قصائد الشعر
قصيدة شعرية في الغزل
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يُبصِر جفونك يعشق
أغرَّك مني أن حبك قاتلي
وأنّك مهما تأمري القلب يفعل
يهواك ما عشت القلب فإن أمت
يتبع صداي صداك في الأقبر
أنت النعيم لقلبي والعذاب له فما أمرّك
في قلبي وأحلاك وما عجبي موت
المحبين في الهوى ولكن بقاء العاشقين
عجيب لقد دبّ الهوى لك في فؤادي
دبيب دم الحياة إلى عروقي خليلي
فيما عشتما هل رأيتما قتيلاً بكى
من حب قاتله قبلي.
لو كان قلبي معي ما اخترت غيركم
ولا رضيت سواكم في الهوى بدلاً
فيا ليت هذا الحب يعشق مرة فيعلم
ما يلقى المحب من الهجر عيناكِ
نازَلتا القلوب فكلها إما جريح
أو مصاب المقتل وإني لأهوى النوم
في غير حينه لعـل لـقـاء فـي المنام
يكون ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض
عاشق ولكن عزيز العاشقين ذليل
نقل فؤادك حيث شئت من الهـوى
ما الحب إلّا للحبيب الأول
قصيدة شعرية في الوصف
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدبِرٍ مَعًا
- كَجُلمودِ صَخرٍ حَطَّهُ السَيلُ مِن عَلِ
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِبدُ عَن حالِ مَتنِهِ
- كَما زَلَّتِ الصَفواءُ بِالمُتَنَزَّلِ
مِسَحٍّ إِذا ما السابِحاتُ عَلى الوَنى
- أَثَرنَ غُباراً بِالكَديدِ المُرَكَّلِ
عَلى العَقبِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اِهتِزامَهُ
- إِذا جاشَ فيهِ حَميُهُ غَليُ مِرجَلِ
يَطيرُ الغُلامَ الخِفُّ عَن صَهَواتِهِ
- وَيَلوي بِأَثوابِ العَنيفِ المُثَقَّلِ
دَريرٍ كَخُذروفِ الوَليدِ أَمَرَّهُ
- تَقَلُّبُ كَفَّيهِ بِخَيطٍ مُوَصَّلِ
لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ
- وَإِرخاءُ سِرحانٍ وَتَقريبُ تَتفُلِ
كَأَنَّ عَلى الكَتفَينِ مِنهُ إِذا اِنتَحى
- مَداكُ عَروسٍ أَو صَلايَةُ حَنظَلِ
وَباتَ عَلَيهِ سَرجُهُ وَلِجامُهُ
- وَباتَ بِعَيني قائِماً غَيرَ مُرسَلِ
فَعَنَّ لَنا سِربٌ كَأَنَّ نِعاجَهُ
- عَذارى دَوارٍ في مُلاءٍ مُذَيَّلِ.
قصيدة شعرية في المدح
لمَّا أَحِسُّ بِأَنَّ فِيْ أَرْضِيْ جَمَالْ
لَمَّا أَرَىْ أنَّ لَيْسَ فِيْ وَطَنِيْ لِمَمْقُوْتٍ مَجَالْ
وَأَرَىْ بَأَنَّ الْخَيْرَ قَدْ قَتلَ الأَفَاعِيْ وَالْصِّلاَلْ
وَأَرَىْ الْهِدَايَة فِيْهِ قَدْ حَفَرَتْ مَدَافِنَ لَلْضَّلاَلْ
لَمَّا أَرَىْ أَنَّ الْثَّعَالِب قَدْ رَجَعْن إِلَىْ الْدِّحَالْ
وَالْمُهْمَلاَتَ بِهِ تَخَافُ الْسَّحْقَ مِنْ وَطْءِ الْنِّعَالْ
قَنِعَتْ بَمَأوَهَا وَمَا عَادَت تَطِّلُّ مِنَ الْسِّلاَلْ
وَأرْى بِأَنَّ الْمَاقِتِيْنَ الْخَيْرِ قَدْ شَدُّوْا الْرِّحَالْ
وَالْقَادِمُوْن مِنَ الْرِّمَالِ إِلَيْهِ عَادُوْا لِلْرِّمَالْ
لَمَّا أَرىْ الأَفْوَاهَ قَدْ لَفَظَتْ بِهِ لُجَمَ الْبِغَالْ
وَأُوَاجُهُ الْكَلِمَاتَ لاَ تَجِدُ الْمَخَافَةَ أَنْ تُقَالْ
لَمَّا أُشَاهِدُ أَنَّ فِيْ وَطَنِيْ وَفِيْ أَرْضِيْ رِجَالْ
