قصص الصحابة في رمضان
قصص الصحابة عن قراءة القرآن
قال -تعالى-: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، فقد اهتم الصحابة –رضوان الله عليهم- بقراءة القرآن اهتماماً كبيراً، إلا أن في رمضان كان اهتمامهم أكبر وإقبالهم عليه أكثر، فقد كان عثمان -رضي الله عنه- يختم القرآن في رمضان كل ليلة مرة، وابن مسعود يختمه كل ثلاث ليال، وتميم الداري يختمه كل سبع ليال، وأبي بن كعب يختمه كل ثمان ليال.
قصص الصحابة عن قيام الليل
كان الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يقطعون قيام الليل في رمضان بل ويطيلون الصلاة إلى اقتراب الفجر، من أمثلة ذلك:
- أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر أبي بن كعب وتميم الداري –رضي الله عنهما- أن يصلّيا في الناس القيام فكانوا يقرؤون سور المئين.
- أمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في رمضان بثلاثة قرّاء ليقرؤوا في رمضان فكان يجعل أسرعهم يقرأ ثلاثين آية وأوسطهم يقرأ خمس وعشرين آية وأدناهم يقرأ عشرين آية.
- كانوا يقيمون الليل فيقرؤون سورة البقرة في ثمان ركعات، فإذا قرؤوها في اثنتي عشرة ركعة كانوا يعتبرون أن الإمام قد خفّف عنهم.
- كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي القيام مع الناس في المسجد، فإذا أنهوا الصلاة وذهب الناس إلى بيوتهم، يأتي -رضي الله عنهما- بماء له ويعود إلى المسجد فيصلي حتى الصباح.
- كان الصحابة إذا انصرفوا من القيام يسرع خدمهم لتقديم الطعام قبل أن يؤذن الفجر إذا كانوا يعودون قبل الفجر بقليل.
- كان بيت أبي هريرة -رضي الله عنه- لا تتوقف فيه صلاة القيام، فكان هو وزوجته وخادمه كل منهم يصلي القيام فإذا صلى أحدهم يوقظ الآخر قبل نومه وهكذا طوال الليل لا يخلو بيته من قائم يصلي فيه.
قصص الصحابة عن الدعاء
للصائم في رمضان دعاءٌ لا يُرد لذا لا بدّ من الاجتهاد والإكثار و الإلحاح في الدعاء ، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد)، لذا كان الصحابة في رمضان يجتهدون في الدعاء وخاصة عند الإفطار؛ فقد قال ابن أبي مُليكة: سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسِعت كلَّ شيء أن تغفر لي.
قصص الصحابة عن الكرم والجود
يكثر الكرم في رمضان خاصةً تجاه الفقراء؛ لأن حاجة الناس في رمضان تزيد، فهم ينشغلون عن مكاسب الدنيا إلى زيادة العبادة و التقرب إلى الله -تعالى-، ثم إن الله تعالى جعل الصيام للفقير والغني حتى يشعر الغني بالفقير فلا ينساه أبداً.
من هذا الكرم تقديم الطعام للصائم فعن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: (من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء)، فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتسابقون إلى تقديم الطعام للصائم ليكون لهم أجر إفطار صائم .
فالصحابة لا يتقاعسون عن فعل الخير أبداً ومن الأمثلة عن هؤلاء الصحابة ابن شهاب وحمّاد بن أبي سليمان؛ الذي كان يفطّر في رمضان خمس مائة صائم وفي العيد يقدّم لكل واحد منهم مائة درهم، وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يفطر مع المساكين في رمضان، فإذا كان جالساً يأكل وجاءه سائل فكان يأخذ حصته من الطعام ويعطيها للسائل ويبقى دون طعام.
قصص الصحابة عن التقليل من الطعام
حثَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على التقليل من الطعام فلا يملأ الإنسان معدته، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)، وهذا الأمر في كل الأيام، فكيف في رمضان والمؤمن يريد القيام في عبادات كثيرة فهو شهر البركات، لذا كان في رمضان أولى للمسلم أن يقلل الطعام حتى يكون لديه سهولة في الحركة وقدرة على العبادة.
ذهب أبو العباس هاشم بن قاسم عند المهتدي في رمضان، ولمّا حان وقت الإفطار أحضر المهتدي طبقاً فيه رغيف وآنية فيها ملح وزيت وخل، وبدأ أبو العباس يأكل ببطء ظناً منه أن هذه مقبلات وأن الطعام الرئيسي لم يأت بعدْ، فتعجّب المهتدي من طريقة أكل ابن العباس وسأله إن كان صائماً، فأجاب ابن العباس بأنه صائم، فأخبره المهتدي أن يأكل جيداً ممّا قدّمه له لأنه ليس عنده غير هذا الطعام.