قصص عن التفكر في خلق الله
مفهوم التفكر وأهميته
يعد التفكر من أهم الأمور التي ينبغي على العبد أن يتحلّى بها، ونستعرض في الآتي مفهوم التفكر وأهميته:
- مفهوم التفكر
التفكّر: هو ذكر الإنسان لربه في قلبه، حيث يتفكر الإنسان في أسماء الله -عز وجل- وصفاته وأحكامه وأفعاله وآياته،ويُعتبر التفكر من العبادات التي تحتاج أن يكون الإنسان صافِ الذهن، وأن يكون قادرًا على طرد الأفكار والهواجس التي تعيق تفكيره، وقد قال بعض العلماء في ما يفتح فكر الإنسان قالوا اجتماع الهم؛ إذا اجتمع عليه الهم أصبح يتفكر ويبصر ويعمل.
- أهمية التفكر
يعد التفكر من أفضل العبادات القلبية ، ويعتبر -أيضًا- مفتاح كل الخير، حيث تظهر أهمية الفكر في نقلها من موت الفطنة إلى حياة اليقظة، ومن ضيق الجهل إلى سعة العلم، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، فالتفكر هو أصل كل طاعة.
والتفكر حافز المرء للعمل، فحياة المرء وسعادته ترتبط بتفكيره، فحياة المرء إنما هي تبعٌ لأفكاره، فإذا كانت أفكاره فيما يعود عليه بالنفع في دين أو دنيا، فحياته سعيدة والعكس صحيح.
أنواع التفكر ومجالاته
إنّ التفكر في آيات الله ومخلوقاته له أنواع ومجالات، منها ما يأتي:
- أنواع التفكر
- الأول: النظر بالبصر الظاهر كرؤيته للسماء وسعة الأرض، حيث إن هذا النظر يتشارك به الإنسان مع الحيوانات، لكن هذا ليس المقصود هنا.
- الثاني: أن يتجاوز النظر بالبصر إلى النظر بالبصيرة الباطنة، حيث يتفاوت فيه الناس تفاوتًا كبيرًا، منهم من يأخذه بحظ يسير، ومنهم من ينظر ببصيرته الباطنة إلى عظمة ملكوت الله -عز وجل- وهيمنته على خلقه، فيكون ذلك دلالة على أن لله صفات الكمال والعظمة والكبرياء.
مجالات التفكر
ذكر مجالات التفكر في الآتي:
- أولها ويعد أعظمها هو التفكر في كتاب الله -تعالى-.
- التفكر في مخلوقات الله -عز وجل- ويعتبر أوسع المجالات نطاقًا.
- من المجالات التي أمر الله بها: التفكر في الدنيا والآخرة.
- التفكر في الموت والبعث.
- التفكر في المتقابلات.
- التفكر في خلق الإنسان.
- التفكر في الحيوان والنبات.
- التفكر في مصارع الغابرين.
قصص عن التفكر في خلق الله
يعتبر التفكر في خلق الله مفتاحٌ لرؤية عظمة الله -تعالى- وملكوته، وفيما يأتي ذكر قصص عن التفكر في خلق الله:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ: إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ).
تصوّر خلقًا بهذه الصورة وهو ملك من ملائكة حملة العرش، يطير الطير خمسمائة عام ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه، أي: كتفه هذا إلى كتفه فقط فكيف بارتفاع الملك؟ تصوّر خلقًا بهذه العظمة فكيف بالخالق -تبارك وتعالى-؟
- قال -تعالى-: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) .
تصوّر كيف خلق الله الإنسان، ستجد عظمة الله في خلق الإنسان بأحسن تقويم ، هذا المخلوق العجيب، هذه الأجسام والعقول وجميع من في الأرض يمشون تصوّر أنهم مخلوقين من نطفة؟ حتى هذه النطفة يتقزز منها الإنسان لو رآها على ملابسه، كما قال الله -عز وجل-: (مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ).