كم عدد أسماء الله الحسنى
عدد أسماء الله الحسنى
أسماء الله الحسنى غير محصورة بعدد معيّن، وهناك العديد من النصوص الشرعية الدالّة على ذلك منها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ أعُوذُ برِضَاكَ مِن سَخَطِكَ، وبِمُعَافَاتِكَ مِن عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بكَ مِنْكَ لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أنْتَ كما أثْنَيْتَ علَى نَفْسِكَ)، ولإحصاء الثناء على الله -تعالى- لا بدّ من إحصاء أسمائه لكنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أخبر أنّه لم يُحصي الثناء عليه، وفي هذا إشارة إلى عدم حصر أسماءه، وقد قسّم ابن القيّم أسماء الله الحسنى إلى ثلاثة أقسام مُستدلاً بقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي)، وهذه الأقسام هي:
- قسم أنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم وأطلع عباده عليه.
- قسم لم يُنزله الله -تعالى- في القرآن الكريم، لكنّه أظهره وعلّمه لمَن يشاء من الملائكة وغيرهم.
- قسم لم ينزله الله -تعالى- في القرآن الكريم، ولم يُظهره ويعلّمه لملائكته وإنّما اختصّ نفسه بالعلم به.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ)، والمراد منه الإشارة إلى أهميّة هذه الأسماء البالغ عددها تسعة وتسعين اسماً؛ إذ إنّ المسلم ينال بإحصاءها دخول الجنّة ، وقد اختصّت بذلك دون غيرها من الأسماء، لِكونها من حيث اللفظ كانت الأشهر، ومن حيث المعنى كانت الأكثر وضوحاً، ولم يكن مراد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث حصر عدد أسماء الله الحسنى.
معنى أسماء الله الحسنى
الاسم لغة مُشتَقٌّ من السمو بمعنى الرفعة، أمّا اصطلاحاً فهو كل ما يدلّ على الشيئ، وتُعرّف أسماء الله -تعالى-: بأنّها الأسماء التي اختارها الله -تعالى- ورضيها لنفسه في القرآن الكريم أو في سنّة نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد وصفها بالحسنى بقوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها).
الأسماء التسعة والتسعين وما زاد عليها
ورد ذكر الأسماء التسعة والتسعين فيما رواه ابن حبان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (هو اللهُ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ المُهَيْمِنُ العزيزُ الجبَّارُ المُتكَبِّرُ الخالقُ البارئُ المُصَوِّرُ الغفَّارُ القهَّارُ الوهَّابُ الرزَّاقُ الفتَّاحُ العليمُ القابضُ الباسطُ الخافضُ الرَّافعُ المُعِزُّ المُذِلُّ السَّميعُ البصيرُ الحكَمُ العَدْلُ اللَّطيفُ الخبيرُ الحليمُ العظيمُ الغفورُ الشَّكورُ العَلِيُّ الكبيرُ الحفيظُ المُقيتُ الحَسيبُ الجليلُ الكريمُ الرَّقيبُ الواسعُ الحكيمُ الودودُ المَجيدُ المُجيبُ الباعثُ الشَّهيدُ الحقُّ الوكيلُ القويُّ المَتينُ الوَلِيُّ الحميدُ المُحصي المُبدِئُ المُعيدُ المُحيي المُميتُ الحيُّ القيُّومُ الواجدُ الماجِدُ الواحدُ الأحَدُ الصَّمدُ القادرُ المُقتَدِرُ المُقدِّمُ المُؤخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهرُ الباطنُ المُتعالِ البَرُّ التَّوَّابُ المُنتقِمُ العَفوُّ الرَّؤُوفُ مالِكُ المُلْكِ ذو الجَلالِ والإكرامِ المُقسِطُ المانعُ الغَنِيُّ المُغْنِي الجامعُ الضَّارُّ النَّافعُ النُّورُ الهادي البديعُ الباقي الوارثُ الرَّشيدُ الصَّبُورُ)،
وقد زادت الأسماء عن تسعة وتسعين اسماً وثبتت في أحاديث صحيحة، ومنها اسم السُّبُّوح، فقد روى مسلم عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ)، ومنها اسم الشافي أيضاً؛ فقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأَنْتَ الشَّافِي)، ومنها أيضاً أسماء الله -تعالى- المضافة التي ثبتت في القرآن الكريم وفي السنّة النبويّة وثبت الدعاء بها بإجماع المسلمين؛ مثل أرحم الراحمين، ومالك يوم الدين، وخير الغافرين، وأحسن الخالقين، ورب العالمين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ بعض الأسماء التسعة والتسعين التي وردت في الحديث لم ترد في القرآن الكريم؛ مثل الجليل، والخافض، والرشيد، والصبور، والعدل، وكذلك بعض الأسماء الواردة في القرآن الكريم لم تكن ضمن الأسماء التسعة والتسعين في الحديث؛ مثل المولى، والنصير، والناصر، والحفيّ، والخلّاق، والمدبّر، ورب المشرقَين، ورب المغربَين، والأعلى، والغالب.
أهمية العلم بأسماء الله الحسنى
تكمن أهميّة العلم بأسماء الله الحسنى في أمور كثيرة، ومنها ما يأتي:
- العلم بأسماء الله الحسنى والاشتغال بفهمها هو أعلى المطالب التي يشتغل بها العبد، وذلك لكون هذا العلم هو أجلّ وأشرف العلوم؛ لأنّه متعلّق بالله- تعالى-.
- العلم بأسماء الله الحسنى وفهم معانيها هو الطريق لمعرفة الله -تعالى- والتقرّب منه، وهذا يؤدّي بدوره إلى محبّته وخشيته مسبباً السعادة الحقيقية للعبد.
- العلم بأسماء الله الحسنى وفهم معانيها هو أصل الإيمان وغايته؛ فكلما ازداد علم العبد بأسماء الله -تعالى- ازداد إيمانه ويقينه به، وذلك لأنّ العلم بأسماء الله الحسنى متضّمن لأنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبيّة ، وتوحيد الألوهيّة، وتوحيد الأسماء والصفات.