قراءة نقدية لنظرية جان جاك روسو
نظرية جان جاك روسو من حيث المفهوم
من أهم المعلومات التي تُعرف بنظرية جان جاك روسو :
- تسمى نظرية جان جاك روسو بالعقد الاجتماعي، وهي نظرية ذات طبيعة اجتماعية سياسية، أسسها جان جاك روسو في القرن السابع عشر، وتركز النظرية على وضع أسس الحقوق السياسية للفرد بشكل ثابت، وإيجاد أساس نظري جديد تقوم عليه سيادة الشعب؛ وذلك من أجل التخلص من سلطة الحاكم على حياة شعبه.
- تحدث روسو في نظريته عن إرضاء المواطن الذي يشكل أساس ترابط بينه وبين الحاكم، وقد أضاف على هذه العلاقة أفكارًا أخرى تتعلق بمسائل الحرية والمساواة، ومن الأمثلة عليها رفض شراء شخص لأي إنسان، وحماية المواطن من الفقر الذي يدفعه لبيع نفسه.
- ترتكز النظرية أيضًا على التصدي للطغيان الذي يلحق بالتفاوت الاقتصادي بين مختلف طبقات المجتمع، فعندما يقع الطغيان بين فئات البشر قد يضيع مبدأ الحرية؛ حيث يستطيع أحدهم شراء الآخر، ويرى روسو في القانون تعبيرًا عن الإرادة العامة أو الوعي الصادر عنه؛ حيث اهتم بشكلٍ واضحٍ بالقانونية والشرعية الإنسانية؛ لأن ( العقد الاجتماعي ) عبارة عن التزام اجتماعي بين الأفراد والأمم، يتم الاتفاق عليه بناءً على الاختيار، وليس القوة، التي يطلق عليها قانون الأقوياء.
نظرية جان جاك روسو من حيث النشأة
ظهر مصطلح (العقد الاجتماعي) عام 1762، وقد دل على بلوغ جان جاك روسو الذروة في عمله وفكره، ومن الظاهر أن هذه النظرية تشتمل عمليًا على نظرية روسو السياسية الإنشائية كلها، ويدل عنوانه على موضوعه، ويسمى هذا الكتاب (مبادئ الحقوق السياسية) أيضًا، ويوضح هذا العنوان الثاني العنوان الأول له؛ فقد وضع روسو هذا الكتاب وكان من الخطر البالغ أن يجهر به أمام الناس بأي رأي حر أو موقف مشابه له، لكنه كان جريئًا وواضحًا جدًا في كل ما كتبه وأشار إليه، خاصة أنّ مسألة الصراع بين الفرد والسلطة أمر غير مألوف في الظروف البدائية؛ حيث يكون أساس المجتمع غريزيًا لم تتأصل فيه روح الفردية بعد، على العكس تمامًا عندما يكون هناك تلاحم بين أفراد المجتمع، ولكن المبدأ الذي يرجوه روسو، هو تشكيل قوة خاصة لكل إنسان؛ حتى لا يهب أي شخص حياته للآخر، وقد ناهض روسو العبودية التي من أبرز مظاهرها عدم المساواة بين الناس، كما ناضل في سبيل حقوق البشر للعيش بشكل طبيعي مسالم بعيدًا عن الاستبداد والتعالي بينهم، وعليه فقد كانت هذه النظرية من أسباب قيام الثورة الفرنسية.
مبادئ نظرية جان جاك روسو
نادى جان جاك روسو من خلال كتابه بعدة حقوق تضمن حياة عادلة للبشر، وكانت نظرته شمولية تتناول كل البشر دون تمييز بينهم، وبناءً على المبادئ التالية:
- رفض مبدأ خضوع أي إنسان لأي إنسان آخر.
- عدم تسليم الشعب إرادته الكاملة لحاكم واحد ولقوانينه.
- الثورة ضد مبدأ حق الأقوى؛ لأن القوة من وجهة نظره لا تستطيع أن تخلق الحق.
- مهاجمة فكرة تبعية الإنسان لغيره من البشر، بل شبه من يتبعون الآخرين بالعبيد الذي لا حرية لهم.