كم عدد أبناء عمر بن الخطاب
كم عدد أبناء عمر بن الخطاب
أبناؤه من الذكور
كان لعمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- تسعةٌ من الأبناء الذّكور، وهم:
- عبد الله؛ وأمُّه زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحيّة، أسلمَ صغيراً وكان من السّابقين إلى الهجرةِ، ولمَّا حان وقت غزوة بدر الكبرى أرادَ أن يخرج مع رسول الله، فأعاده الرسول -عليه الصلاة والسلام- لِصغر سِنّه، وقيل إنَّه أعاده أيضاً في أُحد وقيل إنّه خرج فيها، وشهِد مؤتة والخندق واليرموك وفتح مصر وإفريقيا، وقد رَوى أنَّه قال: (رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، وَليسَ مَكَانٌ أُرِيدُ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا طَارَتْ إلَيْهِ، قالَ فَقَصَصْتُهُ علَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهُ حَفْصَةُ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَرَى عَبْدَ اللهِ رَجُلًا صَالِحًا).
- وقد روى الكثير من الأحاديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ورَوى عن الكثير من الصحابةِ، وكذلك روى عنه الكثير من التابعين، وكان -رضيَ الله عنه- زاهداً عفيفاً مُنفِقاً عالماً عابداً، شديد الحرص على الاقتداءِ برسولِ الله -صلى الله عليه وسلّم-، وقد اشتُهر بين صحابة رسول الله بابن عمر.
- عُبيد الله؛ وُلد في عهدِ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وسَمع من أبيه وغيرِه من الصحابةِ، وكان شديد البطش، ومات في معركةِ صفّين.
- عاصم؛ وأُمُّه جميلة بنت ثابت، لَحق آخر سنتين من حياةِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد كان كبير البُنية في جسمِه، عريض المنكبين، تُوفّيَ قبل أخيه عبد الله سنة سبعين من الهجرة، وكان أصغر سنّاً منه، ويُكَنّى بأبي عمر، وعُرِف عنه أنّه كان شاعراً.
- زيد الأكبر؛ وأُمُّه أمّ كلثوم بنت عليّ بن أبي طالب -رضيَ الله عنه-، تُوفّيَ مع أمِّه في ذاتِ الوقت، فلم يُميَّز أيُّهما قبل الآخر، وصلّى عليهما سعيد بن العاص، وشهد الجنازة والصلاة عددٌ كبير من الصحابة، منهم أبي هريرة، وابن عباس، وأبي سعيد، وأبي قتادة.
- زيد الأصغر؛ أخ عُبيد الله من أبيه وأمُّه، ولدته أُمُّه في عهدِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- عبد الرحمن الأكبر؛ وأمّه زينب بنت مظعون.
- عياض؛ وأُمُّه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل.
- أبو شحمة عبد الرحمن الأوسط.
- عبد الرحمن الأصغر؛ وهو الأخ الشقيق لعبد الرحمن الأوسط، وأُمُّهما لهية، ولقبه أبو المُجبِّر.
أبناؤه من الإناث
كان لعمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- سبعة أبناء من الإناثِ، وهنّ:
- حفصة بنت عمر بن الخطّاب ؛ وأُمُّها زينب بنت مظعون، وُلدت عندما بدأ النّاس ببناء الكعبة بعد أن جُرفت بالمياه، وكان هذا الحدث قبل مبعث رسول الله بخمسةِ أعوام، وهو نفسه العام الذي وُلدت فيه فاطمة بنت رسول الله ، تربَّت في بيتِ أبيها على مكارمِ الأخلاق والعلمِ، تزوّجها خنيس بن حذافة أحد السّابقين إلى الإسلامِ، وعاشت معه في بيتٍ يملؤه المحبّة والتّوافق، ثمّ هاجرت معه إلى المدينة، واستُشهد بعد غزوة أُحد متأثراً بجراحِه فيها.
- فخطبها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في العامِ نفسه، وقد كانت -رضيَ الله عنها- صوّامة، قوّامة، عابدة، ورَوت الحديث النبوي الشريف عن أبيها وزوجها، تُوفيّت في السنةِ الخامسة والأربعون من الهجرة أثناء خلافة معاوية بن أبي سفيان، وكان عمرها خمساً وستين سنة، ودُفنت في البقيع.
