قصة ابو ايوب الانصاري
قصة أبو أيوب الأنصاري مع الرسول عند وصوله مهاجرًا
عندما هاجر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة كان أهل المدينة ينتظرونه مُتأملين رؤيته واستضافته في بيوتهم، وقد حظي أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- بشرف استضافة رسول الله، وقد رُوي بأثر ضعيف أن ناقة رسول الله بركت عند باب بيت أبي أيوب: (قال أهلُ المدينةِ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ادخُلِ المدينةَ راشدًا مَهديًّا، فدخَلَها، وخرَجَ النَّاسُ يَنظُرونَ إليه، كلمَّا مَرَّ على قَومٍ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، هاهُنا، فقال: دَعُوها؛ فإنَّها مَأمورةٌ -يَعني النَّاقةَ-، حتى برَكَتْ على بابِ أبي أيُّوبَ).
وكان منزله يتكون من طابقين، وقد حرص أبو أيوب أن يمكث النبي في الطابق العلوي، ولكن رفض رسول الله ذلك؛ لكثرة زواره واجتماع المسلمين عنده، و قد كان أبو أيوب مِضيافاً كريماً ، وكان لا يأكل إلا عندما ينتهي رسول الله، وكان يتحرى موضع أصابعه فيأكل من حيث أكل رسول الله.
وفي يوم من الأيام انكسرت جرة ماء وخاف أبو أيوب وزوجته أن يصل الماء لرسول الله؛ فأسرعا وأحضرا لحافهما ولم يكن عندهما غيره وجففوا ما وقع من الماء؛ حتى لا يصل لرسول الله، وقد أصر أبو أيوب بعد ما حدث على صعود رسول الله للطابق الثاني احتراماً وتأدباً معه، وقد ثبتت صحة قصة أبو أيوب الأنصاري مع الرسول في استضافته له، فعن أبي أيوب: (أنَّ نبيَّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- نَزَلَ في بيتِنا الأسفَلِ، وكُنتُ في الغُرْفةِ، فأُهريقَ ماءٌ في الغُرْفةِ، فقُمتُ أنا وأُمُّ أيُّوبَ بقَطيفةٍ لنا نَتَّبِعُ الماءَ؛ شَفَقةَ أنْ يَخلُصَ الماءُ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-).
قصة حراسة أبو أيوب الأنصاري للرسول
بعد انتصار المسلمون في غزوة خيبر تزوّج النبيّ من صفية بنت حُيي بعد أن أسلمت؛ إذ كانت صفية من ضمن جواري السبي، وكانت من عِلية قومها ومن أسيادهم، وقد أُعطيت لدحية الكلبي أولاً إلا أن رجلاً رآها أنسب لرسول الله؛ لمكانتها وعلو شأنها، وقد قبلها النبي وخيّرها إما أن تُسلم وتصبح زوجته أو تبقى على دينها، فشرح الله صدرها للإسلام وأسلمت؛ فأعتقها رسول الله وتزوّجها.
وقد سهر أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- عند خيمة رسول الله يحرسه في ليلة زواجه من صفية -رضي الله عنها-، ولما جاء الصباح سأله النبي -عليه السلام- عن ذلك، فأجاب أبو أيوب أنه خاف عليه من صفية؛ لأنها حديثة عهد بالإسلام، وقد قُتل لها في غزوة خيبر زوجها، وأباها، وقومها.
قصة أبو أيوب الأنصاري في حادثة الإفك
كان موقف أبو أيوب الأنصاري وزوجته من حادثة الإفك التي اتُهمت فيها أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مختلفاً عن كثير من الناس، فقد كان مُحسناً الظن بأهل رسول الله.
إذ قال لإمرأته: "يا أم أيوب أرأيت لو كنت مكان عائشة أيمكن أن تفعلي ما رميت به عائشة رضي الله عنها؟" فردت عليه زوجته: "قالت لا والله"، فأخبرها بأن عائشة خير منها ومن نساء العالمين، وقد ورد أن قوله -تعالى-: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـذَا سُبْحَانَكَ هَـذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)، فقد نزلت هذه الآية بأبي أيوب وزوجته لعدم خوضهما بما قاله المنافقون واعتبراه بهتان عظيم بحق عائشة أم المؤمنين.
قصة وفاة أبو أيوب الأنصاري
تعددت المواقف المشرقة في حياة الصحابي أبو أيوب الأنصاري حتى استشهاده، فقد خرج -رضي الله عنه- مع الجيش بقيادة يزيد بن معاوية وكان معهم الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن العباس، وغيرهم من المسلمين قاصدين عاصمة الإمبراطورية الرومانية.
وما أن وصلت كتائب المسلمين أسوار القسطنطينية، فإذا به -رضي الله عنه- يتجه بفرسه ببسالة وشجاعة على كتائب الروم يُشتتها والكل مذهول بما يصنع، ولما أحس بدنو أجله وصّى القائد يزيد بن معاوية بدفنه عند أسوار القسطنطينية، وعلى الرغم من أنّه قد بلغ الثمانين من العمر إلا أنه امتثل لأمر الله ولبّى نداء الجهاد؛ مُقتدياً بنهج النبي -عليه السلام- بنشر دين التوحيد والجهاد في سبيل الله -تعالى-.
قصة دفن أبو أيوب الأنصاري
توفيَّ أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- لما خرج مع جيش يزيد بن معاوية الى أرض الروم وكان قد طلب من قائد الجيش يزيد أن يُحمل جثمانه على فرسه، ويمشي به على أرض العدو قدر الإمكان، وأن يُدفن في أرضهم، وأن تمر كتائب المسلمين من فوقه حتى يسمع وقعهم ويعلم أنهم قد انتصروا، وقد نفّذ يزيد بن معاوية وصيته؛ فدُفن أبو أيوب -رضي الله عنه- قرب أسوار القسطنطينية وهي إسطنبول حالياً، وفيها يوجد قبر أبو أيوب الأنصاري.