لَمَّا أَرَىْ وَطَنِيْ بِهِ يَعْلُوْ الْزَّئِيْرُ عَلَىْ الْسُّعَالْ
لَمَّا أَرَىْ الْرَّعَشَات زَالَتْ وَالْرُّجُوْلَةَ لاَ تَزَالْ
وَأَرَىْ بِهِ رُكَبَ الْفُحُوْلِ وَقَدْ نَشِطْنَ مِنَ الْعِقَالْ
وَأَرَىْ بِهِ الْسَّاحَاتَ زاخِرَةً بِقَامَاتٍ طِوَالْ
سَمِنَتْ حَمِيَّتُهَا وَفِيْهَا الْخُوْفُ مَاتَ مِنَ الْهُزَالْ
لَمَّا أَرَىْ كَلِمِيْ وَأَحْرُفَهَا تَطُوْلُ وَلاَ تُطَالْ
وَأرَىْ بَأَنَّ الْصِّدْقَ مَرْهُوْبُ الْجَوَانِبِ لاَ يُنَالْ
وَأَرَىْ بَأَنَّ الْحَقَّ يُؤْخَذُ دُوْنَ ذُلًّ أَوْ سُؤَالْ
لَمَّا أَحِسُّ بَأَنَّ فِيْ وَطَنِيْ رِجَالْ
لَمَّا أَرَىْ الإِنْسَانَ قُدْسَاً لاَ يُهَانُ ولاَ يُذَالْ
وَأَرَىْ كَرَامَتَهُ تَسِيْرُ بِلاَ سُقُوْطٍ وَابْتِذَالْ
سَيَتِيْهُ بِيْ حِسِّيْ وَأَعْلُوْ فَوْقَ أَجْنِحَةِ الْخَيَالْ
وَتَطَيْرُ بِيْ نَفْسِيْ وَتُنْزِلُنِيْ بِقِمَّاتِ الْجِبَالْ
لأَرَىْ عَلَىْ الْرَّحَبَاِتِ مَنْ دَمُهُمْ عَلَىْ الْرَّحَبَاتِ سَالْ
لأَرَىْ أَبِــيْ
وَأَرَىْ أَخِي
بَيْنَ الَّذِيْنَ تَسَرْبَلُوْا مَعَهُمْ سَرَابِيْلَ الْجَلاَلْ
وَأَتَوْا بِهَا فَوْقَ الْرُّؤُوْسْ
وَمَشَوْا بِهَا تَحْتَ الْشُّمُوْسْ
مَغْسُوْلَةً بِدَمٍ تَطَيْبُ مِنْهُ خَضْرَاءُ الْتِّلاَلْ
وَتَذُرُّهُ الْسَّنَوَاتُ عِطْرَاً فِيْ الْسَّنَابِلِ وَالْغِلاَلْ
لأَرَىْ بِهَا الْشُّهَدَاءَ مُتَّكِئِيْنَ فِيْ فَيْءِ الْضِّلاَلْ
يَتَأَمَّلُوْنَ رُفَاتَ طُغْيَانٍ تَدَثَّرَ بِالْزَّوَالْ
وَيَرُوْنَ مَا مِنْ أَجْلِهُ سَقَطُوْا بَأَشْدَاقِ الْنِّكَالْ
خَيْرَاً يَضُمُّ حَنَانُه قَلْبَ الْجُنُوبِ إِلَىْ الْشِّمَالْ
لَمَّا أَرَىْ هَذَا سَأَلْبَسْ كُلَّ أَجْنِحَةِ الْخَيَالْ
وَأَطِيْرُ مُرْتَفِعَاً وَأَنْزُلُ فَوْقَ هَامَاتِ الْجِبَالْ
لأَقُوْلَ شِعْرِيْ شِعْرُ وِجْدَانٍ كَأَرْوَعِ ما يقال
يَمْشِيْ عَلَىْ الْدُّنْيَا يَقُوْلُ بَأَنَّ فِىْ أَرْضِيْ جَمَالْ
وَيَقُوْلُ أَنِّيْ كَبِـــرتُ
وَأَنَّ فِيْ وَطَنِيْ رِجَالْ
قصيدة شعرية في الرثاء
كُل شيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ
- فَلا يُغَر بطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هي الأمُوْرُ كما شاهدْتُهَا دُولٌ
- مَنْ سَرهُ زمنٌ سَاءَتْهُ أزمانُ
وهذهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلى أحَدٍ
- ولاَ يدُوْمُ على حالٍ لهاَ شَانُ
يَا راكِبيْنَ عِتَاق الخَيْلِ ضامِرةً
- كأنها في مَجَالِ السَبْقِ عُقْبَانُ
أعِنْدَكُمْ نَبَأٌ مِنْ أهْلِ أنْدَلُسٍ
- فَقَدْ سَرَى بِحَدِيْثِ القَوْمِ رُكْبَانُ
كَمْ يَسْتَغِيْثُ بنَا المُسْتَضْعَفُوْنَ
- وَهُمْ قَتْلَى وَأسْرى فَمَا يَهْتَز إنْسَانُ
لمَا التقَاطُعُ فِي الإسْلام بَيْنَكُمُ
- وأنتُمْ يَا عِبادَ اللهِ إخْوَانُ
لمِثْل هَذا يَبْكِي القَلبُ مِنْ كَمَدٍ
- إنْ كَانْ فِي القَلْبِ إسْلامٌ وَإيْمَانُ
قصيدة شعرية في الهجاء
مَا في هَذهِ الدُّنيا كَرِيمُ
