قصة سيدنا عيسى عليه السلام
قصة عيسى عليه السلام
رسول الله عيسى -عليه السلام- هو الرسول الذي جاء برسالة التوحيد التي انتشرت في العالم، وحمل الإنجيل إلى قومه وبلغهم به، ويعد عيسى -عليه السلام- أحد أولي العزم الخمسة من الرسل الكرام، وفيما يأتي بيان لأهم ما يتعلق بقصة سيدنا عيسى -عليه السلام-:
ولادته
قصة سيدنا عيسى -عليه السلام- معجزة بحد ذاتها؛ وقد ظهر ذلك منذ أن حملت به والدته البتول مريم -عليها السلام- إلى ولادته وحتى رفعة إلى السماء؛ فقد جاء الملك جبريل إلى السيدة مريم وهي تتعبد، وبشرها بأنّها ستلد ابناً مباركاً.
كما بشرها بأنه سيكون رسولاً من رسل الله -تبارك وتعالى- ونبياً من أنبيائه دون أن يكون له والد، وهذه هي معجزة بحدّ ذاتها؛ فعيسى -عليه السلام- لم يولد كما ولد بقية الناس؛ بل كانت ولادته استثنائية، وكان حمل والدته به أيضاً استثنائياً.
وعندما حان موعد الولادة اتخذت مريم -عليها السلام- مكاناً بعيداً عن قومها، ووضعت حملها عند جذع نخلة، وقد أوحى إليها الله -سبحانه وتعالى- أن تهز جذع النخلة وأن تأكل من حبات الرطب النازلة؛ وهزت السيدة مريم جذع النخلة بالفعل وتساقطت عليها حبات الرطب، وقد ولد رسول الله عيسى -عليه السلام- في المكان الذي يعرف اليوم باسم بيت لحم، وهو جزء من الأرض المقدسة في فلسطين.
التكلم في المهد
حملت السيدة العذراء ابنها المبارك وعادت به إلى قومها، فتعجب الناس من هذا الابن، وبدأوا باتهامها بأنها لمست رجلاً غريباً عنها، إلا أن الله -تعالى- أنطق رسوله وهو في المهد وتكلم بكلام عجيب فأسكت كل من سمع صوته.
قال تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا* وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا* وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا* وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا).
رسالته ومعجزاته
عندما كبر المسيح أرسله الله -تعالى- برسالة التوحيد، وأنزل عليه كتابه الإنجيل، وبدأ رسول الله المسيح بالسير في الأرض ودعوة الناس، وقد آمن له ولدعوته الكريمة الحواريون الذين تربوا على يديه الشريفتين وتعلموا منه، وسمعوا كلامه الحكيم.
وقد أيده الله تبارك وتعالى- بمعجزات عديدة منها المعجزات الآتية:
- إحياء الموتى.
- شفاء الأبرص.
- النفخ في هيئة الطير المصنوع من الطين ليصير طيراً حقيقياً، وكل هذه المعجزات كانت تحدث بإذن من الله تعالى.
رفعه إلى السماء
في نهاية رحلة عيسى -عليه السلام- تآمر اليهود عليه خشية أن يفتن الناس ويتبعوه بسبب معجزاته، وهموا بقتله وصلبه للتخلص منه، ولكن الله -تبارك وتعالى- رفعه إليه ونجَّاه من مكرهم وكيدهم.
وقد أشار القرآن الكريم إلى النهاية بقوله تعالى: (وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبّهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً).