كيف تكون صداقات ناجحة
كيفية تكوين صداقات ناجحة
يعد تكوين علاقات صداقة عادية في الحياة من الأمور غير الكافية، بل يجب أن يمتلك كل فرد أصدقاء حقيقيون ويبني معهم علاقات صداقة ناجحة وقويّة، ويمكن تحقيق ذلك باتباع الآتي:
الاهتمام
يُمكن تكوين علاقات صداقة قويّة من خلال الاهتمام بالآخرين، ويجب إظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكنوا من معرفة قيمتهم في قلوب أصدقائهم، ويجب الاستماع لهم بانتباه تام مع مراعاة كل ما يقولونه وكل ما هو مهم لهم ومحاولة فهمِهم، وهذا بالطبع سوف ينعكس على العلاقة كاملة، وبالتالي يُصبح الاهتمام مُتبادل وجزء أساسي فيها.
العطاء
يعد العطاء شيء مُهم جداً في العلاقات بشكل عام ويكون ضرورياً في علاقات الصداقة، وبدلاً من أن ينتظر الشخص ماذا يمكن أن يُقدّم له الأشخاص الآخرون وما يمنحوه له، عليه أن يبدأ هو في العطاء ويكون شخص مانح ومعطاء، ولا يُشترط منح الأمور المادية والملموسة والهدايا فقط، بل إنّ مفهوم العطاء واسع ويشمل الأمور المعنويّة والعاطفية مثل الابتسام في وجههم، والدُعاء لهم، ومجاملتهم بكلام لطيف، وتقديم الحُب لهم، وتشجيعهم ودعمِهم.
الإخلاص والوفاء
يُعدّ كلٍ من الإخلاص والوفاء من أهم الصفات التي يجب إيجادها في العلاقات، ولا يمكن اكتفاء الشخص بقول أنّه صديق وفي ومُخلص، بل يجب إثبات ذلك بالأفعال مثل عدم التكلّم بسوء عن الصديق من خلفه، وذكِر محاسِنه أمام الآخرين، والدِفاع عنه وحِفظ أسرارِه، والشعور معه بالسعادة في نجاحاته وإنجازاته، وإظهار الفخِر به بشكل دائِم.
الإيجابية
يُحب الأشخاص التواجُد بالقرب من الأصدقاء الذين يجعلونهم يشعرون بالتحسُّن ويرسمون الابتسامة على وجوههم ويستمتعون معهم، ولا يُفضّلون التواجد بالقُرب من الأشخاص كثيري التذمُر والتعيسين، وليس القصد هنا أنّه لا يجب مُساندة الأصدقاء في أوقاتهم العصيبة، بل أنّه يجب على الأشخاص التمتع بالإيجابية ليتمكنوا من الحصول على أصدقاء جيدين وتكوين صداقات ناجحة.
تخصيص الوقت
يمنح تخصيص الوقت شُعور الصديق بالتميّز والتقدير لدي أصدقائة، ويكون ذلك من خلال الخروج معاً بشكل دائم، والتواصل والتحدّث عن المستجدات التطورات التي طرأت على حياتهم، والقيام بالأنشطة العديدة معاً، وأيضاً الاحتفال معهم بمناسباتهم الخاصة مثل أعياد ميلادهم، أو عند حصولهم على عمل جديد، أو شراء سيارة جديدة، فتخصيص الأوقات المُميزة للأصدقاء سوف يؤدي لبناء صداقة ناجحة وقويّة وطويلة الأمد.
تقدير واحترام اختلافاتهم
يتميّز الأشخاص عن بعضِهم في اختلافِهم، فلا يوجد أشخاص مُتطابقين بشكل تام في هذه الحياة، وعلى الأصدقاء الجيدين معرفة ذلك، واحترام وتقدير الأمور المُختلفة الموجودة بأصدقائهم، والأشخاص يقدرون ويحبون التواجد مع الأصدقاء الذين يفهمون اختلافات بعضهم البعض، وقادرين أيضاً على الاندماج معاً بعيداً عن التصنّع وبذل المجهود لنيل إعجاب بعضهم.
التمسُّك بهم
يجب عدم السماح للخِلافات والنِزاعات أن تُنهي علاقة الأصدقاء المُحبين لبعضهم، فلا بد من وجود الاختلاف في بعض الآراء مما قد يؤدي إلى نقاشات حادّة، ويمكن أن يصدر من الشخص تصرّفات قد تُزعج صديقه، ولكن الأصدقاء الحقيقيين لا يسمحون لأي من هذه الصِراعات بأن تنهي صداقَتهم، ويعملون على حل المشاكِل فيما بينهم والتمسّك ببعضِهم.
