قصة بعنوان حب الأوطان من الإيمان
حبُ الوطن غريزة
حب الوطن هو غريزة بقلب كل إنسان، والوطن ليس مجرد مكان، إنه أمان واطمئنان، ترعرعَ الإنسان على ترابه وكَبُرَ بجانب عَلَمِهِ الثابت، فكم من قلوبٍ تمكَّنَ ورسخَ فيها عشق الأوطان منذ الصغر، فباتت تحمل بين جنباتها حبًا لا ينتهي وعشقًا لا يذوي مهما طال البعاد، ينبتُ الأفراد في أوطانهم كما الزهرة التي لا يمكن لها أن تُقْطَفْ، وكما الطفل الصغير الذي رَبِيَ يلثم صدر والدته ليشرب الحليب كما يََشربُ العاشقُ رحيق الزهرة التي أهدته إياها حبيبته.
في البُعد عن الوطن مستقبلٌ.. وضياع
في يومٍ من الأيام جلست أمام الشاطئ أتأمل موجه الهادئ وأسراب الطيور ولحن العصافير والعلم يرفرف عاليًا؛ لكي أودع وطني لأنني مساء هذا اليوم سوف أسافر لأبحث عن عملٍ اضمن به مستقبلي، وها قد حان موعد الذهاب ومغادرة هذا الوطن الخلاب.
صباح الخير يا قلبي، يومٌ جديد، بلدٌ جديد، أناسٌ أغراب وسوف تبدأ المغامرة والكفاح لكي أنال مبتغاي، أحاول ولا أعرف أين بالتحديد سوف يكون منتهاي، استأجرت منزلًا صغيرًا، لكن أجمل ما يوجد به تلك الشرفة المطلة على بحر جميل لكنه ليس ك جمال بحر وطني ورائحته ليست مثل رائحة الوطن.
كنت أستمتع بالنظر من تلك الشرفة؛ لأنه كان يذكرني بوطني ويساعدني قليلاً على تخطي شعور الغربة القاتل ، كان لدي جارة لطيفة كبيرة بالسن وعندما تخبز الفطائر أتذكر صباح الجمعة عندما كنت أستيقظ وسط أهلي ونتناول فطورنا ونتحدث عن أمورنا وكيف كان الأسبوع الذي مررنا به، وأكابر على نفسي.
أقول إنني لا أحن ولكن الشوق مزق أضلعي، ولكن من شدة إيماني بالله أعلم أنه سوف ييسر حالي ويسهل أمري لكي أعود إلى وطني الغالي الذي لطالما حلمتُ بالعودة إليه بلا تردد، وبعد أن جاء اليوم الذي وجدت فيه عملًا براتبٍ جيد وساعاتٍ مناسبة لطاقتي، باشرت عملي وكلي أملٌ بالقادم، ولكن بدأ صراعٌ يشتعل في عقلي.
شعرت أن أول يوم كان سهلًا وسلسًا للغاية، أما اليوم الثاني فكان قليل اللطافة وقاسيًا إلى حد ما، أصبح أُناس أغراب يدخلون إلى المحل ويخرجون منه ولم أستطع التعامل معهم فهمهم ليسوا ك أبناء بلدي ، ولكنني حاولت أن أتأقلم وأتأقلم ولكنني لم أستطع؛ ظننت أن الغربة قد تكون نجاة لكنها لم تكن إلا غرق.
الوطن هو الأمان والاطمئنان
وأخيرًا وبعد تفكير عميق ها أنا على عتبة المطار سوف أُحلِّق عاليًا عائدً إلى وطني، إلى أرضي، إلى حضن أمي، وسوف أسعى جاهدًا وأُنشئَ عملي بيدي، وأُنظِّم أحلامي وأهدافي في وطني وبجانب أحبتي، وأوجه رسالةً إلى كل من يعتقد أن الغربة حل والبعد عن الوطن سوف يكون سهلًا وأقول له: لا يا صديقي أعد التفكير جيدًا لأنك عندما تؤمن بالوطن سوف تجد أن وطنك هو منزلك الأساسي هو أمانك واطمئنانك.