ما هي أسباب كثرة النوم
النوم
تتباين حاجة الأفراد للنوم تِبعاً لعدد من العوامل، ولعل أهمها عمر الإنسان، حيث تتغير أنماط وفترات النوم خلال فترة حياته، وبالمجمل يحتاج الإنسان عند ولادته للنوم لمدة تتراوح بين أربعة عشر وسبعة عشر ساعة يومياً، ويقل هذا المعدل تدريجياً مع التقدم بالعمر إلى أن يصبح المعدل الطبيعي للنوم لدى البالغين بين 7-9 ساعات يومياً، كما تعتمد حاجة الجسم للنوم على عوامل اخرى منها مستويات النشاط، وطبيعة الصحة الجسدية والنفسية، والعادات المُتَّبعة لدى الأفراد، كما قد يمر الإنسان بفترات مؤقتة تزداد خلالها حاجة الجسم للنوم، مثل: الفترة الأولى من الحمل ، أو أثناء الإصابة بالأمراض أو الضغط النفسي.
أسباب كثرة النوم
تُعتبر حاجة الجسم للنوم لفترة تصل بين 10-12 ساعة يومياً حالة غير طبيعية تستدعي الفحص لمعرفة السبب وراءها، ويؤدي فرط النوم لحدوث مضاعفات سلبية على صحة الإنسان، مثل القلق، وضعف الجسم، وضعف الذاكرة، وتتنوع الأسباب المؤدية لفرط النوم، وفي التالي بيان لأهم هذه الأسباب:
- الإرهاق: توجد مسببات عديدة للإرهاق، منها العمل المُتعب، أو الحمل، أو اضطرابات النوم، حيث يؤدي المرور بهذه الحالات إلى الإرهاق والتعب الجسدي، وازدياد حاجة الجسم للنوم، وبالتالي قد ينام الإنسان لفترات طويلة بعدها.
- الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية : وهي الحالات التي تؤثر في عمل الغدة الدرقية أو بنيتها، وتقوم هذه الغدة بتنظيم عمليات الأيض داخل جسم الإنسان، عن طريق إفرازها لهرمونات الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxine) وثلاثي اليودوثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine)، كما يتأثر عمل الغدة الدرقية بتحفيز الغدة النخامية وتحت المهاد لها، لذلك قد تؤدي الاضطرابات التي تصيب هاتين الغدتين إلى عمل الغدة الدرقية بشكل غير طبيعي، ويُعتبر خمول الغدة الدرقية أحد اضطرابات الغدة التي تؤدي إلى الشعور بالإرهاق والألم في الجسم، بالإضافة إلى ضعف التركيز.
- الإصابة بأمراض القلب: تشمل أمراض القلب جميع الأمراض المرتبطة بالأوعية الدموية، والعُيوب الخَلقية، واضطرابات نبض القلب، وتشتمل بعض أعراض عدد من هذه الأمراض على الضعف العام والشعور بالإرهاق، مما يستدعي الحاجة للنوم الزائد، ومن هذه الحالات تصلُّب الشرايين ، وضعف عضلة القلب، والتهابات القلب، وأمراض صمامات القلب.
- الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي: (بالإنجليزية: Sleep Apnea) وهو اضطراب سببه انسداد المجاري التنفسية أو خلل في إرسال إشارات الدماغ المتعلقة بالتنفس، وتؤدي الإصابة بهذه الحالة إلى انقطاع عملية التنفس لمرات عديدة أثناء النوم، مما يؤدي إلى استيقاظ المريض عند استرجاع عملية التنفس مع شعوره بالاختناق، ومن الأعراض المصاحبة لهذه الحالة الشعور بالنعاس خلال النهار، والشخير، وعدم الراحة أثناء النوم، وقد تؤدي إلى مضاعفات عديدة منها الأمراض القلبية أو الاكتئاب.
