قصر القسطل
نبذة عن قصر القسطل
يعد قصر القسطل أحد القصور الأموية، حيث بُني في عهد الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك خلال القرن 8 ميلادي، وقد بينت الدراسات الأثرية أنّ نظام البناء جاء على نمط البيت الشامي، كما استخدمت الفسيفساء التي تعود إلى العصر الأموي في بنائه، وقد تمتعت مدينة القسطل بشهرة في عهد الأمويين أيضًا، حيث ذكرها الشعراء في قصائدهم، ويقع قصر القسطل في الأردن، وتحديدًا على بعد 25 كم جنوب العاصمة الأردنية عمان، وعلى ارتفاع 753 متر عن مستوى سطح البحر، وتشير كلمة القسطل في اللغة العربية إلى الموقع الذي يتفرق الماء منه، ويأتي معناها أيضًا بالغبار الساطع، وهناك من يقول أنّ أصل كلمة القسطل لاتيني، حيث أتت بمعنى القلعة من الكلمة "castle".
وصف قصر القسطل
بُني القصر باستخدام حجارة كبيرة الحجم، حيث تم وضعها على شكل مربع، ثم عبئت الفراغات التي بينها بحجارة الدبش، ويحتوي المبنى على سبع دواعم، ثلاثة منها بشكل ثلاث أرباع الدائرة، بينما تبدو أربع دواعم بشكل نصف الدائرة، ويتواجد اثنان منها في مدخل قصر القسطل، ويؤدي مدخل قصر القسطل إلى بهو مقسم إلى قسمين بشكل مربع، وعلى جوانبهما صفان من المقاعد والمساند، كما يوجد في نهاية الممر باب ضيق يؤدي إلى فناء يحتوي على أروقة، وخزان ماء، ويحيط بفناء القصر 6 منازل تتكون من قاعة كبيرة، وغرفتان صغيرتان، وقد رُصفت أرضية الغرف والجلسات بالفسيفساء الملونة، كما يوجد تجويفات محفورة في الصخر تحتوي زخارف نباتية، وتبلغ مساحة قصر القسطل 68 مترًا مربع.
معالم قرب قصر القسطل
يوجد قرب موقع قصر القسطل عدة معالم، مثل: الحمام، والمسجد، والقرية، والمقبرة، والأحواض الجوفية، والسد، وفيما يأتي توضيح لأبرزها:
المسجد والمقبرة
يقع المسجد في شمال القصر، وقد أعيد بناؤه وترميمه مرارًا وتكرارًا منذ منتصف القرن 19 ميلادي، ولم يتبقى منه سوى الدعامات السفلية لكلٍ من الجدار الغربي والشمالي، بالإضافة إلى المئذنة التي ترتفع في الاتجاه الشمالي الغربي، ويظهر في أعلى المئذنة فانوس أسطواني يرتكز على قاعدة مستطيلة الشكل، وله رأس محدب، ويوجد أيضًا شريط زخرفي يوضح ابتداء الطابق الثاني، ويحمل أعمدة كورنثية صغيرة وبارزة، والتي تعد الأقدم تاريخيًا، إذ يعود بناؤها إلى العصر الأموي، وجدير بالذكر أنّ المقابر في المقبرة المجاورة للقصر موجهة نحو القبلة إلى الاتجاه الجنوبي.
الحمام
يقع بقايا بناء على بعد 400 متر شمال القصر، ويعتقد بأنه بقايا حمام القصر؛ لأنه يشبه حمامات قصير عمرة، كما يحتوي على بلاط من الفسيفساء يظهر رسم أسد متوحش يهاجم ثورًا ضخمًا مع محاولة طرحهِ أرضًا، بالإضافة إلى رسم فهد يفترس غزالاً.
القرية
كانت قرية القسطل محطة عبور أمام قوافل الحجاج القادمة من بلاد الشام ، وقد مر بها ابن طولون الصالحي عندما ذهب إلى الحج سنة 1514م، حيث ذكر اسمها في كتابته، كما اكتشف فيها نقوش تاريخية، وهي عبارة عن أدعية دينية لحجاج بيت الله الحرام، ونزل قرب القسطل جيش خالد بن سعيد بن العاص أثناء فتوحات الشام، كما أقام في قرية القسطل العباس بن الوليد بن عبد الملك، عندما لم يوافق على مشايعة أخيه يزيد بن الوليد بن عبد الملك في طلب الخلافة.
السد والأحواض المائية
توفرت المياه في موقع قصر القسطل بواسطة نظام مائي يضم سدًا حجريًا كبيرًا، وخزان مياه، ويوجد فيه أكثر من 70 حوضًا مائيًا صغيراً، حيث تتسع جميعها إلى أكثر من 2 مليون متر مكعب من الماء.
القسطل في الشعر القديم
ذكرت القسطل في عدد من القصائد الشعرية لأهم لعدد من الشعراء القدماء، مثل:
- كثير عزة
ذكر الشاعر كثير عزة القسطل في قصيدته التي مدح فيها الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك، فقال:
أقول إذا الحيان كعب وعامر
تلاقوا ولفتنا هناك المناسك
جزى الله حيّا بالموقر دارهم
وجادت عليه الرائحات الهواتك
بكل حثيث الوبل زهر غمامة
له دررٌ بالقسطلين حواشك
كما قد غممت المؤمنين نبائل
أبا خالد صلت عليك الملائك
- جرير بن عطية
ذكر الشاعر جرير بن عطية القسطل في شعره في الأبيات التالية:
يا عين جودي بدمع هاجه الذكر
فما لدمعك بعد اليوم مدخر
إن الخليفة قد وارى شمائله
غبراء ملحودة في جولها زور
قد شفني روعة العباس من فزع
لما أتاه بدير القسطل الخبر
- الفرزدق
ذكر الشاعر الفرزدق القسطل في شعره قائلاً:
وهم على ابن مزيقياء تنازلوا
والخيل بين عجاجتيها القسطل