واستدلّ الإمام أبي حنيفة بما أخرجه الإمام الترمذيّ في سُنَنه، عن عُقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ)، وما ورد عن أمّ عمر بن سليم بن خلدة الزّرقيّ: (بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنه في أواسطِ أيامِ التشريقِ يُنادِي في الناسِ لا تصومُوا في هذه الأيامِ فإنها أيامُ أكلٍ وشربٍ وبِعالٍ)
الحِكمة من تحريم صيام أيّام التّشريق
حرّم الله -تعالى- صيام أيّام التشريق؛ لأنّها أيّام عيدٍ، تملؤها البهجة والسرور، تأتي بعد يوم النَّحر؛ أوّل يومٍ من عيد الأضحى، كما توزّع في تلك الأيّام لحوم الأضاحي ؛ تقرّباً لله -تعالى-، كما أنّ في عدم صيام أيّام التشريق؛ امتثالاً لأوامر الله -تعالى-، وتأسياً بأوامر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- القائل: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).،