قصة الأميرة أريل
الأميرة أريل ابنة ملك البحار الشجاعة
في قديم الزمان، كان هناك في مكان ما تحت المحيط، قصر اسمه قصر الزمرد لأحد ملوك البحار الخمسة، وكان الملك يتصف بالعدل والكرم والتواضع ونشر المحبة بين كل الناس، وكان يحبه الناس كلهم إلا ساحرة شريرة تُسمى: أرسولا، وكان لديه ست بنات أميرات حوريات جميلات.
وكانت أكثرهن شبهًا بوالدها، الابنة الصغيرة، التي كانت تُدعى أريل، وقد كان كل من حولها يحبها؛ لجمال صوتها الذي كانت تسحر به جميع الكائنات البحرية، عند سماعهم لصوتها الجميل، كما كان لها صفات مميزة، تجعلها أكثر حوريات البحر جمالًا.
حالة من الحزن تشعر بها أريل لأنها حورية وليست إنسانة
كان للأميرة أريل جدة طيبة وحكيمة، وكانت تحكي لها أجمل القصص القصيرة عن عالم الأرض، وما يوجد به من بشر وأشجار وزهور وقمر، فصارت أريل تذهب بعيدًا بخيالها، وكانت تتمنى أن ترى كل ما حكت عنه جدتها، وأصبحت تذهب إلى الشاطئ، من وقت لآخر لترى ما عليه.
إلا أنها لم تتمكن من فعل أكثر من هذا، لأنها حورية وبذيل سمكة، وتمنت من قلبها أن تصبح إنسانه، وقررت أريل: أن تطلب من والدها أن يسمح لها بالعيش على الأرض، مدة من الزمن بذيل الحورية، ورفض الملك ذلك وبعد إقناع أرل، وعدها أنْ يحقق هذا لها، في عيد ميلادها الثامن عشر.
وهنا فرحت أريل جدًا وباتت تعد الأيام بشوق، لتصل ليوم ميلادها، وينفذ والدها ما وعدها به.
مغادرة الأميرة أريل البحر
لم تفكر أريل بكلام والدها الملك، وتنبيهه لها، من مخاطر الأرض عليها، وبقدوم الفجر خرجت أريل للشاطئ؛ لتذهب إلى اليابسة، ورأت نور الشمس لأول مرة يتسلل إلى الأرض؛ ليعلن للأرض أن النهار قد أتى، وبعد صبر وشوق أتى يوم ميلاد أريل؛ لأنها ستذهب إلى الأرض؛ لترى البشر والقمر والنجوم عن قرب.
وفي أثناء الحفل الجميل الذي أقامه والدها، طلبت منه أريل أن ينفذ وعده لها، وفعلًا أخبرها والدها أنها تستطيع الذهاب إلى الشاطئ، وحذّرها من الحياة على الأرض فمهما كانت الحياة جميلة فهي خطيرة، وأنه يجب أن تعود لحياتها في المحيط؛ لأنها حورية وليست بشر.
لقاء الأميرة أريل بالأمير
رأت أريل قاربًا كبيرًا في البحر وبه مجموعة من الصيادين، ومعهم شاب وسيم يبدو عليه الثراء، وكانوا يغنون بسرور، وذهبت إلى القارب ببطء؛ لكي لا يرها أحد، ولكن حدث أمر لم يكن بالحسبان، فقد قامت عاصفة قوية جدًا بتحطيم القارب، وكل من عليه يتعرض للغرق، وكانت أريل مصدومة مما تراه.
وانتبهت إلى الشاب بين الأمواج الآتية، يُصارع الموت، فذهبت؛ لتنقذه من الغرق، وأخذته إلى اليابسة وحاولت إسعافه ودعت الله أن ينقذ حياته، وبعد فترة استعاد الشاب بالتدريج وعندما أحست أريل بهذا، ذهب للبحر بسرعة فهي ما زالت حورية، وهكذا أنقذت الشاب من الموت.
