كتابة وشرح النشيد الوطني المصري
شرح النشيد الوطني المصري
نشيد "بلادي بلادي" كتب كلماته الشيخ محمد يونس القاضي الذي تأثر بكلمات مصطفى كامل عندما خرج في خطاب عام 1907م ابتدأه بـ "بلادي بلادي لك حبي وفؤادي"، وقد صدر القرار الجمهوري عام 1979م الذي يقضي بجعل تلك الأبيات نشيدًا وطنيًا.
لحّن تلك الأبيات السيد درويش وأعاد توزيعها مرة أخرى محمد عبد الوهاب، وقد كُتب على مجزوء المتقارب، وفيما يلي شرح أبياتها:
- بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
يستهل الشاعر قصيدته بالحديث عن بلاده وعن حبه لتلك البلاد الجميلة، وقد ضمّن الكلمة الأولى "ياء الملكية" تعبيرًا منه عن شدة تعلقه بوطنه وشدة تعلق الوطن به، وكأنه قد امتلك الوطن بين يديه.
- مصرُ يا أمّ البلادٍ
أنتِ غايتي والمُراد
درجت عبارة "مصر أم الدنيا" على ألسنة العامة، فضمّن الشاعر هذا المعنى بطريقة أخرى في بداية بيته الشعري؛ حيث عبّر عن أهمية مصر وعراقتها وقدمها بكونها أم البلاد كافة، وغاية الشاعر في أن يعيش في كنف أمه سالمًا معافى ومراده أن يبقى بين يديها.
- وعلَى كلّ العباد
كم لنيلكِ من أيادي
يبدأ الشاعر بتعداد حسنات مصر، وأولها نهر النيل الذي يفيض خيره على البلاد والعباد، وقد قدّم الجار والمجرور وابتدأ البيت الشعري بسبب أهمية المعنى الذي يرنو إليه.
- بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
يعيد الشاعر البيتين الأولين بعد أن أنهى المقطع الأول من القصيدة مؤكدًا أن تلك البلاد هي غاية الحب والفؤاد منتهاه إليها، ولو قدم الإنسان فؤاده وروحه وقلبه إلى أرضه سيبقى مقصرًا.
- مصرُ أنتِ أغلَى دُرة
فوقَ جبين الدهـر
يُشبه الشاعر مصر بالدرة الساطعة التي تجذب النّاس بضوئها وجمالها فوق جبين الدهر، وكأنّ الدهر إنسان يتجمل ولم يجد أجمل من مصر جوهرة يضعها على جبينه.
- غُرة يَا بلادِي عيشِي حُرة
واسلَمي رغـمَ الأعادي
رغم كل ما يُصيب مصر والدول العربية من انتكاسات، لكنها ستبقى حرة تُقاوم كل تلك الأزمات لتصل في نهاية الأمر إلى الحرية المنشودة التي بحثت عنها طويلًا وحصلت علها وستبقى محفظة عليها أبد الدهر.
- بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
يعود الشاعر ليؤكد في مكنونات نفسه ويوصل للقارئ فكرة حب البلاد وعشقها، وأنّ مصر هي الحب والقلب النابض لكل مواطن عربي أصيل.
- مصرُ يا أرضَ النّعيم
سـدتِّ بالمجدِ القديمِ
يؤكد الشاعر على خيرات مصر أنّها هي أرض النعم التي حباها الله لها دونًا عن غيرها من البلاد، وكلّ الأمجاد والحضارات كانت مهدها مصر، مصر وحدها حازت على الأمجاد منذ الأزل.
- مَقصَدي دفعُ الغَريم
وعلى الله اعتمَادي
يؤكد الشاعر أنّ هدفه الأول هو إقصاء أعداء مصر عن أراضيها وإبعادهم عنها، وهو في ذلك كله ليس له أحد يعتمد عليه سوى قدرة الله تبارك وتعالى، وهي نعم القدرة.
- بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
الوطن هو فقط مَن يهديه الإنسان قلبه ، ولا أحد يشارك الوطن ذلك الحب، هذا ما يختصره الشاعر في بيتين يكررهما كلما انتهى من معنى وأراد الانتقال لآخر.
- مصرُ أولادُك كِرام
أوفياءُ يرعـوا الزّمام
بعد أن انتهى الشاعر من تعداد مكارم الوطن وخيراته انتقل للحديث عن مكارم الشعب، وقد استقى أبناء مصر كرمهم من الأرض، فهم يرهون قادتهم ويُراعون حرمة بعضهم البعض أوفياء لا يُخادعون ولا يمكرون.
- سوفَ تحظَى بِالمرام
باتّحادهم واتّحادي
لا يُمكن للإنسان أن يحظى بما يُريد إذا لم يُساند بعضهم بعضًا، فلما يتحد أبناء الوطن بعضهم جانب بعض يكونون كالبنيان المرصوص لا يخرقه أحد.
- بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
يُنهي الشاعر أبياته بما ابتدأ به من تمجيد مصر وحبها وتقديم الفؤاد والروح إليها، فحب الوطن من الإيمان ولا يُنكره إلا جاحد لبلده ناكر لأصله.
معاني مفردات النشيد الوطني المصري
وردت بعض معاني المفردات في قصيدة النشيد الوطني المصري التي لا بدّ من شرحها ومنها:
المفردة | معنى المفردة |
غرة | الأول من كل شيء. |
الزمام | هو السيطرة والتحكم وزمام القوم هو قائدهم. |
المرام | هو المطلب. |
الصور الفنية في النشيد الوطني المصري
وردت مجموعة من الصور الفنية أهمها:
- فوق جبين الدهر
جعل الكاتب الدهر إنسانًا وله جبين، وهو استعارة مكنية.
- مصر أولادك كرام
جعل مصر بمثابة الأم التي لها أولاد، استعارة مكنية.
- فزت بالمجد القديم
شبه مصر بالإنسان الذي يفوز، استعارة مكنية.
الأفكار الرئيسة في النشيد الوطني المصري
وردت مجموعة من الأفكار أهمها:
- مصر هي أم الدنيا وواهبة الخيرات.
- مصر مهد الحضارات السابقة.
- الاتحاد يولد القوة ويوصل إلى المطلوب.
- مصر تفتخر بأبنائها الكرام البارين.
نص النشيد الوطني المصري
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
مصرُ يا أمّ البلادٍ
أنتِ غايتي والمُراد
وعلَى كلّ العباد
كم لنيلكِ من أيادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
مصرُ أنتِ أغلَى دُرة
فوقَ جبين الدهر
غُرة يَا بلادِي عيشِي حُرة
واسلَمي رغـمَ الأعادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
مصرُ يا أرضَ النَعيم
سدتِّ بالمجدِ القديمِ
مَقصَدي دفعُ الغَريم
وعلى الله اعتمَادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي
مصرُ أولادُك كِرام
أوفياءُ يرعوا الزّمام
سوفَ تحظَى بِالمرام
باتّحادهم واتّحادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حبّي وفُـؤادي
بلادِي بلادِي بلادِي
لكِ حُبي وفُـؤادي.