كم سنة عاش النبي شعيب
كم سنة عاش النبي شعيب؟
عاش نبيُّ الله شعيب -عليه السّلام- أربعمئة عامٍ، وفي رواياتٍ أخرى أنَّه عاش ستَّمئة عامٍ، وقد كان في الفترة التي تسبق ظهور موسى -عليه السّلام- بقليل، وكان مجيئه بعد النبي هود -عليه السّلام-.
التعريف بالنبي شعيب
هو شُعيْب بن ميكائيل بن يَشجب بن مدْيَن بن إبراهيم، ويرجع نسبه إلى أبي البشر إبراهيم -عليه السّلام-، وقد ورد اسمه في التَّوراة على أنَّه يَثْرون ورعْوَئيل، وهو ابن بنت لوط -عليه السّلام، كان شعيب -عليه السّلام- ضريراً ولا يُبصر بدليل قول الله -تعالى- فيه: (وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا)، أي ضعيف الرُّؤية.
كان لشُعيب -عليه السّلام- بنتاً يقال لها صفرا، وزوَّجها لنبيٍّ من أنبياء الله وهو موسى -عليه السّلام-، وقد لُقِّب شعيب -عليه السّلام- بخطيب الأنبياء؛ لأنَّه كان يُحسن مخاطبة قومه إلى أن كذَّبوا به وعاقبهم الله -تعالى-.
دعوة النبي شعيب
دعا شعيب قومه إلى جملة هامَّة من الأمور تُستخلص من الآيات التي تتحدَّث عن دعوته لهم، فقد دعاهم إلى الأمور الآتية:
- عبادة الله -تعالى- وحده، وترك عبادة ما لا ينفع ولا يضرُّ من عبادة الأوثان والأصنام، وخاطبهم قائلاً كما في قول الله -تعالى-: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ).
- الوفاء والأمانة عند التَّعامل في البيع والشِّراء، وعدم التَّطفيف بالموازين والمكاييل، وقطع الطُّرق، وحثَّهم على ترك هذه الأمور كي لا يعمَّ فسادهم في الأرض، وقد قال الله -تعالى- في تتمَّة الآية السَّابقة: (أَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا).
- تذكيرهم بنعم الله- تعالى- عليهم، فقد كانوا قليلي النَّسل ولكنَّ الله كثَّرهم، قال الله -تعالى- في ذلك: (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ).
قوم النبي شعيب
أرسل الله -تعالى- شعيباً -عليه السلام- إلى أمَّتين، هما:
- أهل مَدين: وهم قبيلةٌ من العرب، كانوا يسكنون بين الشَّام والحجاز في منطقة معان التَّابعة للأردنِّ، وهم من نسل مدين بن إبراهيم، وكانوا قد اشتهروا بكثرتهم ومهارتهم في التِّجارة، ولكنَّهم لم يؤمنوا مع شعيب وكذَّبوا رسالته، فأهلكهم الله -تعالى- بالرَّجفة، أي الزِّلزال.
- أصحاب الأيكة: والمراد بالأيكة هي الشَّجر الملتفّ حولهم، وقد كذَّبوا أيضاً بشعيب وكفروا به رغم تحذيره لهم من سخط الله -تعالى-، فأهلكهم الله -تعالى- بعذاب يوم الظُّلّة، وهو حرٌّ شديدٌ أرسل إليهم ولم يُطيقونه، إلى أن خرجوا باحثين عن سحابةٍ تُظلِّهم، ولمَّا اجتمعوا تحت سحابةٍ أرسل الله عليهم ناراً فأهلكتهم جميعاً.
وينبغي الإشارة إلى أنَّ جمهور العلماء قد ذهبوا إلى أنَّ هاتين الأمَّتين اللَّتين أرسل إليهما شعيب هما أمَّةٌ واحدةٌ، ولكن تعدَّدت تسميتهم لأهل مدين: نسبة إلى أبيهم، ولأصحاب الأيكة: نسبة للشجر الذي يتلفُّ حول قريتهم.
عاش شعيب -عليه السّلام- عمراً طويلاً، وتتراوح الرّوايات إلى أنّ مدّة عيشه ما بين الأربعمئة إلى ستّمئة عام، وقد أرسله الله -تعالى- إلى أهل مدين في الأردن ليدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وترك عبادة الأصنام، وترك العادات الباطلة التي اعتادوا عليها، إلّا أنهم لم يؤمنوا به فعذّبهم الله -تعالى- عذاباً شديداً، شأنهم شأن الأمم المعاندة لرسلها.