- تَزُولُ بِهِ عنِ القَلبِ الهُمومُ
أمَا في هَذهِ الدُّنيا مَكَانٌ
- يُسَرُّ بأهْلِهِ الجارُ المُقيمُ
تَشابَهتِ البَهائِمُ والعِبِدّى
- عَلينَا والمَوَالي وَالصَّميمُ
ومَا أدري إذَا داءٌ حَديثٌ
- أصَابَ النَّاسَ أمْ داءٌ قَديمُ
حَصَلتُ بأرْضِ مِصرَ على عَبيدٍ
- كَأنَّ الحُرَّ بَينَهُمُ يَتيمُ
كَأنَّ الأسْوَدَ اللابيّ فيهِمْ
- غُرَابٌ حَولَهُ رَخَمٌ وبُومُ
أخَذتُ بمَدْحِهِ فَرَأيْتُ لَهْواً
- مَقَالي لِلأُحَيْمِقِ يا حَليمُ
ولمَّا أنْ هَجَوْتُ رَأيْتُ عِيَّاً
- مَقَاليَ لابنِ آوَى يا لَئِيمُ
فَهَلْ مِنْ عاذِرٍ في ذا وَفي ذا
- فَمَدْفُوعٌ إلى السَّقَمِ السَّقيمُ
إذا أتَتِ الإسَاءَةُ مِنْ وَضِيعٍ
- وَلم ألُمِ المُسِيءَ فَمَنْ ألُومُ
قصيدة شعرية في الحكمة
جَلَستُ أُناجي روحَ أَحمَدَ في الدُجى
- وَلِلهَمِّ حَولي كَالظَلامِ سُدولُ
أُفَكِّرُ في الدُنيا وَأَبحَثُ في الوَرى
- وَعَينِيَ ما بَينَ النُجومِ تَجولُ
طَويلاً إِلى أَن نالَ مِن خاطِري الوَنى
- وَرانَ عَلى طَرفي الكَليلِ ذُبولُ
فَأَطرَقتُ أَمشي في سُطورِ كِتابِهِ
- بِطَرفي فَأَلفَيتُ السُطورَ تَقولُ
سِوى وَجَعِ الحُسّادِ دَوِ فَإِنَّهُ
- إِذا حَلَّ في قَلبٍ فَلَيسَ يَحولُ
فَلا تَطمَعنَ مِن حاسِدٍ في مَوَدَّةٍ
- وَإِن كُنتَ تُبديها لَهُ وَتُنيلُ
قصيدة شعرية في الاعتذار
سامحيني صغيرتي
فالحب لا أقوى عليه
فليس درباً من دروبي
ويوماً لم أسعى إليه
للحبِ أشياء غريبة
قد نصادف منها يوماً
قد تلاقي النفس لوماً
لكني دوماً
لن أقول بأنني يوماً أحب
فالحب ليس طريقتي
فسامحيني صغيرتي
اليوم أعرف أنكِ
تبغين شيئاً لا يجول بخاطري
فلتغفري
ذنباً لقلبٍ يحتضر
ولنختصر كل الطرق
ولتمنحيني دمعةً
إن قالوا ..
ماتت كل الدموع بمقلتي
وسامحيني صغيرتي ..
قصيدة شعرية في المدح
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
- وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
- وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
- وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
- نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
- وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
- وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
- فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
- وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
- وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
- عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
- وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
- مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
- وَذا الطَعنُ أساس لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
- فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
- سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
- ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