قضاء صلاة المغرب مع العشاء
قضاء صلاة المغرب مع العشاء
يُعدّ قضاء الصلوات الفائتة المفروضة من الواجبات التي يجب القيام بها على الفور ودون أي تأخير، سواءً أكان فواتها بعذرٍ أو بغير عُذر، ويحرُم تأخير قضائها إلا لعُذر.
كما أن إثم تأخيرها لا يسقط عن الإنسان حتى يتوب، ولا تسقط الصلاة عنه بالتوبة فقط، بل يجب عليه القضاء أيضاً؛ لأن من شُروط التوبة الإقلاع عن المعصية، وتختلف كيفية قضاء صلاة المغرب الفائتة، مع العشاء بحسب الحالة، وهي كما يأتي:
قضاء المغرب مع العشاء في حال الانفراد
ذهب جُمهور الفُقهاء إلى البدء بقضاء الصلوات الفائتة بحسب ترتيبها، ثُمّ أداء الصلاة ذات الوقت إن كان هُناك مُتسعٌ من الوقت، فمن فاته مثلاً صلاتي العصر والمغرب وأراد قضاءها في وقت العشاء فعليه أن يبدأ بصلاة العصر ثم صلاة المغرب ثم صلاة العشاء بحسب الترتيب.
أما إذا كان الوقت ضيقاً لا يتسع إلا للصلاة صاحبة الوقت بمعنى أن وقت العشاء أصبح ضيقاً وسيدخل وقت الفجر فعليه حينها أن يصلي العشاء فيبدأ بها؛ كي لا تفوته صلاة العشاء، ثُم يقضي ما فاته على الترتيب، فيبدأ بصلاة المغرب ثُمّ يُصلي العصر.
قضاء المغرب مع العشاء في حال وجود جماعة قائمة
، فبيانها كما يأتي:
الكيفية الأولى
إذا دخل المُصلي فوجد الناس يُصلون العشاء وهو لم يُصلِّ المغرب ؛ لعذر، فيجوز الدُّخول مع الجماعة بنيّة المغرب، فيُستحب لمن لم يُصلِّ المغرب ثُمّ دخل فوجد الناس يُصلون العشاء أن يجلس بعد الركعة الثالثة؛ لانتظار الإمام حتى يُسلّم معه.
ويجوز له مُفارقة الإمام بأن ينوي إكمال الصلاة لوحده والسلام وحده عندما ينهي الصلاة، ويجوز بعد السلام من الركعة الثالثة أن يدخُل مع الجماعة في الركعة الرابعة بنيَّة صلاة العشاء، ويُعدّ اختلاف النيّة بين الإمام والمأموم جائز فيجوز أن يصلّي الإمام بنية أداء صلاة العشاء والمأموم بنية قضاء صلاة المغرب.
الكيفية الثانية
عدم اعتبار الترتيب بين المغرب والعشاء؛ لوجود العذر، فيُصلي معهم العشاء، ثُمّ يُصلي المغرب لوحده. أما إن كان ممّن يجوز له الجمع بين الصلاتين كأن كان مسافراً، وكان قد نوى الجمع، ففي هذه الحالة يكون الترتيب بين الصلوات شرط، فيدخُل مع الجماعة بنية المغرب، ثُمّ يُصلي العشاء.
وإذا صلى معهم العشاء قبل المغرب؛ فيجب عليه إعادة الصلاة؛ لسقوط شرط الترتيب، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)، وفعله يُبيّن الترتيب بين الصلوات من حيث الوقت، فتكون كُل صلاة في محلها الذي وضعها له الإسلام.
قضاء سنة المغرب مع العشاء
يُستحبُ قضاء السُّنن الرَّواتب، كُسنّة المغرب مع العشاء ، إذا كان تأخيرُها لعذر، سواءً أكان تأخيرُها مع فرضها أو كان التأخير أو التفويت للسنّة وحدها، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (مَن نَسِيَ صَلَاةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا).
خطورة تضييع الصلاة
حذّر الله -تعالى- من ترك الصلاة وتضييعها، أو تأخيرها عن وقتها المُحدّد لها من قِبل الشرع، أو صلاتها بغير ما بيّنه النبي -عليه الصلاة والسلام-، أو الغفلة عنها، فقد قال تعالى:(فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، فالصلاة من العبادات التي لا تسقُط عن الإنسان بأي حال.
فيجب على الإنسان المُحافظة عليها بأوقاتها المُحدَّدة، لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، ومن حافظ عليها كانت له مُفتاحاً للخير والرزق والبركة.