كم عدد آيات سورة يس
عدد آيات سورة يس
يبلغ عدد آيات سورة يس ثلاثاً وثمانين آية، وهي سورة مكّية تُعَدّ الثامنة والأخيرة من المجموعة الأولى من قسم المثاني؛ وذلك لأنّ عدد آياتها يُقارب المئة، أمّا من حيث الرَّسْم القرآنيّ فهي السورة السادسة والثلاثون، وسبب تسمية هذه السور بالمثاني لأن آياتها تُثنى؛ أي تُتلى وتُكرَّر أكثر ممّا تُثنى السُّوَر الطوال والمئون.
خصائص آيات سورة يس
تتميّز سورة يس بما تتميّز به السور المكّية ، وهي مَبدوءة بحروف مُقَطَّعة تُعَدّ من أساليب إعجاز القرآن الذي يبيّن عظمته، والذي تحدّى الله -تعالى- به المشركين في الإتيان بآية من مِثل آيات القرآن، ومن مُميّزات هذه السورة قِصَر آياتها، وسهولة قراءتها، وتنوّع المَشاهد، وانسيابها، وتتابُعها من أوّل السورة وصولاً إلى آخرها.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سورة يس تتّصل بِما قبلها؛ وهي سورة فاطر في بعض الموضوعات؛ فقد ذكرَ الله -تعالى- تكذيبَ الكافرين لرسالة محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وإعراضهم عنه في سورة فاطر، ثمّ ابتدأ سورة يس بالقَسم على صحّة هذه الرسالة، وأنّها من عنده -سبحانه وتعالى-؛ إذ قال في سورة فاطر: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ)، وذكر الشمس والقمر في سورة فاطر؛ فقال -تعالى-: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى)، ثمّ قال في سورة يس: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)، وقال في فاطر: (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ)، وزادها بَسطة في يس؛ فقال: (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ* وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ*وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ).
أهداف سورة يس
تتعدّد أهداف سورة يس، ومنها ما يأتي:
- التأكيد على قضيّة الألوهيّة، والوحدانيّة لله -تعالى-، وبيان صِدق الرسالة؛ بذِكر الآيات التي بَثّها الله في الكون، كالكواكب، وحركة الشمس والقمر، وإحياء الأرض الميّتة، وذلك كلّه دليل على قدرة الله -جلّ وعلا-.
- ترسيخ العقيدة الإسلاميّة ومبادئها، كالبعث والنشور، وإعجاز القرآن، وأصول الطاعة والعبادة، وغيرها.
- تبليغ الأمة بِما يُصلح أمور دُنياهم وآخرتهم، فقد أنزل الله القرآن؛ داعياً لإنقاذ العرب من الضلال والحرمان؛ وهو أدعى لأن يؤمن به العرب؛ لأنّه لم يسبق أن أُرسِل إليهم رسول، كما أنّه أُنزِل على النبيّ محمد بلغتهم العربيّة.
- بيان نِعَم الله على عباده، وأحقّيته في إفراده بالعبادة والشُّكر.
- بيان أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على صراطٍ مستقيم، وتنزيهه عمّا اتُّهِم به من الشِّعر، أو أن يكون قد ألَّفَ القرآن؛ إذ إنّ القرآن الكريم بلغ أقصى درجات الإحكام، الأمر الذي يُؤكّد على أنّه من عند الله -تعالى-.
- تسلية النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.
تقسيم السور القرآنية إلى آيات
تُجمَع لفظة (سُورة) في اللغة على (سُوَر)، و(سُورات)، وتأتي على عدّة مَعانٍ، منها: الفَضل، والعلامة، والمَنزلة الرفيعة؛ لأنّها كلام ربّ العالَمين -جلّ وعلا-، بالإضافة إلى أنّها جزء من القرآن، كما يُقال: السُّورة من البناء؛ أي ما طال وحَسُن منه، أمّا اصطلاحاً، فهي تعني: قطعة مُستقِلّة من القرآن الكريم، تأتي مُعنوَنة باسم مَخصوص يُميّزها، كسورة البقرة، وسورة آل عمران، وغيرها من السُّوَر، وتجدر الإشارة إلى أنّها مُعنوَنة توقيفاً من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ولسُوَر القرآن منزلة رفيعة وشَرَف عظيم، أمّا ارتفاعها فمَعنويّ لا حِسّي، وهي مُقسَّمة إلى أجزاء صغيرة تُسمّى الآيات.