قصة وتاريخ جسر سيدي راشد بقسنطينة
جسر سيدي راشد بقسنطينة
يقع جسر سيدي راشد في مدينة قسنطينة وهو أحد الجسور الثمانية المتبقية من مدينة قسنطينة تم بناء هذا الجسر ما بين 1908 و 1912م يبلغ طوله 447 متراً يتألف جسر سيدي جابر من 27 قوساً يبلغ طول كل قوس منها 70 متراً ولهذا يعتبر أنه أطول جسر حجري في العالم ويربط بين ضفتي واد الرمال، ويعتبر جسر سيدي جابر معلماً من المعالم الرئيسية في مدينة قسنطينة ويعتبر من التحف الفنية النادرة في العالم بسبب تصميمه المميز وهو يُتيح لزائره فرصة الاستمتاع بمنظر المدينة الرائع.
قصة جسر سيدي راشد
بدأ العمل بجسر سيدي راشد في سنة 1908 وكان المشرف على أعمال هذا الجسر المهندس الفرنسي أوبان إيرود وكان يساعده المهندس الفرنسي بول سيجورني، عندما انتقل المهندس أوبان إيرود إلى التدريس في جامعة أكسفورد تولى المهندس سيجورني مهمة إكمال بناء الجسر وكان هو من وضع مخطط الأقواس على الجسر وهو يُطل على وادي الرمال ويربط وسط المدينة بمحطة القطار، وقد تم تشييد هذا الجسر بطول يبلغ 447 م وعلى علو يبلغ 105 م أما أقواسه الـ27 فقد بلغ قطرها 70 م وهو الذي جعلها تتميز عن بقية الجسور الأخرى.
قصة تسمية جسر سيدي راشد بهذا الاسم
هنالك روايات متعددة في مدينة قسنطينة حول تسمية جسر سيدي راشد بهذا الاسم وقد اتفقت تلك الروايات على أن هذه التسمية جاءت نسبة إلى الضريح الذي يوجد أسفل منه واختلفت الروايات على من يرقد بهذا الضريح فالبعض منها يُشير إلى أن هذا الضريح يعود إلى امرأة يهودية مع حمارها وهناك رواية أُخرى تقول إن هذا الضريح يعود لأحد المساجين الجزائريين النشطين في عملية البناء وأنه قد توفي أثناء بناء الجسر بسبب حادث في العمل إلا أن أغلب الروايات تُشير إلى أن هذا الضريح يعود لأحد الأولياء الصالحين وهو يُدعى راشد وكان من حفظة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وكان قد جاء من منطقة تسمى فرجيوة واستقر لفترة من الزمن في مدينة قسنطينة وعندما توفي تم دفنه في هذا الضريح ومع هذا هناك دراسة تبين أن هذا الولي الصالح قد دُفِن بالمملكة المغربية.
حقائق مرتبطة بجسر سيدي راشد
منها:
- بقي جسر سيدي راشد على مدار عقود طويلة من الزمن أطول جسر حجري في العالم، وبالتأكيد تم إنجازه بسواعد جزائرية وهو يُعتبر تحفة معمارية عالمية إلا أن الحقيقة التي يجهلها الكثيرون بأن توأم هذا الجسر موجود في أوروبا وهو جسر "أدولف" في لوكسمبورغ وهو النموذج الذي كانت قد قررت فرنسا أن تُنجز له نِداً في الجزائر سنة 1908 وهو جسر سيدي راشد.
- ذكرت تقارير من مديرية النقل بقسنطينة بأن جسر سيدي راشد في الجهة الشمالية الغربية التي تربط وسط المدينة بحي باب القنطرة كان يعاني من مشكلة في التسريبات المائية وانزلاق التربة الذي يمتد نزولاً من أعلى منطقة المنصورة وصولاً إلى أسفل القوسين السادس والخامس إلا أن المهندس تمكن من تجاوز هذه المشكلة تقنيا واستمر في البناء وإكمال تحفته الفنية إلا أن هذا الانزلاق عاد مجدداً وأثر على القنطرة وشكل تهديداً عليها وكان هذا في سنة 1952، وقد جرت عدة عمليات مستعجلة لإنقاذ الجسر وكان من أبرزها دعم الجزء المتضرر بقوس فولاذي وكان هذا الإجراء قد تم في عام 1979 ومن ثم توالت بعد ذلك عمليات أخرى وكان من أبرزها عمليات تمت في عام 2011.