وبعد أن استعاد وعيه تذكر الصوت الجميل الذي سمعه يناجي ربّه؛ لينقذه وتساءل أين صاحبة هذا الصوت؟ وشعرت أريل بالإعجاب نحو هذا الشاب، ولكن كيف لها أن تقابله مرة أخرى، وهي حورية ولها ذيل سمكة، وصارت تفكر في طريقة تمكنها من أن تصبح بشرًا مثل الشاب.
وبقي الشاب يبحث عنها لأيام، وقد كان هذا الشاب: ابن ملك البلاد الوحيد، وأمر الحراس بالبحث معه عنها في كل مكان، لكن دون جدوى.
تضحيات الأميرة أريل لتتحول إلى إنسانة
بعد تفكير طويل للأميرة أريل، قررت الذهاب للساحرة أرسولا، فربما تستطيع أن تفعل شيئًا يجعلها ترى الشاب مجددًا، وذهبت للساحرة ورحبت بها ترحيبًا شديدًا؛ لأنها فرصتها لتسلب منها صوتها الجميل، وكان هذا هو شرطها الوحيد؛ لتحولها إلى إنسانة تعيش على الأرض، وافقت أريل على شرط الساحرة، وحولتها الساحرة لإنسانة بلا ذيل.
أخذت صوتها الجميل، وما أن وصلت الشاطئ، حتى قابلت الشاب الذي تبحث عنه وفرحت جدًا، وعندما شاهدها لفتت انتباهه بجمالها وهدوء نفسها، وحاول التحدث معها لكنها لم تجبه؛ لأنها فقدت صوتها من أجله، وقرر الشاب أن يأخذها لقصره، إلى أن يعرف من هي، وبمرور الوقت أحبها وقرر أن يتزوجها.
صراع الأميرة أريل والأميرة مع الساحرة الشريرة
علمت الساحرة أرسولا بالخير وغضبت جدًا، فقد كان هدفها أن تتخلّص منها وليس مساعدتها على الزواج من الأمير ابن الملك، وهنا جاءت الخطة الشريرة لرأس الساحرة الخبيثة، والخطة هي: أن تأخذ الساحرة صوت أريل وشكلها؛ لتخدع الأمير ليتزوجها هي بدلاً من أريل، وقررت سجن أريل في مكان تحت المحيط، ووجدت أريل نفسها في سجن بالمحيط فجأةً.
وقد استرجعت ذيلها وصوتها، وشعرت أريل بالحزن وبدأت بالبكاء، وظلت تبكي وتطلب من الله تعالى أن ينقذها، وأن يسمع والدها صوتها ويأتي لإنقاذها من هذا السجن ولم يلبث الخبر أن وصل للملك: أن أريل مسجونة لدى الساحرة أرسولا، وأمر الحراس باقتحام هذا السجن بأسرع، وقت، وتحرير أريل على الفور.
وعندما قابل الملك ابنته احتضانها وأخبرته بكل القصة، فذهب مع الجنود بسرعة إلى قصر الأمير؛ ليعلمه بالحقيقة كلّها، وقرر الأمير حبس الساحرة عندما علم بالأمر، وطلب يد الأميرة أريل؛ للزواج بعد أن اتفقوا أن تتحول هي، لبشر مدّة أسبوعين، وهو يتحول لكائن بحري لأسبوعين، وبهذا عمّ المحيط فرح كبير، وتحولت البلدة، لبلدة لا تنتهي فيها الأفراح، وانتهى الشرّ.
وختامًا يمكن لنا أن نستفيد من قصة الأميرة أريل حورية البحر أنّ: التحلي بالصفات الحيدة، هو الذي يجعل الشخص محبوبًا بين الناس، كما أن الرضا عن الحياة، يجعل الإنسان لا يقع بمشاكل أو خطر، وأن علينا التوجّه بالدعاء لله بقلب نقي، عند مواجهة أي مشكلة، وأنه من الضروري :الاستماع لرأي من هو أكبر منّا، سنًا وأكثر خبرة.