قصة إسلام أبو هريرة
قصة إسلام أبو هريرة
أَسْلمَ أبو هريرة -رضي الله عنه- على يد الطُّفيل بن عمرو الدُّوسي؛ حيث كانَ رجُلًا معْروفًا بشرفه وكرمه، وكان من سادةِ اليمن، فلمّا قدِمَ مكَّةَ بعد نُبوَّةِ محمد -صلى الله عليه وسلم- أرادت قُريش صدَّهُ عنِ الإِسلام، لكنَّه عندما سمع رسول الله -عليه الصّلاة والسلام- يُصَلِّي في الكعبة أُعجِبَ به.
وأبَى الله إلاَّ أنْ يفتحَ قلبه للإيمان، وذهب مع الرسول الكريم إلى داره فعرض عليه الإسلام، وتلا عليه القرآن، فشعر بحلاوة الإيمان وأسلم، ورجع إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام؛ فكان أبو هريرة من الذين أسلموا معه والتحقوا بالرَّسول -عليه الصَّلاة والسّلام-.
وهكذا يكونُ أبو هريرة قدْ أسلمَ وهو بأرض قومه على يد الطّفيل بن عمرو، وكان ذلك قبل الهجرة النبوية، وأما هجرته من اليمن إلى المدينة فقد كانت في ليالي فتح خيبر، ورواية أبي هريرة لهجرته توكِّدُ قِدَم إسلامه.
تاريخ إسلام أبو هريرة
أسلمَ أبو هريرة في عامَ خيبر ؛ ي في السنة السادسة للهجرة، وشهدها مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم لزمه رغبةً في طلبِ الْعلم، وكانت يدُهُ مع يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان يدور معه حيثما دار.
التعريف بأبي هريرة
اسمه
أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخرٍ الدُّوسي، وأمُّه: ميمونة بنت صبيح، وقد كان يسمى عبد شمس بن صخر، فسمّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن بن صخر، ويُكَنَّى بأبي هريرة لأنه كان يحمل هرَّةً صغيرة.
ملازمته للنبي عليه الصلاة والسلام
"صحب أبو هريرة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أربع سنوات، وسمع منه كثيرًا، وشاهد دقائق السنة، ووعى تطبيق الشريعة، وعرف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- منزلته، فأرسله رسول الله مع العلاء الحضرمي إلى البحرين، فكان مؤذناً وإمامًا، وكان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يتأخر في إجابته عما يسأل لِما عُرف من حرصه على طلب العلم".
روايته للأحاديث ووفاته
أبو هريرة من أكثَرِ الصَّحابة حديثًا عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على الرَّغم من تأخُّر مصاحبته له، فله في الصحيحين فقط؛ ثلاثمئة وخمسة وعشرون حَدِيثًا، وهذا لا يُستغرب بعد معرفة ملازمته لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
إضافةً إلى جُرأَتَه في السؤال، وحُبّه للعلم، ومذاكرته لحديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في كل فرصة تسنح له، وقد تُوُفّيَ أبو هريرة بالمدينة، ويُقال: بالعقيق، سنة سبع وخمسين، وقيل سنة تسع وخمسين، في آخر خلافة معاوية وله ثمان وسبعون سنة -رحمه الله-.