قصة سيدنا نوح مختصرة
قصة سيدنا نوح مختصرة
إرسال سيدنا نوح في قومه
بعثَ الله -تعالى- سيدنا نوح -عليه السلام- في قومه لدعوتهم إلى التوحيد وعبادةِ الله -تعالى- وحده وترك الإشراك به، والإقلاع عن عبادة الأصنام التي كانوا يُداومون عليها، ولإنذارهم من العذاب الذي قد يَحلّ بهم جرَّاءَ كُفرهم، وكان نوحٌ -عليه السلام-أولَ رسولٍ أرسله الله -تعالى- إلى أهل الأرض.
دعوة سيدنا نوح لقومه
دعا سيدنا نوحٌ -عليه السلام- قومَه بشتى الطرق والوسائل الدعويّة؛ فحثّهم على التَّدَبُّرِ و التفكر في خَلْقِ الله -تعالى- وملكوته الذي يدلّهم على وحدانيته، ودعاهم إلى التأمل في خلق الإنسان، وفي النعم التي أسبغها الله -تعالى- عليه، وكيف سخَّرَ له الأرض وما فيها لمنفعتهِ ولتهيئةِ سُبل العيشِ له، واستمرَّ نبيُّ اللهِ نوحٌ -عليه السلام- في دعوة قومِهِ تسعمئةٍ وخمسين سنة.
موقف قوم سيدنا نوح من دعوته
وبعدما أكثرَ سيدنا نوح -عليه السلام- من نُصحه لقومه، ما كان منهم إلا الإعراض عن دعوته، وعدم الإيمان به وبما دعاهم إليه، ولم يكتفوا بذلك، بل اتهموه بالكذب والضلال، وقالوا بعدم صِدق ما جاء به، لكنّه استمر في دعوتهم ولم يَمَلَّ من ذلك، قال الله -تعالى- على لسان نوح: {قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ}، إلّا أنّ قومه استمروا في الكفر ولم يستجيبوا له، ولم يؤمن به إلا القليل.
نهاية قوم سيدنا نوح
وبعدما يَئِسَ نُوحٌ -عليه السّلام- من إيمان قومه، توجَّهَ إلى الله -تعالى- داعياً عليهم بالهلاك، فاستجاب له ربُّهُ، وأوحى إليه أن يَصنع سفينةً ليركب فيها ويحمل معه من آمن من النَّاس، لكيلا يمسهم العذاب الذي سيرسله إليهم، وحين ركبوا السفينة ، فجّر الله -تعالى- عيون الأرض، وأمطرت السماء ماءً منهمرًا، فأغرق الله -تعالى- قوم نوحٍ بالطوفان، وأنجى الله -تعالى- نوحًا ومن معه في السفينة، وقد حمل معه في السفينة زوجان من كل الحيوانات، كما أمره الله -تعالى- وأولادَه حام وسام ويافث.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح
حملت قصة سيدنا نوح -عليه السّلام- العديد من الدروس والعبر التي يُستفاد منها، ومن الدروس المستفادة من قصة سيدنا نوح ما يأتي:
- أهمية تحلي الداعي إلى الله بالصبر؛ فالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف يحتاج صبرًا على ذلك؛ لأنّ الداعي إلى الله معرض لكثير من الردود، فلا يجب عليه أن يمل من ذلك، فسيدنا نوح -عليه السّلام- دعا قومه في السر والعلن، والليل والنهار.
- أهمية تنوع الأساليب في الدعوة، فتكون مرةً بالترغيب، ومرة بالترهيب، واستخدام الحوار، وإظهار الأدلة التي تدل على صدق ما يُدعى إليه، والحثّ على التفكر والتأمل.
- أن الانشغال ب طاعة الله -تعالى- سببٌ في زيادة الرزق، وهو أمر موجب للنماء والبركة، ولفتح أبواب الخيرات جميعها؛ من إنزال للمطر، وزيادة في المحصول، والبركة في المال والولد، وفي خيرات الأرض جميعها.
- أنّه يجب على العبد أن يؤمن بقضاء الله وقدره؛ فسيدنا نوح قد دعا قومه ألف سنة ينقصها خمسين عاماً، ودعاهم بعدة طرق ووسائل، إلَّا أنهم لم يؤمنوا، فالله تعالى يُقدر ما يشاء ويختار، وعلى المؤمن أن يفعل ما يأمره الله به، وهو مُسَلِّمٌ بقضاء الله وقدره.