- رُقيّة؛ وأُمُّها أمُّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
- فاطمة بنت عمر؛ وأُمُّها أمُّ حكيم بنت الحارث.
- عائشة بنت عمر؛ وأُمُّها لهية.
- صفيّة بنت عمر بن الخطاب؛ شهدت غزوة خيبر مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- جميلة بنت عمر؛ وقد كان اسمها قبل إسلامها عاصية، فلمَّا أسلمت سمّاها رسول الله جميلة.
- زينب بنت عمر؛ وأُمُّها عاتكة بنت زيد بن نفيل، تزوّجت بعبد الرحمن بن أبي سلول، وبعده تزوّجها عبد الله بن عبد الله بن سراقة العدوي.
عناية عمر بن الخطاب بأهله وأسرته
حَرصَ عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- على أهلِه حِرصاً شديداً، واعتنى بهم عناية بالغة في تطبيقِ أوامر الله -تعالى- وأحكامه، وكانَ كُلّما نَهى النّاس عن شيءٍ ممَّا نَهى الله عنه، دخلَ إلى أهلِه وأخبرهم بما أخبرَ به النَّاس؛ لِيحرصوا على عدم الوقوع في المنهيِّ عنه، وذلك لأنَّ الناس يقتدون بهم، فإن وقعوا في المعصية وقع النَّاس بها، وبالرغم من شدّتِه في ذلك فقد كان رحيماً بهم وعطوفاً عليهم، حنوناً على أبنائِه، ففي يومٍ من الأيامِ كان -رضيَ الله عنه- واضعاً ولده في حجرِه يُقبّله، فرآه عُيينة بن حصن، فقال له: أتُقبّل ولدك وأنتَ أمير المؤمنين؟ لو كنتُ أميراً للمؤمنين ما قَبّلت ابني، فاستحلفه عمر ثلاثاً وقال له: فما أصنع إن نزعَ اللهُ من قلبِك الرّحمة ؟ إنَّما يَرحم الله من عبادِه الرُّحماء.
وكانَ حازماً مع نفسِه وأهلِ بيته ورعيّته، فقد وضعَ القوانين والأُسس التي تنظّم حياتهم دون أن يعتدي عليهم، أو يعتدي أحدٌ منهم على الآخر، وكانَ زاهداً في الدنيا يَرضى بالقليل منها، ويستحضرُ دائماً مراقبة الله -تعالى- له ومحاسبتِه ووقوفِه يوم القيامة بين يديه -عزَّ وجل-، مقتدياً بذلك برسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان حريصاً على ألَّا يعيش حياةً أحسن من حياةِ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ولِيكون في ذلك قدوةً لِمن وَلَّاهم على الأمصار، وقد مرَّت عليه فترةٌ طويلةٌ في بدايةِ خلافتِه لا يأخذ من بيتِ مالِ المسلمين، حتى اجتمع بأصحابِه وأخبرهم بأنَّه قد انشغل بالخلافةِ، واستأذنهم بأن تكون له حِصّةٌ من المالِ من بيت المال، فأَذن له الصّحابة ، فأخبرهم بما سيكون له، فلما أرادوا منه أن يزيد في الحِصة رفض، فاستشفعوا عند ابنته حفصة -رضيَ الله عنها-، فلما أخبرته ذكّرها بحالِ رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- ورفض ذلك، وكان -رضي الله عنه- إن احتاج إلى المال استدان من بيت المال حتى يَسدّ حاجاتِه.
وامتدَّ هذا الحرص منه بأن منع أهل بيته من استخدامِ ما جعلته الدولة من المرافقِ لعامّة المسلمين، وكان يرفض ما يأتي أولاده من المنافعِ والربح في التّجارة بسبب أنّهم أولاده وذو صلة به، وعندما كان يوزّع المال يُفضّل أبناء غيره على أبنائِه في العطاءِ؛ فلمَّا قامَ بتوزيعِ المال وتقسيمه أعطى أسامة بن زيد -رضيَ الله عنه- أربعة آلاف، وأعطى ابنه عبد الله -رضيَ الله عنه- ثلاثة آلاف، كما كان يَمنع أزواجه من التَّدخل في شؤون الدولة ومن أخذ الهدايا، فكان -رضيَ الله عنه- يَترفّع عن الأموالِ العامّة ويمنع أهله وأقربائه من الاستفادة من سُلطانه ومكانتِه.