إيجاد الروابط المشتركة
قد تكون الروابط المُشتركة هي أساس ما يجمع الأشخاص معاً ويجعلهم أصدقاء، ولكن حتى مع اختلاف الأصدقاء عن بعضهم واختلاف اهتماماتهم وأفكارهم ونشاطاتِهم إلّا أنّههم غالباً ما يجدن عوامل واهتمامات مُشتركة فيما بينهم؛ لكي يتمكنوا من قضاء الوقت سوياً، وتحقيق الفائدة والمُتعة لجميع الأطراف دون الشعور بالملل ، أو التقليل من شأن أحد واهتماماته، وعلى الأصدقاء تجربة أنشطة أصدقائهم المُختلفة فقد يُساعدهم ذلك على إيجاد روابط مشتركة جديدة فيما بينهم.
الصدق والعفويّة
يجب أن تُبنى علاقة الصداقة الناجحة على أساس واضح وصريح، ولا يمكن تحقيق ذلك في حال اعتاد الأشخاص على إخفاء الحقائق عن بعضهم البعض، وذلك لا يعني ضرورة البوح بكل شيء عند الالتقاء بِهم، ولكنّه يعني ضرورة أن يكون الشخص على طبيعته ولا يتصنّع، ويُخبرهم بالأمور الصحيحة عنّه.
المرونة
يجب على الأصدقاء التعامل بمرونة وأريحية مع بعضهم، وعدم إجبار أي طرف على القيام بتصرفات معيّنة ومحددة بشكل دائم ومستمر كشرط لاستمرار الصداقة، وفي الكثير من الأحيان يرفع بعض الأشخاص سقف توقعاتهم بأصدقائهم ويتوقعون منهم التصرف في سياق نمط معين وعدم التغيير، وعندما يتصرف أصدقائهم بشكل معاكس أو غير متوقّع يغضبون ويتخذّون موقف سلبي ويخيب ظنّهم، إلا أنّه هذه التصرفات من شأنها إضعاف الصداقة وجعلها مقيدة، كما وتجبر الأصدقاء على بذل الكثير من الجهد وتقديم الكثير من العمل لإنجاح الصداقة.
المساحة الشخصيّة
بقدر ما هو رائع الحصول على أصدقاء قادرين على قضاء جميع الأوقات مع بعضهم البعض بحيث يتشاركون كل الأمور الحياتيّة، إلا أنّه يجب على الأصدقاء إعطاء بعضهم القليل من المساحة الشخصيّة لقضاء الوقت بمفردهم ليتمكنوا من القيام ببعض المهام ورؤية أشخاص آخرين وقضاء الوقت مع عائلاتهم وزملائهم، وليس على الأصدقاء أن يكونوا متطلّبين وأنانيين بعلاقتهم، وأن لا يسمحوا لأصدقائهم في البقاء بمفردهم وبعيد عنهم عند حاجتهم.
الثقة
يجب على الأصدقاء إثبات أنّهم أشخاص يمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة وليس أنّهم فقط موجودين لأجل المرح وقضاء الوقت معاً، ويُمكن تحقيق ذلك بكسب ثقة الأصدقاء وإظهار جديّة العلاقة، وذلك من خلال الالتزام التام بالصداقة بجميع محاورها وعدم التهرُّب عند حصول مشاكل والوقوف بجانبهم ومساندتهم في الأوقات الصعبة.
الصداقات الناجحة
تعتمد علاقات الصداقة الناجحة على وجود أشخاص صالحين وجيدين ولهم نوايا حسنة يتبادلون الاهتمام والحُب بين بعضهم، ولا تعتمد هذه العلاقات على عدد الأصدقاء من حول الشخص، أو مقدار تواجدهم حوله بأوقات معيّنة ومتشابهة فقط، وقد تختلف معايير تقييم مدى نجاح علاقات الصداقة بين الأشخاص فلكل شخص معايير تختلف عن غيره؛ البعض يرى أن الاهتمام هو أكبر دليل على نجاح الصداقة، والبعض الآخر يعتبر أن المدّة الزمنية للصداقة كلما كانت أطول تكون أنجح، وآخرين يقولون أن الاحترام المتبادل يكفي لجعل علاقة الصداقة علاقة ناجحة.