قصة سعد بن ابي وقاص
قصة إسلام سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قد رأى في منامه أنَّه يغرق في بحرٍ، وبينما كان يحاول النَّجاة بنفسه من الغَرَق، فإذ به يرى قمرًا، فيحاول سعد -رضي الله عنه- الَّلحاق به، وبالفعل لحق به، وإذ به يرى أنَّ أبا بكرٍ الصدِّيق وعلي بن أبي طالب و زيد بن حارثة -رضي الله عنهم- قد سبقوه إلى هذا القمر.
وفي صباح اليوم التالي، سمع أنَّ محمداً -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى دينٍ جديدٍ، فعلم بأنَّ تأويل رؤياه هو الدُّخول في دين الحقِّ، فكان -رضي الله عنه- من السَّابقين إلى الإسلام، وذهب إليه وهو -صلى الله عليه وسلم- في شعب جياد، وأعلن إسلامه هناك، وقيل إنَّه كان رابع من دخل الإسلام، وقيل كان سابع من دخل في الإسلام والله أعلم.
قصة هجرة سعد بن أبي وقاص إلى المدينة
كان الصَّحابيُّ الجليل سعد من أوائل من هاجر إلى المدينة المنوَّرة، فقد وصل -رضي الله عنه- إلى المدينة المنوَّرة قبل وصول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها، وكان قد هاجر مع الصَّحابيَّين الجليلين عمار بن ياسر وبلال بن رباح -رضي الله عنهما-، وقد هاجروا بعد هجرة مصعب بن عمير وعبدالله بن أمِّ مكتوم -رضي الله عنهما-.
وعندما وصل المدينة المنوَّرة كان -رضي الله عنه- قد أقام في بيت أخيه، وهو عتبة بن أبي وقَّاص، وكان له بيتٌ في المدينة المنورة، وعندما وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة آخى بين الصَّحابيَّين سعد بن أبي وقاص ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما-.
قصة شجاعة سعد بن أبي وقاص
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أوَّل من رمى سهمًا في الإسلام، وفي هذ خير دليلٍ على شجاعته، وفيما يأتي مواقف من شجاعته في الإسلام:
- كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أحد فرسان قريش الذين يقومون بحماية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حروبه.
- كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد وضع سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- لقتال فارس، فكان فتح بلاد فارس على يدي سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه-، وكذلك فتح القادسيَّة.
قصة اعتزال سعد بن أبي وقاص للفتن
كان سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- قد روى حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشأن فتنةٍ ستحصل بعد موت النبيّ الكريم، فقد قال سعد بن أبي وقاص عند فتنة مقتل عثمان: أشهد أنِّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنها ستكونُ فتنةً القاعدُ فيها خيرٌ من القائمِ والقائمُ خيرٌ من الماشي، والماشي خيرٌ من الساعي. قال: أفرأيتَ إن دخلَ عليّ بيتِي وبسط يدهُ إلي ليَقْتُلَنِي، قال: كنْ كابن آدمَ).
وكان الصَّحابي الجليل سعد بن أبي وقَّاص ممَّن التزم بيته في الفتنة، وقد جاءَهُ ابنُهُ عامر فقال له الصحابيّ الجليل سعد: (أي بنيَّ أفي الفتنةِ تأمرني أن أكون رأسًا، لا واللهِ حتى أُعْطَى سيفًا إن ضربتُ بهِ مؤمنًا نَبَا عنهُ وإن ضربتُ بهِ كافرًا قتلَهُ، سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحِبُّ الغَنِيَّ الخفِيَّ التَّقِيَّ).
وعندما وصل له -رضي الله عنه- ما كان في وقعة صفِّين وتحكيم النَّاس لأبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- رفض الذَّهاب وفضَّل الانعزال، على الرَّغم من أنَّ سعد بن أبي وقَّاص -رضي الله عنه- كان واحدًا من الصَّحابة السِّتة الذين تمّ تعيينهم من أصحاب الشُّورى.