قصة يُتم الرسول وكفالته للأطفال
وفاة والد النبي وهو حمل في بطن أمه
نشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتيماً، حيث تُوفّي والده وهو -أي رسول الله- جنينٌ في بطن أمّه، واسم والده عبد الله، كان خارجاً في تجارةٍ ذات يوم، وفي أثناء رجوعه أصابه المرض، فذهب إلى أخواله بني النجار، ومكث عندهم شهراً، وهي فترة مرضه، وقد قلق عليه والده عبد المطلب في مكة، فأرسل أخاه الكبير ليستطلع أخباره، فوجده قد مات ودُفن، فرجع أخوه وأعلم عبد المطلب بذلك، فحزن هو وإخوته عليه حزناً شديداً.
وفاة والدة النبي وهو في عمر الست سنين
كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في رعاية والدته وجدّه عبد المطّلب بعد وفاة أبيه عبد الله، ولمّا بلغ السادسة من عمره تُوفّيت والدته آمنة بنت وهب، حيث ذهبت لزيارة أخوال النبيّ من بني النجار، وفي أثناء رجوعها ووصولها لمنطقة الأبواء -بين مكة والمدينة- توفّيت هناك، وكانت تبلغ من العمر حين وفاتها عشرين سنة.
من كفل النبي في يتمه؟
بعد وفاة والدة النبيّ -صلى الله عليه وسلم-؛ كفله واعتنى به جدّه عبد المطّلب، ومن ثمّ عمّه أبو طالب، وفيما يأتي بيان ذلك:
كفالة جده عبد المطلب
بعد وفاة والدة النبيّ رجع به جدّه عبد المطّلب إلى مكّة، وكفله واعتنى به، وكان مشفقاً عليه ليتمه، رؤوفاً به، حنوناً عليه أكثر من أبنائه، وكان لا يجعله وحيداً، وقد كان لعبد المطّلب فراشٌ في ظلّ الكعبة لا يجلس عليه أحدٌ عند مجيئه، وذلك إجلالاً له ولمكانته، وعندما يأتي النبيّ محمّد يجلس عند جدّه على ذاك الفراش، فيُحاول أعمامه إبعاده، فيقول جدّه عبد المطّلب: "دعوا ابني هذا فو الله إن له لشأنا"، ويضع يده على ظهر النبي، ولمّا بلغ رسول الله الثامنة من عمره تُوفّي جدّه، وانتقلت كفالة النبيّ إلى عمّه عبد الله.
كفالة عمه أبو طالب
قبل أن يموت جدّ النبيّ عبد المطلب؛ كان قد أوصى أبناءه بالنبيّ، وأوصى ابنه عبد الله أن يكفل النبيّ ويحتضنه؛ وذلك لكونه الأخ الشقيق لوالده، فكفل النبيّ بعد وفاة جدّه عمّه عبد الله، وأحبّه حبّاً كثيرا فاق حبّه لأبنائه، وكان يحنّ عليه ويُحسن معاملته، ويخصّه بالطعام والشراب، ويُجلسه مكانه، ويجعله ينام في فراشه دائما، ويأخذه معه أينما ذهب، وعندما صار النبيّ في بداية شبابه اصطحبه عمّه إلى بلدانٍ كثيرة، وعلّمه التجارة، فأثّر ذلك في صقل شخصية النبيّ.
ملخّص المقال: نشأ النبي -صلى الله عليه وسلم- يتيماً في صغره، حيث مات والده وهو حملٌ في بطن أمّه، وعندما بلغ النبيّ من العمر ستّ سنوات توفّيت والدته أيضاً، فأصبح يتيم الأم والأب، فكفله جدّه عبد المطّلب، واهتمّ به كثيرا، ولمّا بلغ النبي ثماني سنوات توفّي جدّه عبد المطلب، فكفله عمّه أبو طالب، وأحبّه كثيراً، واعتنى به.