قصة ابن الهيثم للأطفال
بداية الحسن بن الهيثم
يعدُّ الحسن بن الهيثم واحدًا من أشهر وأهم العلماء في التاريخ الإسلامي على مرِّ العصور، ويختلف المؤرخون في أصوله فيما إذا كانت عربية أو فارسية، إلا أنَّه يظلُّ رغم ذلك الخلاف من أهم العلماء المسلمين في التاريخ لأنَّه يعدُّ مؤسس علم البصريات والمناظير، إضافة إلى إسهاماته المهمة في الرياضيات، والفيزياء، وعلم الفلك، والهندسة، والفلسفة وطب العيون.
ولدَ ابن الهيثم في مدينة البصرة في العراق عام 965م تقريبًا في العصر العباسي، وكانت تلك الفترة فترة ازدهار كبير في الدولة الإسلامية في مختلف المجالات، وبدأ ابن الهيثم بطلب العلم منذ صغره، وكان في البداية يتلقى العلوم الشرعية، ولكنَّه اهتمَّ بدراسة العلوم الأخرى عندما كبر، وصبَّ جلَّ اهتمامه على كتب أرسطو وما تحتويه من علوم قيمة.
السفر إلى مصر
اشتهر ابن الهيثم بعد ذلك في جميع أنحاء الدولة الإسلامية، وقد قال ذات مرة أنَّ لديه طريقة لتنظيم الماء في نهر النيل في مصر كي يستفيد منها الناس بشكل جيد، فاستدعاه الحاكم بأمر الله الخليفة الفاطمي.
واقتصرت رحلات ابن الهيثم على مصر فقط، وعندما وصل إليها زار مدينة أسوان وأجرى العديد من الدراسات، اضطر بسببها لقياس مياه نهر النيل، وتبيَّن له أنَّ أفكاره حول تنظيم المياه في النهر غير قابلة للتطبيق العملي في ذلك الوقت، فرجع ابن الهيثم إلى القاهرة وأخبر الخليفة الفاطمي بأنَّ أفكاره لا يمكن تطبيقها، عند ذلك عيَّنه الخليفة في إحدى الوظائف الإدارية في الدولة الفاطمية ، فقبل ذلك رهبة لا رغبة، وتولّاها وظلّ يخشى من الخليفة الفاطمي أن يقتله لأنه لم يتمكن من تنظيم مياه نهر النيل، وذلك لما عُرف عن الخليفة من شدّة وقسوة، فادَّعى الجنون وعزل نفسه في منزله إلى أن توفي الخليفة في عام 1021م، وقيل بل هرب إلى دمشق، لكنَّ معظم كتب التاريخ تشير إلى أنه بقي في القاهرة بقية حياته.
ابن الهيثم وكتاب المناظر
اعتزل ابن الهيثم الناس عشر سنوات تقريبًا مدعيًا الجنون، وفي تلك الفترة انشغل بالبحث والدراسة والتأليف، وألف كتابه الشهير باسم المناظر، وهو أهم أعمال ابن الهيثم إذ وضع فيه القواعد والأساسات الفيزيائية لعلم البصريات الحديث.
وقد غيرت ذلك الكتاب أفكار الناس بشكل جذري عن الطريقة التي ترى بها عيون البشر الضوء، ويتألف الكتاب من 7 أجزاء، وكل جزء يحتوي على فصول عدة.
وفاة ابن الهيثم
ترك ابن الهيثم نحو 200 كتاب في معظم العلوم منها: كتاب الجامع في أصول الحساب، وكتاب رؤية الكواكب، وكتاب شكوك على بطليموس، وكتاب ميزات الحكمة، وكتاب شرح أصول إقليدس وغيرها، فلم تقتصر دراساته على المناظر والبصريات.
فمن إسهامات ابن الهيثم في الرياضيات أنه وضع أسس القطع المخروطي ونظرية الأعداد، وربط بين الهندسة وعلم الجبر ، ويعدُّ أول من وضع أسس البحث العلمي الحديث، توفي في القاهرة في عام 1040م عن عمر يناهز 75 عامًا تقريبًا.