قصة غزوة بدر للأطفال
غزوة بدر
سبب الغزوة
تعد غزوة بدر من أهم الغزوات في التاريخ الإسلامي، وتعد أول صدام حقيقي بين المسلمين والمشركين، ويعود سبب غزوة بدر إلى أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- علم أنَّ قافلة تجارية لقريش عائدة من الشام إلى مكة بقيادة أبي سفيان بن حرب؛ فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يهاجمهم هو والصحابة -رضوان الله عليهم-؛ لقاء ما تركه المسلمين من أموال في مكة وكانت قريش قد استولت.
مجريات الغزوة
عندما علم أبو سفيان أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخذ يتجهز لقتالهم بعث خبراً لقريش، ولما علمت قريش بما ينوي فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تجهزوا لقتاله، ولم يتغيب عن المعركة من أسيادهم أي أحد، وعندما علم النبي -صلى الله عليه وسلم- باستعداد قريش لقتال المسلمين راح يستشير الصحابة -رضوان الله عليهم- بماذا يفعلون.
بعد استشارة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابة؛ أشار عليه المسلمون من مهاجرين وأنصار بالخروج لقتال المشركين، فاستعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- للقاء مشركي قريش، وكان عدد المسلمين قرابة الثلامئة وأربعة عشر رجلاً، وكان عدد المشركين قرابة الألف رجلاً.
وانطلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل ماء بدر فعسكر هو والمسلمون هناك، بعد أن أشار الحبَّاب بن المنذر -رضي الله عنه- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعسكر في هذه المنطقة.
عدد شهداء المسلمين وقتلى من المشركين
وفي يوم الجمعة من شهر رمضان، للسنة الثانية من الهجرة؛ بدأ القتال بين المشركين والمسلمين منذ الصباح، وكانت معركة حامية الوطيس ومدَّ الله -سبحانه وتعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام بجنودٍ من السماء؛ فراحت الملائكة تقاتل مع المسلمين إلى أن انتهت المعركة وأسفرت عن مقتل سبعين من المشركين، وأسرِ سبعين آخرين، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً.
مصير الأسرى المشركين
بعد انتهاء المعركة أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- يناقش أصحابه -رضي الله عنهم- في مصير الأسرى المشركين؛ فأشار عليه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يُفتدوا بالمال، حتى يصبح قوة ومنعة للمسلمين، ولعلَّ وعسى أن يمنَّ الله عليهم بالإسلام، وأشار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يقوم النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتلهم، وقد أخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- برأي أبي بكر -رضي الله عنه-.
العبر والدروس المستفادة من غزوة بدر
يمكننا استنتاج أهم العبر والدروس من غزوة بدر الكبرى على النحو الآتي:
- تمسك النبي -صلى الله عليه وسلم- بسياسة الشورى مع أصحابه -رضوان الله عليهم-.
- لا بأس أن يستعين المسلمون بمن يمتلك الخبرة في معرفة ومراقبة الطرق ولو كان من العدو.
- لا بد للمسلمين من اللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى-، والتضرع له خاصة في الأوقات العصيبة.
آثار غزوة بدر
لقد كان لغزوة بدر آثار كثيرة، نذكر منها:
- دخول أعداد كبيرة من الناس في الإسلام.
- تم تحطيم كبرياء قريش ؛ وخاصة بعد مقتل أبرز قياداتها الذين نكَّلوا بالمسلمين.
الآيات التي نزلت في غزوة بدر
ومن الآيات التي نزلت في غزوة بدر ما يأتي:
- (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَىٰ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
- (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).
- (كَما أَخرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقِّ وَإِنَّ فَريقًا مِنَ المُؤمِنينَ لَكارِهونَ* يُجادِلونَكَ فِي الحَقِّ بَعدَ ما تَبَيَّنَ كَأَنَّما يُساقونَ إِلَى المَوتِ وَهُم يَنظُرونَ* وَإِذ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحدَى الطّائِفَتَينِ أَنَّها لَكُم وَتَوَدّونَ أَنَّ غَيرَ ذاتِ الشَّوكَةِ تَكونُ لَكُم وَيُريدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقطَعَ دابِرَ الكافِرينَ* لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ الباطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ* إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).