- الإصابة بالاكتئاب : حيث تؤدي الإصابة بالاكتئاب إلى ظهور أعراض وعلامات عديدة منها اضطرابات النوم، والشعور بالذنب أو الحزن أو الانزعاج غير المبرر، وتُعتبر الأسباب المؤدية إلى الإصابة بالاكتئاب غير واضحة تماماً، إلا أنّ وجود بعض العوامل قد يساهم في حدوثه، ومن هذه العوامل الإصابة ببعض الأمراض مثل: السرطانات، والمرور ببعض التجارب الحياتية، والعوامل الجينية، والعوامل الاجتماعية.
- الإصابة بمرض التغفيق: أو النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy)، وهو اضطراب مزمن يؤدي إلى الشعور بالنعاس القهري أثناء النهار، ويصاحبه نوبات مفاجئة من النوم، وقد يصاحبه أيضاً ضعف التحكم في العضلات والانفعالات، ويُعتبر السبب وراء الإصابة بالتغفيق غير واضحاً تماماً، إلا أنّ المصابين بهذه الحالة يعانون من نقصان مادة هيبوكريتين (بالإنجليزية: Hypocretin) في الدماغ ، وهي المادة التي تنظم فترات نوم الجسم وصحوته خلال اليوم.
- تناول بعض أنواع الأدوية: حيث يصاحب تناول بعض أنواع الادوية أعراضاً جانبية منها الإرهاق وكثرة النوم، ويمكن مراجعة الطبيب لتغيير نوع العلاج في هذه الحالات.
- نقص فيتامين (د): يؤدي نقص فيتامين (د) في الجسم إلى حدوث عدة اضطرابات في جسم الإنسان، منها: كثرة النوم، والنعاس خلال النهار، وتصبُّغ الجلد، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
تنظيم النوم
يمكن اتخاذ عدة اجراءات من شأنها تحسين جودة النوم وتنظيم فتراته، وفيما يلي ذكر لنصائح وإجراءات من شأنها تحقيق ذلك:
- جدولة مواعيد النوم: حيث يجب وضع مواعيد ثابتة للنوم، حيث تكون فترة النوم خلالها لا تزيد عن ثمانية ساعات، ويجب الالتزام بهذه المواعيد قدر المستطاع حتى خلال العطل ونهاية الأسبوع، وذلك من شأنه تحسين دورة النوم لدى جسم الإنسان.
- خلق بيئة مريحة للنوم: حيث تكون هذه البيئة مظلمة وحرارتها معتدلة، كما يُفضل تجنب سطوع الشاشات قبيل النوم، كما يساعد الاستحمام قبل النوم وتقنيات الاسترخاء الأخرى على تحسين جودة النوم.
- الاستغناء عن القيلولة خلال النهار: حيث تؤثر القيلولة خلال النهار على النوم في الليل، لذلك يُنصح بتجنب النوم أثناء النهار لمدة أكثر من 30 دقيقة، وذلك عند الحاجة فقط.
- تغيير بعض العادات: تؤثر بعض العادات في جودة النوم، حيث يؤدي تناول المأكولات أو المشروبات المحتوية على الكافايين قُبيل النوم، أو شرب الكحول إلى اختلال النوم بالزيادة أو النقصان، كما ينصح بممارسة الرياضة خلال النهار، وشرب الحليب والأعشاب قبيل النوم، وذلك لتحسين جودته.
- علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي: ويتم ذلك باستخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر، حيث يتم وضع قناع للوجه متصل بآلة تقوم بضخ الهواء عبر فتحات الأنف أثناء النوم، ويضمن هذا الجهاز بقاء مجاري التنفس مفتوحة أثناء النوم، مما يؤدي إلى التخلص من كثرة النوم الناتجة عن انقطاع النفس الانسداداي النومي.
- تناول بعض أنواع الأدوية: قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية لحل مشكلة كثرة النوم في بعض الحالات، ومنها المُحفِّزات مثل: المثيلفندات (بالإنجليزية: Methylphenidate) أو مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants)، أو أوكسيبات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium oxybate) المستخدمة في علاج مرض التغفيق.