قصة إسلام أبو سفيان بن حرب
أبو سفيان بن حرب
أبو سفيان هو: صخر بن حرب القرشيّ الأمويّ، وُلد قبل عام الفيل بعشر سنواتٍ، أسلم عام الفتح وحسن إسلامه بعد ذلك، شهد غزواتٍ ومعارك عديدةٍ مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وفَقَدَ بصره في سبيل الله، توفي سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة اثنين وثلاثين وقيل غيره.
قصة إسلام أبي سفيان بن حرب
يُذكر في قصة إسلام أبي سفيان بن حرب -رضي الله عنه- أنّه لمّا خالفت قريش صلح الحديبية وقتلت خلقاً كثيراً من بني خزاعة الذين تحالفوا مع المسلمين، وكان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد نزل بجيشه يوم فتح مكة ، ذهب العباس حتى يجد أحداً ليستأمن الرسول قبل أن يدخل مكة بالقوة فيُغير على قريش فلا يُبقي منهم أحداً، فلَقِي العبّاس أبو سفيان وهو سيد قريش في طريقه فأخذه معه ليستأمن رسول الله فلمّا كان عند النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- دخل عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- عنده وأراد ضرب عنقه، إلّا أنّ ابن العباس كان قد آجره، فجلس أبو سفيان مع العباس إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فعرض عليه النبيّ الإسلام، فقال له: "ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلّا الله"، فأجابه أبو سفيان بأنّه لو كانت لهم آلهةٌ أخرى كاللات والعزى لدافعت عنهم، ثمّ انتقل معه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لأمرٍ أصعب عندهم من قضية الإيمان، ذلك أنّ قريشا كانت تؤمن بالله إلّا أنّها كانت تشرك معه آلهة أخرى وهي قضية الاعتراف ب نبوّة النبيّ -عليه السلام-، ولم يكن أبو سفيان معترفاً بنبوّة محمدٍ ولا مقتنعاً بالإسلام إلى آخر لحظةٍ، حتى قال له العبّاس أسلم يا أبا سفيان قبل أن تُضرب عنقك، فلمّا أصرّ عليه العبّاس أدرك أبو سفيان خطورة الموقف من خوفه على نفسه وعلى قريش من الهلاك فأسلم.
ما جعله النبي لأبي سفيان بعد إسلامه
كان أبو سفيان -رضي الله عنه- معروفاً بحبّ الفخر كثيراً، فلمّا أسلم سأل العبّاس -رضي الله عنه- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يجعل له شيئاً حتى يجبر انكساره ويرفع منزلته بين قومه بعدما رأى من نفسيته بعد إسلامه، فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمنٌ"، وأعطى الأمان لسائر أهل مكة شرط استسلامهم.
ملامح من شخصية أبي سفيان بن حرب
تميزت شخصيّة أبي سفيان -رضي الله عنه- بصفاتٍ تميّزه عن غيره ما جعله يستحق لقب سيد قريش وأحد زعمائها، من تلك الصفات:
- الذكاء والفِطنة والحكمة.
- شجاعته وإقدامه وقوته، كما في يوم حُنين حينما ثبت فيها ولم يفرّ من أرض المعركة.
- حبّ الفخر والزعامة، كما ظهر في قصة إسلامه يوم فتح مكة -التي سبق بيانها-.