قصة الراهب بحيرى مع الرسول قبل البعثة
خروج النبي إلى التجارة مع عمه
سافر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمه أبي طالب إلى الشام وكان عمره اثنا عشر سنة للتجارة، حيث أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدرس شؤون التجارة التي يمارسها كبار تجار مكة، وافق عمه على خروجه مع القافلة من شدة رغبته وإصراره على ذلك، وفي السفر رآه الراهب بحيرى وهو راهب نصراني، وقيل أنه حبر من أحبار يهود تيماء.
ما لاحظه الراهب بحيرة أثناء مسير النبي
نزل أبو طالب والنبي -صلى الله عليه وسلم- في بصرى، وكانت بالقرب من الراهب بحيرى، فدعاهم إلى صومعته، ولم يكن يدعوهم إليها من قبل عندما كانوا يمرون عليه، وسبب ذلك هو الغمامة التي ظللت النبي -صلى الله عليه وسلم- طول الطريق لتحميه من الحر، وهذه معجزة من الله -تعالى-.
فأخذ بحيرى يتأمل النبي -صلى الله عليه وسلم- وينظر إلى بعض الأجزاء من جسده، ويلاحظ صفات كان يجدها في كتب عنده، وبعد ما تناولوا الطعام قام بحيرى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسأله عن بعض الأمور فكانت إجابتها متوافقة مع ما عنده، وأخذ ينظر إلى بين عينيه، ثم كشف على ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأى خاتم النبوة، وكان كما وصف عنده، فقبّل موضع خاتم النبوة.
حديث الراهب مع عم النبي
أخبر بحيرى عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا طالب بنبوته، وقال: هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، وأخبره أنه حينما جاءوا من العقبة لم يبقَ شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا، وهذا الشيء لا يحدث إلا مع نبي، وأنه قد عرفه من خاتم النبوة، وهذا موجود في كتابه، وقد طلب من أبي طالب إرجاعه إلى مكة خوفاً عليه من اليهود.
رجوع النبي وعمه إلى مكة
رجع أبو طالب بالنبي -صلى الله عليه وسلم- سريعاً إلى مكة بعدما ناشده الراهب بحيرى بإرجاع محمد -صلى الله عليه وسلم-، خوفاً عليه من الروم الذين أقبلوا إلى بحيرى يسألون عن النبي الذي سيخرج في ذلك الشهر.
خلاصة المقال: بعد أن خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمه للتجارة التقوا بالراهب بحيرى، وقد لاحظ أنه ليس إنساناً عادياً من خلال الغيمة التي ظللته طول الطريق، فتفحصه فوجد عنده علامات النبوة المذكورة في كتبه، وكان دليله القاطع هو خاتم النبوة، فأخبر عمه بما رأى وطلب منه رده إلى مكة، فخاف عليه عمه وأعادة إلى مكة سريعاً.