قصة طلحة بن عبيدالله
قصة إسلام طلحة بن عبيد الله
كان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- في تجارة إلى بصرى، فلمّا وصل إلى سوق بصرى سمع راهباً في صومعته يُبشّر بقدوم نبيّ من أرض مكّة، فسأل طلحة هل جاء أحمد؟، وعاد مُسرعاً إلى مكة ليرى صدق كلام الرّاهب، فسمع فور وصوله بالخبر الذّي كان يشغل أهل مكّة؛ وهو نزول النّبوّة على محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.
فذهب إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع أبي بكر الصدّيق، وأخبره بخبر الرّاهب وأعلن إسلامه، فكان من السّابقين للإسلام، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وقد لاقى طلحة بن عبيد الله ما لاقاه المسلمون في بداية الدّعوة من الأذى، فقد كان أخوه عثمان وقيل نوفل بن خويلد يربطه مع أبي بكر في حبل واحد؛ ليمنعانهما من أداء الصّلاة، فكان طلحة قريناً لأبي بكر.
قصة طلحة بن عبيد الله في غزوة أحد
كان طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- ممّن أبلى بلاءً حسناً يوم أُحد ، يوم أن اشتدّت الحرب على المسلمين وجاءت قريش من كلّ حدب ناويةً كسر شوكتهم، حتّى وصلت نبالهم وسيوفهم إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واقتربت منه، فجعل طلحة يذبّ عن حبيبه ويجعل نفسه درعاً لِيَقيه من وصول أسلحتهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأُصيب بجروح بالغة وقُطع إصبعه، وهو بهذه الحال حمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على ظهره، فأوصله إلى صخرة؛ ليستقر عليها.
قصة كرم طلحة بن عبيد الله
عُرف الّصحابي طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- بالكرم والسّخاء الشّديد، فهو يُعدّ من أغنياء الصّحابة، وكان يعمل بالتّجارة منذ شبابه، ومن شدّة سخائه سمّاه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعدّة أسماء منها: طلحة الفيّاض، وطلحة الخير، وطلحة الجود، وقد سجّل مواقفاً كثيرة تدلّ على عطائه وسخائه، منها:
- اشترى بئراً لسقي المسلمين منه، وذبح جزوراً لإطعامهم.
- أنفق مالاً كثيراً في تجهيز غزوة العسرة.
- افتدى عشرة من أسرى بدر بماله.
- باع أرضاً له بسبعمئة ألف، فلم يهنأ له النّوم ليلاً والمال عنده، فما لبث أن طلع عليه الصّبح حتّى وزّعه.
- تصدّق بمئة ألف درهم، ثمّ لم يجد ما يلبس إلّا شيئاً قديماً.
- كان يُرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- كلّ عام عشرة آلاف درهم؛ لتوزّعها على فقراء المسلمين.
- كان لا يترك غارماً من قومه بني تيم إلّا وسدّد عنه وقضى دينه، فقد سدّد عن عبيد بن معمر ثمانين ألف درهم، ودفع عن رجل من تيم ثلاثين ألفاً.
قصة استشهاد طلحة بن عبيد الله
استشهد طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- في معركة الجمل، حيث رمى مروان بن الحكم سهماً أصابت طلحة، فظلّ جرحه ينزف حتّى مات، وكان أوّل من قُتل في هذه المعركة، وحزن عليّ -رضي الله عنه- لموته حُزناً شديداً.