كفارة شرب الخمر
كفارة شرب الخمر
يعدّ شرب الخمر معصية و كبيرة من الكبائر ، ولا يترتّب على شرب الخمر كفارة ماليّة، وعلى مَن أقدم على شرب الخمر المسارعة إلى التوبة، ويتوب توبة صادقة نصوحاً مع عدم الرجوع إلى هذا الفعل.
ولكن إذا وصل الأمر إلى الحاكم المسلم فإنّ شارب الخمر يعاقب تعزيراً ويجلد ثمانين جلدة على أصح الأقوال حداً وليس كفارة، والسبب هو ردع الآخرين عن هذا الفعل.
الحكمة من عدم وجود كفارة لشرب الخمر
إنّ الحكمة من عدم وجود كفارة لشرب الخمر هي أنّ الله -تعالى- لم يشرع كفارة للأمور محرّمة الجنس؛ أيّ المحرّمة بحد ذاتها، كالظلم والفواحش، ولهذا السبب لا يوجد كفارة للزّنا، ولا لشرب الخمر، وقذف المحصنات، والسرقة.
ويوجد كفارة لليمين ولكن لا يوجد كفارة لليمين الغموس؛ لأنّها محرّمة في أصلها، وعدم وجود كفارة لمثل هذه الأمور ليس تخفيفاً عن مرتكبها، لأنّ الكفارة شُرعت للمعاصي التي كانت في الأصل مباحة وحرّمت لعارض؛ كالحنث باليمين، وكالوطء في الصيام.
كيفية التوبة من شرب الخمر
إذا فعل المسلم ذنباً معيناً كشرب الخمر يلزمه التوبة، والندم على فعله والعزم على عدم الرجوع إليه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّه فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
أي إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار، وإنّ الله -تعالى- يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده، وللتوبة عدة شروط، وهي:
- الإخلاص لله عز وزجل
أي لا تكون التوبة لأيّ سبب من أسباب الدنيا وإنّما خالصة لله -تعالى- دون رياء.
- الندم على المعصية.
- الإقلاع عن المعصية
ويشمل الإقلاع عن المعصية الذنوب التي تكون في حق الآدميين، فيجب ردّ الحق إلى صاحبه.
- العزم على عدم العودة إلى المعصية في المستقبل
ويعين على ذلك إغلاق كل الأبواب التي تؤدي إليها، كالابتعاد عن رفاق السوء الذين أقنعوه بشرب الخمر.
- أن تكون التوبة في وقت القبول
حيث ينقطع قبول التوبة بالنسبة لجميع الناس عند طلوع الشمس من مغربها، وبالنسبة لكل شخص بحضور أجله، قال -تعالى-: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إن بالمغرِبِ بابا للتوبةِ مفتوحٌ لا يُغلقُ حتى تطلعَ الشمسُ من مغربِها).
ومن الأسباب المعينة على التوبة النصوحة ما يأتي:
- أن يتدارك التائب ما فاته من العبادات كلّما أمكن ذلك.
- أن يُقبل على الله ويطلب مرضاته.
- أن يبادر دائماً إلى محاسبة نفسه ويتدارك ما فرط من تقصير في الفرائض أو ما اقترف من معاصي.
- أن يتجنّب مواطن المعصية وكل الطرق المؤدية إليها.