قصة عن احترام الكبير للأطفال
تجمع خالد وأصدقاءه
كان سامر يمشي في الطريق مُتّجهًا نحوَ منزل صديقه عنان كي يلعبا معًا بكرة القدم في ساحة المنزل، وعندما وصل إلى منزل عنان حيّاه ودخل من الباب، وجلس ينتظر عودة صديقه مع بعض المشروبات، وما إن بدأ باللعب حتى سمع بعض أولاد الجيران الصوت، فتهافتوا إلى منزل عنان كي يلعبوا معه ومع صديقه، اجتمع الأولاد جميعًا وبدؤوا يتناوبون في رمي الكرة، فمرّة يُمسكها سامر وأخرى يركلها عنان بقدمه وثالثة يلقيها مُحَمّدٌ صوب بقية الأصدقاء.
عجوز يراقب خلف النافذة
بينما كان الأولاد يلعبون عَلَتْ الأصوات وازداد الصخبُ، وبدأت ضحكاتُ الأولاد وصراخهم يعلو أكثر فأكثر، حتى انتبه سامر أنّ هنالكَ رجلاً كبيرًا في السن يقف خلفَ نافذته ويراقب الأولاد، لم يبالِ سامر في بداية الأمر وظنّ أنه يُراقبُ لَعِبَهُم فحسب، استمر سامر والأولاد باللعب واستمر صراخهم إلى ما يُقارب الساعة، غاب الرجل عن النافذة قليلًا ثُمّ ما لبثَ أن عاد ووقف خلفها ولكن في هذه المرة كانت نظراته تُوحي بالقلق أو التعب.
توقّف سامر عن اللعب ونَهَرَ أصحابه ليتوقفوا عن اللعب، توقف الأولاد وكلهم حيرة ممّا حصل، تقدم سامر قليلًا نحو تلك النافذة ونادى: يا عمُّ أهنالك ما يزعجُكَ؟ قال الرجل بصوتٍ خجول: نعم يا بني، فأنا أتناول العديد من الأدوية المسكنة والمهدئة كي أحاول النوم في وقت الظهيرة، وإنني حاولت النوم قليلًا ولكن صوتكم أزعجني وإنني لآسفٌ أن أُخبركم بذلك، ولكن هلّا خفّضتم أصواتكم قليلًا علّني أنام ولو ساعة من النهار، خجل الأولاد من أنفسهم واعتذروا للعم.
مساعدة خالد للعجوز
قرّر الأولاد مغادرة منزل عنان والتوجُّه صوبَ حديقة قريبة من المنزل تحتوي على ساحة مخصصة للعب وبعيدة عن المنازل، ولكن سامر قبل أن يُغادر سأل الرجل إن كان يحتاجُ لأي شيء، فأخبره الرجل بخجل أنّه يحتاج لبعض الأغراض، وأنّ ابنه يتأخر في العمل ولا يمكنه الانتظار أو النزول إلى البقالة، استأذن سامر من الأولاد وقال لهم إنّه سيلحقُ بهم بعد أن ينهي المهمة، انطلق الأولاد وذهب سامر إلى البقالة واشترى للرجل كل ما يريد، شكرَه الرجل على حُسن تربيته.